منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى جمعية الطيور المهاجرة

جمعية ثقافية إجتماعية إنطلقت من جامعة دنقلا كلية الآداب كريمة لفضاءات العالم الفسيحة


2 مشترك

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب

    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 5:38 pm

    رجال ضحو من اجل الوطن 1/ الشهيد عبد الخالق محجوب




    عبد الخالق محجوب رجل في حجم امة
    نتفق نختلف ويظل الشهيد عبد الخالق
    رمزا سامقاوواحة استظلال وقت الهجير
    عبد الخالق
    وطن سامي بيك
    ديمة كان في عينيك
    وقت المزار يروح
    ذكراك ترد الروح

    احبك عبد الخالق
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty عبد الخالق محجوب كيف اصبحت شيوعيا

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 5:42 pm

    عبد الخالق محجوب كيف اصبحت شيوعيا
    نقلا عن مركز ابحاث الدراسات الماركسية


    في نهاية الخرب العالمية، عندما دبّ الوعي الوطني في أرجاء بلادنا انتظمتُ كغيري من الطلبة المتحمسين في غمار هذه الحركة يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري، تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما زال يحس بها جميع المواطنين المتطلعين إلى مستقبل مشرق مليء بالعزة والكرامة، وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي أمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس (آذار) من عام 1946 .

    ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة ابتدأت تتضاءل أمام ناظري في القاهرة، وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بأن " قضيتنا لا يحلها اى من الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة"..... تساءلت ضمن عدد من الشباب الحر، لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدري الشعب كنهها.

    نظرية سياسية

    وبمجهودي المتواضع وحسب حدودي الفكرية اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار وإنهم ما أن دخلوا غمار مجتمع متقدم معقد كمصر حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم، عرفتُ أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوربية خلال القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلابد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار - على هدى نظرية تسلط أضوائها على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له الفرصة لجني ثمار جهاد الشعب لنفسه - على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيادي الزعماء أينما شاءت.

    لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية - تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم والتي تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفتُ أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وإنما هو تطور اقتصادي للرأسمالية الأوربية وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد. وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار واكتفت بإثارة العواطف ضد "الأجانب" لم تصل إلى أهدافها ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه، أسماء كثيرة تحضرني - سعد زغلول وغاندي ومصطفى كمال أتاتورك وغيرهم. واقتنعتُ بأن زعمائنا يسيرون في نفس الطريق وإننا لن نجني من ورائهم أكثر مما جنت الشعوب الأخرى التي سارت وراء تلك الأسماء.

    تناسق الماركسية

    وكشخص وضعته ظروف الحياة لا كزارع أو صاحب أملاك - بل كمتعلم نال من بعض التعليم المدرسي، كان لابد لي كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكري وتوسيعه. ولم أكن أهدف إلى أي ثقافة ولكن الثقافة التي تعطي تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية... إن النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق ولأول مرة تضع قيماً عالية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة إنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم أو تستعملها قواعد وإلا فقدت طبيعتها. إني كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة.

    إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ الثقافة الماركسية لأنني كنت باحثا في الأديان، ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي - أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي فرضت علينا منذ عام 1898، أتمنى واسعي لإسعاد مواطني حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بأن تحيا - ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية إلى الأمام في مدارج الحضارة والمدنية.

    الشيوعية والإسلام

    هل صحيح إن الفكرة السياسية الشيوعية في السودان تدعو لإسقاط الدين الإسلامي؟ كلا أن هذا مجرد كذب سخيف. إن فكرتي التي أؤمن بها تدعو إلى توحيد صفوف السودانيين... ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبي وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه، وان القوى التي تقف حائلا دون إسعاد وحرية السوداني المسلم أو المسيحي... لا يمكن أن تكون الإسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ في التاريخ إن الجيش الذي غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة ولم نسمع أو نقرأ في بوم من الأيام إن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التي تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الإسلامي أو المسيحي. إن الفكر الشيوعي ليس أمامه من عدو حقيقي في البلاد سوى الاستعمار الأجنبي ومن يلفون حوله، فأين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    إن الفكرة الشيوعية تدعو في نهايتها إلى الاشتراكية حيث يمحي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    إن الفكرة الشيوعية تدعو إلى إخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية وطبية وأدبية وتشذيب الإنسان من الخوف والحاجة بإنهاء الظروف الاقتصادية والفكرية التي تنشر الخوف من المستقبل وتدفع الإنسان تحت ضغط الحاجة إلى درك لا يليق بالبشر من سرقة ودعارة واحتيال وكذب. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟

    بقي أن أقول للدوائر التي أصدرت هذا المنشور: إن الرجل الشريف يصارع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق. إن محاولة تزييف أفكار أعدائكم - أو من تتوهمون إنهم أعداؤكم - بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق، فوق أنها عيب فاضح. أما أساليب الدس فهي من شيم الصغار جداً حتى ولو كبرت أجسامهم وتوهموا في أنفسهم عل
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty عبد الخالق محجوب رجل نقتقده الآن بشده..

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 5:47 pm

    عبد الخالق محجوب رجل نقتقده الآن بشده..

    نفتقدك بشده أيها العلم..
    نفتقدك سياسي..
    نفتقدك مفكر..
    نقابي..
    زميل..
    أمل الغبش..
    و..
    أو..



    هبشه:
    بلادي قتيل ، وخنجرها غاضب
    ونحن اليتامى



    كل الود،،،
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty بلادي العروس

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 5:50 pm


    بلادي العروس التي مات زوج لها
    ليلة من ليالي الزواج
    ونحن الذين دعينا إلى العرس..
    صم
    وبكم
    و نحن الذين سكتنا بوقت يكون السكوت جريمة
    ونحن …. ونحن … ونحن
    نمد أصابع الاتهام إلينا
    ونتهم الصمت..





    كل الود،،،
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty عبد الخالق محجوب: اسم وضئ فى سماء الوطن

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:00 pm


    عبد الخالق محجوب: اسم وضئ فى سماء الوطن : بقلم: الدكتور محمد محجوب عثمان



    بقلم: الدكتور محمد محجوب عثمان



    هذه وريقات قصدت أن أبحر فيها قدر المستطاع بعيدا عن بحور السياسة ، رغم غرابة ‏هذا فى سيرة رجل كرس حياته فى هذا الميدان . الا أن عذرى أن المهمة أضخم من ‏قدراتى ، ولهذا آثرت أن تجىء كلماتى عفو الخاطر وأكثر تلقائية علها تضىء بعض ‏جوانب شخصية عبد الخالق محجوب .‏



    فى مدارج طفولته ، عاش عبد الخالق عالمه الصغير كواحد من أقرانه سواء بسواء فى ‏لعبهم ولهوهم وحيويتهم الدافقة . وصادف أن قامت عبر هذا روابط مع بعضهم امتدت ‏حقب من الزمن. فى حى العرب ، فى تلك الفترة ، حيث استقر المقام بجدته آمنة بت ‏على ، كان عبد الخالق يتوجه مع شقيقه الأكبر عثمان لقضاء نهاية الاسبوع معها .‏



    وكان بين جيران جدته فى حى العرب ، العم صافى الدين ، والعم عبدالعزيز ، والد ‏الشاعر سيد عبدالعزيز . لعب عبدالخالق كرة "الشراب" مع الجنيد صافى الدين ، الذى ‏أصبح فيما بعد لاعبا مشهورا فى فريق المريخ فى الخمسينات (القرن الماضى) . وظلت ‏علاقتهما متينة لأمد من الزمن . وربما يكون ذلك سببا فى أن عبدالخالق كان مريخى ‏الميول ، رغم أنه لم يكن يرتاد دور الرياضة . ومن الطريف أن والده ، محجوب عثمان ‏، كان من الأعضاء المؤسسين لنادى الهلال . ولم يبتعد عن النادى الا فى منتصف ‏الخمسينات . ‏



    فى منتصف الستينات ، أيام الحكم العسكرى للفريق عبود ، تم اعتقال زعماء المعارضة ‏السودانية وابعادهم الى الى جوبا ، حيث وضعوا رهن الاعتقال فى احدى ثكنات ‏الجيش. وقد قرأت فى جريدة الزمان فى سنى مابعد انتفاضة مارس/أبريل مع العم ‏عبدالرحمن شاخور ، قطب المريخ المعروف . ذكر فيه أن الراديو الوحيد داخل المعتقل ‏كان بحوزة السيد اسماعيل الأزهرى . وقد أسر عبدالخالق للعم شاخور ذات مرة بأن ‏هنالك مبارة ستقام مساء نفس اليوم بين فريقى الهلال والمريخ . وقد تمكن شاخور ‏بطريقة ما من الاستحواز على جهاز الراديو من الزعيم الأزهرى لمتابعة المباراة ‏بصحبة عبدالخالق . واكتملت سعادتهم بفوز المريخ . وعلق شاخور بأن عبد الخالق لو ‏لم تشغله السياسة لكان مريخيا "على السكين" .‏



    فى حلى السيد المكى، حيث تسكن الأسرة ، كانت طبول الطائفة الاسماعيلية تملىء ‏الآفاق أمسية كل خميس , ةتزدحم حلقات الذكر ، وتقام فى حلقتهم كل عام ، حولية ‏العارف بالله ، الشيخ اسماعيل الولى . وقد استأثرت تلك المناسبات بقلوب المريدين . ‏وكان أطفال الحى ومن بينهم عبدالخالق أسعد الناس بهذه الأمسيات الروحية العامرة . ‏كذلك كانت احتفالات المولدالنبوى ، التى تمتد لاحد عشر يوما ، بجامع الخليفة عبدالله . ‏ولنا أن نتساءل عن مدى التأثير التى خلفته النشأة الباكرة فى مثل تلك الأجواء الروحية ‏والاجتماعية على شخصية عبدالخالق فى مستقبل أيامه حيث انبرى لفهم مشكلات الوطن ‏المستعصية وتقديم بعض الحلول لها . ‏



    فى احدى المناسبات سألنى صديق لنا ، ان كانت تسمية عبد الخالق قد تمت تيمنا ‏بعبدالخالق ثروت ، رئيس وزراء مصر عام 1922 ، بعد نفى سعد زغلول وبعض ‏أعضاء حزب الوفد فى عام 1919 . وكان عبدالخالق ثروت من كبار الباشوات فى ‏مصر وضمن أكثر اقطاعييها ثراءا وعسفا بفلاحيها . ولكن فى حقيقة الأمر ، أن والدنا ‏قد سماه تمجيدا لأحد المآمير المصريين العاملين فى السودان فى تلك الفترة . وكان ‏شجاعا، شهما ، ووطنيا غيورا . وفى عهده خرجت أول مظاهرة سودانية ضد ‏الاستعمار الانجليزى فى مدينة أمدرمان . وقد أبدى المأمور عبدالخالق حسن حسين ‏تعاطفا وتأييدا للحركة الوطنية السودانية الناهضة . وكان لموقفه دلالة على عمق مشاعر ‏الصلة والتضامن بين نضال شعبى مصر والسودان . وبنفس القدر الذى قصد به والدنا ‏تمجيد المأمور المصرى ، كان عبد الخالق محجوب شديد الوفاء للمناضل عرفات محمد ‏عبد الله حيث أسس بعد ثورة اكتوبر مجلة اسبوعية أطلق عليها اسم "الفجر الجديد" ‏تخليدا للمبادرة الوطنية الكبرى التى استهلها عرفات بتأسيس مجلة "الفجر" ، التى ‏تحولت الى منبر للحركة الفكرية والسياسية فى منتصف الثلاثينات . وكان الموات ‏الثقافى ةالسياسى قد خيم على البلاد منذ هزيمة حركة 1924 . ‏



    وعلى ذكر عرفات محمد عبدالله ، فقد كان كثير التردد على بيتنا طلبا للاختفاء من ‏ملاحقة قلم الاستخبارات ، أى جهاز الأمن فى عهد الاستعمار . غير أنى غير متأكد من ‏ان شيئا من ذلك قد علق بذهن عبدالخالق وهو لم يزل فى ميعة الصبى . ‏



    ولد عبد الخالق فى يوم 23 سبتمبر 1927 . وبدأ مسيرته التعليمية بخلوة الشيخ اسماعيل ‏بجوار منزلنا فى حى المكى . حفظ القرآن وتعلم مبادىء اللغة والنحو الواضح . ومن ثم ‏انتقل الى مدرسة الهداية الأولية وقد أسسها المربى الجليل الشيخ الطاهر الشبلى (والد ‏نقيب المحامين الأسبق أمين الشبلى) . ومنها انتقل الى مدرسة أمدرمان الوسطى، ‏المعروفة بالمدرسة الأميرية .‏



    حدثنى شقيقى ، على محجوب الذى سار فى خطى عبدالخالق فى المراحل التعليمية وهو ‏أصغر منه سنا ببضعة أعوام أن عبدالخالق منذ نعومة أظفاره ، حباه الله بذكاء ملحوظ ، ‏وهكذا ظل متفوقا فى كل مراحل دراسته . وفى المرحلة الثانوية شهد له أساتذته بنبوغ ‏مبكر . وفى تلك المرحلة أيضا كان له أستاذ أسمه مستر كرايتون ، متخصص فى اللغة ‏والأدب الانجليزي . وقد كرر مرارا أمام طلابه أن عبد الخالق من الكفاءة وامتلاك ‏ناصية اللغة والأدب الأنجليزى التى تمكنه من تدريسها . فقد انهمك عبدالخالق فى ‏دراسة روائع الأدب والشعر الانجليزى التى تضمنت روايات شكسبير وأشعار شيلى ‏وأليوت وكيتس وغيرهم من العمالقة . ومثل هذه الشهادة والتقدير جاءت على لسان ‏آخرين منهم أستاذ التاريخ هولت المعروف لمعظم السودانيين . وعلى ذكرتفوقه ‏الأكاديمى وسعة اطلاعه ، لا بأس من الاشارة الى أن عبد الخالق قد بعد اكمال المرحلة ‏الثانوية ، جلس لامتحان شهادة كمبردج فى سنة 1945 وأحرز درجة الامتياز فى كل ‏المواد التى أداها وهى اللغة العربية والرياضيات واللغة الانجليزية والكيمياء والفيزياء ‏والأحياء والجغرافيا والتاريخ .‏



    كذلك حدثنى شقيقى على محجوب أن موضوع الانشاء الانجليزية كان ‏



    ‏ وقد تناول عبدالخالق الموضوع متنقلا من طفولته وصباه ‏ The Changing Sky ‏ ‏



    ومطلع شبابه والتغيرات التى طرأت على حياته وأفكاره ومايترجاه فى مستقبل أيامه . ‏هذه الواقعة على بساطتها قصدت ايرادها لالقاء الضوء على شخصية عبدالخالق ‏وملكاتها العالية في تلك المرحلة المبكرة واطلاقه العنان لخواطره التى لاتحدها آفاق .‏



    وفى هذا السياق أستصحب ماكتبه الدكتور محمد سعيد القدال فى كتيبه "ذكريات معتقل ‏فى سجون السودان" حيث يقول : سألت عبد الخالق محجوب عن الطريقة التى اتبعها ‏فى تحمل وطأة الحبس الانفرادى التى تعرض لها ، حيث يتم عزل المعتقل عزلا تاما ‏عن كل مظاهر الحياة ، فلا مذياع ولا كتاب ولا أدوات للكتابة . فقال بأنه كان يستلقى ‏على ظهره ويأخذ فى كتابة مقال أو قصة فى ذهنه ويعود المرة تلو المرة لمراجعة ‏فقراتها وتجويدها. ومن ثم ينتقل الى مهمة مماثلة كرياضة لصون الذهن والبدن من ‏أهوال الحبس الانفرادى . ولشدة انغماسه فى ينابيع الأدب الأنجليزى أكاد أجزم بأن ‏عبدالخالق لو لم يكرس حياته لخدمة الاشتراكية وبناء الحزب الشيوعى فى السودان ‏لأصبح أديبا يتعدى أسهامه حدود السودان . فقد تلازمت ملكته فى اللغة والأدب ‏الانجليزى مع عناية فائقة باللغة العربية ودراسة الشعر العربى . ‏



    كان والدنا ، كما هو حال كل الأباء ، يتطلع الى أن يلتحق عبد الخالق بالخدمة العامة فى ‏جهاز الدولة ، وهو آنذاك أقصى مايطمح اليه المرء حيث الأمتيازات والسطوة التى تأتى ‏فى طيات مناصب الخدمة المدنية . غير أن صديق والدنا الشاعر المعروف أحمد محمد ‏صالح ، الذى عمل آنذاك كمدير بوزارة المعارف ، كأول سودانى يحتل ذلك المنصب ‏الرفيع فى ظل الادارة اليريطانية. وقد أختير فيما يعد عضوا بأول مجلس للسيادة . كان ‏للعم أحمد محمد صالح الفضل فى اقناع والدى بايفاد عبدالخالق لمواصلة دراسته فى ‏المملكة المتحدة نظرا لما أظهره عبدالخالق من تفوق علمى . وقبل ذلك كان عبدالخالق ‏قد التحق بكلية الخرطوم الجامعية وغادرها لضعف الامكانات المتاحة لها آنذاك . ومن ‏ثم سافر للقاهرة والتحق بجامعة فؤاد الأول ، التى تحول اسمها لاحقا الى جامعة القاهرة ‏‏. مكث عبدالخالق لمدة ثلاثة أعوام قبل أن يضطره المرض من العودة مبكرا الى ‏السودان . وخلال سنى دراسته فى القاهرة قام بترجمة كتاب "الأدب فى عصر العلم" ‏للكاتب الانجليزى هيمان ليفى . وسنعود فى سياق لاحق لتناول فترة دراسته واقامته فى ‏الخرطوم نسبة لتأثيرها العظيم فى مسار حياته السياسية . عاد عبدالخالق الى السودان ‏وقد توثقت صلته السياسية والفكرية مع أبر قادة الحركة الشيوعية المصرية . وأهم من ‏ذلك تعززت صلته مع نفر من الطلاب السودانيين الذين وفدوا القاهرة للدراسة . ومن ‏بين هذه الكوكبة تكونت النواة الأساسية للحركة السودانية للتحرر ، المعروفة اختصارا ‏باسم "حستو" . وقد تحول اسمها فيما بعد الى "الحزب الشيوعى السودانى" . ويجدر هنا ‏أن نذكر بأن عبدالخالق بعد أن قفل راجعا من القاهرة ، حل ضيفا على عمال السكك ‏الحديدية فى عطبرة . وكان لتواجده بينهم أثر عظيم على مستقبل الحركة الوطنية فى ‏السودان ، حيث تمكن من جذب طلائع العمال ومن بينهم قاسم أمين والشفيع والحاج ‏عبدالرحمن والجزولى سعيد وابراهيم زكريا وغيرهم ممن تولووا قيادة الحركة العمالية ‏والسياسية لحقب قادمة . ‏



    وأعود ثانية لصلتى بشقيقى عبدالخالق ، فالحق يقال بأننى لم أتلق توجيها عقائديا لحملى ‏على تتبع خطاه . وقد حددت مسارى وانتمائى للحزب الشيوعى لاحقا طواعية ‏واختيارا . وكان حفيا ، ودودا ، شديد العناية باحترام حقى فى التطور كانسان مستقل . ‏وامتدادا للحديث عن بعض جوانب صلتى بعبد الخالق ، أذكر بأنه عند عودته من مصر ‏فى عام 1947 قام عبدالخالق بالحاقى بمدرسة حى العرب الابتدائية التى ضمت آنذاك ‏أساتذة أفذاذ أذكر من بينهم آدم أبوسنينة ، الذى عمل فى أول جمعية للسلام فى السودان . ‏وخرج مطاردا الى باريس نتيجة لنشاطه الواسع الذى أقض مضجع المخابرات ‏البريطانية . ومن بين أولئك الأساتذة أيضا أحمد محمد خير الذى عمل لفترة من الزمن ‏كمندوب للحزب فى مقر مجلس السلم العالمى فى فيينا .‏



    فى تلك الأيام ، أذكر تماما بأننى كنت كثيرا عند بزوغ الشمس أحمل أوراقا من ‏عبدالخالق الى المناضل الراحل جعفر أبوجبل فى منزلهم بحى بيت المال . وكنت شديد ‏الاعتزاز والزهو بأداء تلك المهمة المحفوفة بالمخاطر ، وأنا أعلم بأن تلك الأوراق ‏على قدر كبير من الأهمية . وبعد انجاز كل مهمة كنت أشعر بأننى قد أحرزت نصرا ‏على جهاز المخابرات الانجليزية . ‏



    غير أن الأثر الباقى على مر الأيام ، هى الرابطة الثقافية التى نشأت بينى وأخى عبد ‏الخالق . وقد كانت أخصب مراحل تلك الصلة عندما كنا سجينين ، (كنت أقضى ‏فترة السجن مدى الحياة لاشتراكى فى انقلاب الشهيد البكباشى على حامد فى عام ‏‏1959 وكان عبدالخالق آنذاك معتقلا بالسجن المركزى وهو واحد من عدة ‏اعتقالات قضاها متنقلا بين سجون السودان من كوبر الى زالنجى وجوبا ) . ‏كانت رسائل عبد الخالق لى ، والكتب التى يوصى أهلى بارسالها لى من مكتبته ‏الخاصة ، حبل وثيق للتواصل لم ينقطع . وطوال فترة سجنى التى امتدت الى ‏خمس سنوات قبل اندلاع ثورة اكتوبر واطلاق سراحنا ، بعث الى ببعض من ‏أمهات الكتب أذكر منها البيان والتبيين ، والحيوان ، والبخلاء للجاحظ ، شرح ‏ابن عقيل (النحو وقواعد اللغة العربية) ، مقدمة ابن خلدون ، مجموعة قصص ‏تشيكوف ومكسيم جوركى ، ايليا اهدنبرج ودوريث لسينج ، سومرت موم ‏ومجموعة كتاب أمريكيين منهم وولت ويتمان (شاعر أمريكى) وكذلك كتاب ‏فرانس فانون "المعذبون فى الأرض".‏



    ومن الناحية الاجتماعية كانت لعبد الخالق وشائج اجتماعية وثيقة مع اناس من مختلف ‏الطوائف والأحزاب والطبقات . وأذكر من بين أعز أصدقائه المرحوم أحمد داؤود ، ‏وكانت له صيدلية قرب نادى الخريجيين . وقد تأثر أيما تأثر لاغتيال عبدالخالق . ‏وكذلك من بين أصدقائه عبدالله محمد فرح ، الذى مازال يحتفظ بأطيب المشاعر نحو ‏عبدالخالق . وكذلك أصدقاؤه عبد الله عبدالوهاب ، من أبناء دفعته فى المرحلة الثانوية ، ‏والمهندس أحمد عمر خلف الله الذى يعمل فى الأمارات والدكتور أحمد حسن آدم (شقيق ‏النقابى المناضل السر حسن آدم من عطبرة) وفى هذا الصدد نشير الى الصداقة الحميمة ‏بين عبدالخالق والأستاذ عبدالكريم ميرغنى ومحمود بابكر بدرى والأستاذ محمد داؤود ‏الذى لازم عبدالخالق خلال سنى الدراسة والنضال فى مصر وتولى فيما بعد مناصب ‏رفيعة فى مصلحة التعاون . كذلك أذكر الدكتور عبدالغفار عبدالرحيم وهو صديق عبد ‏الخالق فى الحى والدراسة . ومن بين أصدقائه ‎ ‎ الأقربين وجيرانه أيضا مولانا ميرغنى ‏مبروك الذى أصبح رئيسا للقضاء أبان فترة الانتفاضة . ومن أبناء دفعته وأصدقائه ‏العديدين أذكر فاروق ميرغنى شكاك وأحمد اسماعيل النضيف والمرحوم د. ابراهيم ‏الشبلى والقائمة طويلة لايتسع الحيز لحصرها. ‏



    ومما يذكره شقيقى على محجوب أن الأستاذ أبراهيم نور وكان من أصدقاء عبدالخالق ‏الأثيرين حكى فى جلسة بمنزل الأستاذ عبدالكريم ميرغنى – طيب الله ثراه – ذكر ‏الأستاذ نور أنه فى احدى زياراته لانجلترا ، التقى بمستر كرايتون وهو من أساتذة ‏عبدالخالق الذين أوردنا ذكرهم آنفا ، سأل عن عبدالخالق – بعد يوليو 1971 – وقد هزه ‏هول ماذكر بأن السفاح نميرى قد دفع بعبدالخالق الى حبل المشنقة – وعلق على ذلك ‏‏"ألم يكن من الأجدر الأبقاء على حياة رجل فى قامة عبدالخالق وعلمه و فكره الثاقب ‏لدفع عجلة التطور فى بلدكم " .ومثل هذه كثير ما سمعناها من أساتذته السابقين وكل ‏الذين تعرفوا عليه من كثب . ويجمعون جل هؤلاء بأن عبدالخاق لم يكن فقدا لأسرته ‏وعائلته بل كان فقدا عظيما للوطن . ونذكر من بين هؤلاء صديق والدنا الأستاذ الراحل ‏أحمد محمد صالح ، والأستاذ بشير عبادى ، والأستاذ خالد موسى ، والأستاذ أمين زيدان ‏أستاذ الرياضيات المعروف ، وكذلك الأستاذ الطيب شبيكة الذى درس عبدالخالق فى ‏المرحلة الوسطى وكذلك معلم الأجيال الأستاذ الصائم محمد ابراهيم .‏



    ويواصل شقيقنا على أنه فى أبريل 1970 قام بزيارة عبدالخالق حيث كان مبعدا فى ‏القاهرة ، وقضى معه نحو عشرين يوما ويذكر بأن من بين الذين قاموا بزيارة عبدالخالق ‏فى منفاه ، الأستاذ أمين الشبلى المحامى . وكان يتردد عليه الكاتب المصرى المعروف ‏عبدالرحمن الشرقاوى كما لازمه طوال فترة منفاه الأستاذ الصحفى والكاتب المعروف ‏أحمد حمروش . كذلك لم ينقطع عن زيارت العديد من رفقاء نضاله فى مصر أمثال ‏زكى مراد والأستاذ محمود أمين العالم . ويجدر هنا الى أن صلة سياسية وشخصية متينة ‏قد ألفت بين عبدالخالق والرئيس الراحل جمال عبدالناصر . وقد توثقت هذه الصلة ‏بواسطة المناضل المصرى ، أحمد فؤاد وكان عضوا فى منظمة "حدتو" الشيوعية وكان ‏قاضيا ، وهو الذى أسس لعبد الناصر صلة بحدتو قبل قيام ثورة يوليو وتولى تنسيق ‏المساعدة لحركة الضباط الأحرار بطبع بياناتهم السرية وتوزيعها ، وكان اسم ‏عبدالناصر الحركى هو "موريس" ، وقد درج على على الحضور بسياره ليتسلم ‏المطبوعات السرية وتوصيلها الى خلايا تنظيم الضباط الأحرار . ‏



    كان الرئيس عبدالناصر يسارع الى دعوة عبدالخالق فى كل مرة يحل فيها على القاهرة ‏، ويتبادل الرجلان الآراء فى شئون السياسة وخاصة العلاقات المصرية - السوفيتية ‏التى توطدت آنذاك ، خاصة الجوانب المتعلقة بالعمران الاقتصادى والعسكرى لمصر.‏



    لقد كانت تجربة العمل الحزبى الشيوعى شديدة الوطأة على طلائع الشباب الذين ‏انخرطوا فيه بتضحيات عالية . فالفكرة فى حد ذاتها كانت جديدة وعصية بمعنى ما فى ‏مجتمع تقليدى تتحكمه النزعات الدينية وقوة العادات التليدة ، وكل ماينجم عن التخلف ‏والجهل المتفشى فى المجتمع طولا وعرضا ، مما سهل من مهمة الادارة البريطانية فى ‏رسم صورة شيطانية وكالحة عن الفكر الشيوعى ، لاستثارة المشاعر الدينية المتأصلة ‏ووصم الشيوعية بأنها تسعى الى الغاء الدين ونشر التحلل الخلقى ونسف القيم الفاضلة . ‏



    سئل الفريق ابراهيم عبود مرة عن سر معاداته للشيوعية . فكان رده لأن هؤلاء يعملون ‏فى الظلام ، وهذه عينة من الانطباعات التى تصم الشيوعين أنهم أشباح تتحرك فى ‏الظلام . وبالرغم من أن مثل هذه الأفكار تبدو على قدر من السذاجة والابتزال الا أنها ‏كانت من بين الصعوبات التى دفع الشيوعيون ولازالوا جهدا وتضحية عالية لدحضها ‏وكشف خوائها وسوء قصدها . وعبدالخالق ، على سبيل المثال كان متيقظا ومفرطا فى ‏احترام مشاعر عامة الناس ومثابرا فى الكتابة والحديث عن تجربته وكثيرين ممن ‏تبنوا الأفكار الشيوعية . (أرجو أن يجد القارىء سبيلا الى قراءة مقالته الرصينة بعنوان ‏‏"كيف أصبحت شيوعيا" ومقالته عن الشيوعية والدين) وخلاصة ماذكره بأنهم اهتدوا ‏للفكر الشيوعى بعد عناء وكد فى البحث عن أكثر الأفكار مضاءا فى فهم طبيعة ‏الاستعمار وسبل مكافحته وفيما بعد أجدى النظريات العلمية لحل معضلات التنمية ‏والحكم . ‏



    ‏ لقد عاش عبدالخالق حياة حافلة بالعمل والتجرد وكان أخا كريما لنا ، رقيق الحواشى ، ‏حفيا بنا وأسرته وأصدقائه العديدين . وكان مهموما بهموم الوطن ينام ويستيقظ عليه . ‏‏ أرجو أن يوفيه الوطن حقه بحسبانه واحدا من أبر أبنائه به . وفى استشهاده العظيم كتب ‏الشاعر محمد الفيتورى :‏



    لا تحفروا لى قبرا



    سأرقد فى كل شبر من الأرض



    أرقد كالماء فى جسد النيل



    أرقد كالشمس فى حقول بلادى



    فمثلى لا سكن قبرا ‏



    ‏الدكتور محمد محجوب عثمان ، شقيق الشهيد عبدالخالق محجوب الأصغر . عمل ‏ضابطا بالقوات المسلحة لفترة وجيزة قبل أن تتم محاكمته وهو فى رتبة ملازم ثان ‏ضمن مجموعة الشهيد على حامد فى مارس 1959 . صدر الحكم بسجنه مدى الحياة ‏قضى جزءا منها وأطلق سراحه فى 21 اكتوبر 1964 . اختير ضمن أعضاء مجلس ‏الثورة الذى أعلن الرائد هاشم العطا فى 19 يوليو 1971 . كان الدكتور محمد محجوب ‏فى مهمة خارج السودان عند وقوع الانقلاب المضاد وعودة نميرى للسلطة

    ولنا عوده
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty عنف البادية .. وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبدالخالق : حسن الجزولي يضيف للمكتبة السودانية

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:10 pm

    عنف البادية .. وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبدالخالق : حسن الجزولي يضيف للمكتبة السودانية


    *{بين المشقة والتشويق تكمن الجدلية التي أعطت عبدالخالق حضوره الآسر في مجرى
    الحركة الساسية السودانية ، وقامته الشامخة في تاريخ السودان الحديث، ثم جاءت
    نهايته التراجيدية شبه الأسطوريةلتضفي على سيرته بعدآ شاقآ جديدآ ، هو الذي تصدى
    له الكاتب حسن الجزولي .}

    { فماذا فعل حسن الجزولي عند تناوله ليس لسيرة عبدالخالق،
    وإنما لتاريخ الأيام التي سبقت رحيله الأسطوري الذي مافتيء صداه يتردد في مسمع الأيام؟!
    لم يخف الكاتب إنفعاله بالرحيل المأساوي ، ولكنه سعى بجهد أكاديمي ليستوفي مختلف جوانبه
    فاطلع على أغلب ماكتب عن تلك الكالحة وإتصل بأغلب الشخصيات الأحياء الذين عاصروها ، ورجع
    إلى بعض الوثائق التي توفرت مؤخرآ ، فأزاح الغموض عن بعض القضايا، وترك بعضها يكتنفها الغموض
    واثار مواضيع جديدة تحتاج للمزيد من التقصي }

    { ووفق الكاتب في إختيار عنوان الكتاب ، فقد إستعمل عبدالخالق تعبير { عنف البادية}
    عام 1965 إبان معركة حل الحزب الشيوعي عندما جلبت الأحزاب انصارها من الريف ليهاجموا. دوره ورموزه
    ومزج الكاتب ببراعة بين التاريخ والسردالروائي ، وعندما يمتزج التاريخ بالرواية يصل ذرى عالية }

    { وأقول لعبدالخالق في النهاية:
    لن يسوقوا البحر للمنفى وقاع الموج فينا

    واقول له ايضآ ماقاله أحمد عبدالمعطي حجازي :
    الموت ليس أن توارى في الثرى
    ولا الحياة ان تسير فوقه
    الزرع يبدأ الحياة في الثرى
    ويبدأ الموت إذا ما شقه }

    وها أنت تبدأ الحياة في كتاب حسن الجزولي { عنف البادية }

    * مقتطفات من تقديم الدكتور محمد سعيد القدال للكتاب
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty صية عبد الخالق محجوب المخفية

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:14 pm

    وصية عبد الخالق محجوب المخفية ومسؤولية المؤرخ
    ( حوار مع الدكتور حسن الجزولي)

    مقدمة:

    مما لا شك فيه ان قضية الاوراق الاخيرة التي كتبها الشهيد عبد الخالق محجوب في مكان اختباءه في ابي روف في يوليو 1971؛ في الفترة ما بين 22 يوليو ؛ اي بعد انهزام انقلاب هاشم العطا؛ و27 يوليو؛ وهو يوم اعتقال عبد الخالق؛ وهي التي عرفت بوصية عبد الخالق محجوب السياسية الاخيرة؛ تكتسب اهمية تاريخية خطيرة؛ كونها تتعرض اساسا لدور الوثائق التاريخية في الحياة العامة؛ وللنزاهة السياسية والشرف الانساني؛ المتعلق بمن تصل هذه الوثائق في يدهم؛ وكونها تتعلق بفترة واحداث لا تزال تجرجر بذيولها في حياتنا الاجتماعية والسياسية والفكرية.
    وقد سبق لي ان تداخلت في الامر؛ عبر الرسالة المفتوحة الي وجهتها لمحمد ابراهيم نقد عن المسالة؛ عقب خروجه للعلن؛ والموسومة : رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن: أما آن لك ان تطلق سراح وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة ؟؛ والتي كتبتها ونشرتها في 12 ابريل السابق؛ والتي لم تجد لها ردا حتي اليوم؛ ولا اعتقد انها يمكن ان تجد ردا غير القدح والذم في مجرد فكرة السؤال؛ من طرف الموجهة اليه؛ ومن طرف بعض اتباعه؛ ممن يجعلوا من البشر اصناما يعبدونها؛ في طوطمية جديدة؛ وفي ذهول عن الواقع الدامغ وعن الوثائق والشهادات المتواترة وعن حقائق التاريخ المرة
    في هذا الاطار فقد اتيح لي ان اقرأ اخيرا اشارة الي هذه القضية؛ في الفصل المعنونفي علايل ابروف) ؛ وهو فصل من كتاب تحت الطبع للاستاذ حسن الجزولي عن الشهيد عبد الخالق محجوب؛ تم فيه تناول القضية؛ وسردت فيه لاول مرة شهادة محمد ابراهيم نقد عن الامر؛ والذي وصف وجود تلك الاوراق والوصية بالاسطورة؛ الامر الذي يوجب علينا – احتراما للحقيقة وتوثيقا للتاريخ وتقديرا لسيرة عبد الخالق – ان نناقش الامر مرة اخري؛ في حوار مع الاستاذ حسن ومنهجه؛ عسي ان نزيل بعض الغبار؛ عن هذه القضية الشائكة والخطيرة.
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty توثيق الدكتور حسن الجزولي:

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:17 pm

    توثيق الدكتور حسن الجزولي:
    يقول د. حسن الجزولي في الفصل المشار اليه آنفا:
    "وبهذا الصدد فإن ثمة حديثاً ظل متداولاً فى أروقة الحزب بصورة غير رسمية عما يسمى (بوصية عبد الخالق)، وفحواه أن عبد الخالق كتب بعض الملاحظات فى كراسة قام طه الكد، فى وقت لاحق، بتسليمها لمحمد ابراهيم نقد الذى انتخب سكرتيراً عاماً بعد إعدام عبد الخالق، وذلك حين التقاه طه فى مخبئه لأجل هذا الغرض. غير أنه لم يصدر عن قيادة الحزب ما يشير لهذه الكراسة. بل لقد أبدى كل من استفسرته عنها من القياديين دهشته نافياً نفياً قاطعاً معرفته أو حتى سماعه بها! فقد أشار التجانى الطيب إلى أنه لا علم له "بأية وصية مكتوبة من عبد الخالق سلمت بصورة أو بأخرى لمركز الحزب" 148. كما نفى يوسف حسين، عضو السكرتارية المركزية، علمه بأية وصية من عبد الخالق، سواء كانت كتابة أو شفاهة 149.
    على أن للخاتم عدلان، أيضاً، إفادة مغايرة يؤكد من خلالها أن عبد الخالق سلم أوراقاً لطه طالباً منه ألا يقرأها "وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها ياطه؟ قال لى: أنا أبوك يا حسين! أنا أحنث بالقسم؟! أنا أخون الأمانة"؟! 150 ويضيف الخاتم أن طه قام بالفعل، بعد فترة من الأحداث، بتسليم تلك الأوراق إلى نقد وهو مختفى، و".. سألته شخصياً عنها فأكد لى أنها موجودة معه"! 151
    لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152
    ومن جانبه يفيد كمال الجزولى الذى ربطت بينه وبين طه علاقة صداقة خلال السنوات التى أعقبت عودة كمال من الاتحاد السوفيتى فى أغسطس عام 1973 وحتى وفاة طه فى ديسمبر عام 1977م، قائلاً: "لا أستطيع بالطبع أن أنفى أو أؤكد فأنا لم أكن حاضراً تلك الأحداث. لكن طه حدثنى كثيراً، وفى مناسبات مختلفة، عن وقائع تلك الأيام. وأذكر أن أطول تلك الأحاديث، وأكثرها استفاضة وتفصيلاً، كانت بعد يومين تقريباً من هزيمة حركة الثانى من يوليو عام 1976م بقيادة محمد نور سعد. وكنا عدنا سوياً، فى الظهيرة، إلى أم درمان بعد أن قضينا بعض الوقت مع بعض الأصدقاء فى زيارة اجتماعية إلى منزل الكاتبة خديجة صفوت بمنطقة العمارات بالخرطوم، فعرج معى إلى منزلنا بحى بانت جنوب أم درمان، حيث تناولنا الغداء، وأمضينا الساعات التالية، حتى أول المساء، وهو يحدثنى عن أدق تفاصيل تلك الفترة التى كان خلالها لصيقاً بعبد الخالق بأب روف. وأخبرنى فى النهاية بأنه قد ضمن كل ذلك فى (كراسة) سلمها للحزب فى وقت لاحق. لكنه، على كثرة التفاصيل والاستطرادات التى أوردها فى حديثه، والزمن الطويل نسبياً الذى استغرقته مؤانستنا، لم يذكر لى أى شئ عن (كراسة) أو وصية أو رسالة أو مذكرة طلب إليه عبد الخالق تسليمها للحزب"153.
    أما سعاد ابراهيم احمد، عضو اللجنة المركزية، فتقول إنها لم تطلع على وصية من عبد الخالق، وإن أحداً لم يثر أمرها معها وسط الضغوط والمهام التى كانت تواجه الكادر القيادى فى تلك الفترة! إلا أنها تشير إلى أن عبد الخالق ".. ربما يكون قد رتب بعض الأمور التنظيمية ومن بينها مسألة القيادة ، فقد كان يكن احتراماً عميقاً وثقةً فى شخصية قاسم أمين، ومن الممكن أن يكون قد أشار إلى ذلك فى تلك الرسالة"! 154
    ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟!
    وفى شأن "الوصية"، تؤكد فائزة أبو بكر عضو فرع الحزب بأبروف ضمن إفادتها للكاتب بأن عبد الخالق وقبل انتقاله لمنزل الثالث والأخير الذي تم اْعتقاله منه قد أودع لديها (قصاصات) صغيرة الحجم تشير فائزة إلى أنها ربما تكون ملاحظات مهمة حرص على تسجيلها في فترة اختفائه بأبروف، ثم تضيف: "للأمانة لم أطلع عليها، وبعد فترة من تلك الأحداث قمت بتسليمها للمرحوم طه الكد"!
    بهذه الإفادة لفائزة فإن قصة (وصية عبد الخالق) تزداد غموضاً ضمن مجمل أحداث تلك الفترة على ماهى عليه من تعقيد وإرباك! فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هو إذن مصير تلك القصاصات التي سلمتها فائزة إلى طه الكد، حسب إفادتها؟! "
    (د. حسن الجزولي: فى علايل "اب روف"! فصل من كتاب توثيقى تحت الطبع بعنوان: "عنف البادية .. وقائع اللحظات الأخيرة فى حياة السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى"؛ نشر بموقع سودان للجميع الالكتروني)

    [ICQ] [AIM] [Yahoo] [URL]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty رد: مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:21 pm

    حسن الجزولي وشهادة سعاد ابراهيم احمد:

    اما في موضوع شهادة الدكتورة الجليلة والاستاذة الكبيرة سعاد ابراهيم احمد؛ فان دكتور حسن الجزولي يسقط من جديد شهادة مهمة جدا لها؛ قالتها قبل اكثر من 11 عاما؛ واشارت فيها الي امر هذه الوصية؛ وهذه هي الشهادة:

    "استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأصواه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق "
    (سعاد ابراهيم أحمد؛ مقابلة صحفية مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993؛ نقلا عن موقع امدرمان.يو اس )

    هذه الشهادة حاسمة تماما؛ ولا اعلم ما الحكمة في اسقاطها؛ فهل لم يطلع عليها الدكتور المؤرخ؛ وهي متوفرة بالموقع الاساسي الذي يعني بالتوثيق لسيرة عبد الخالق محجوب؛ اعني موقع امدرمان برعاية د. عبد الماجد بوب؛ وقد تم الاستشهاد بها في السجالات التي تمت حول موضوع "الوصية"؛ ام هل اسقطت لانها تقول العكس تماما من رواية محمد ابراهيم؛ نقد؛ وتوضح ان الوصية قد سلمت الي الحزب؛ وهي تؤكد رواية الخاتم عدلان؛ وكذلك تتحدث عن "اوراق" وليس عن كراسة ما؛ وقد سجلت قبل 11 عاما ونصف؛ مما يوضح ان المعلومة ليست سرا؛ وانها معروفة لبعض الكادر القيادي للحزب الشيوعي السوداني؟
    من ناحية أخرى فان الدكتورة سعاد تتحدث عن اوراق املاها عبد الخالق لطه الكد؛ والخاتم يقول ان عبد الخالق قد كتب الاوراق بنفسه؛ ولم يطّلِع عليها؛ وهذا تناقض بيّن بين الشهادتين؛ ولكنه لا ينفي الواقعة الاساسية والقاسم المشترك بينهما؛ وهو ان هناك اوراقا قد كتبها عبد الخالق محجوب او املاها؛ وسلمها لطه الكد؛ وان طه الكد قد سلمها قيادة الحزب الشيوعي ؛ و/ او محمد ابراهيم نقد شخصيا.
    هنا ايضا تسترعينا الشهادة الجديدة للدكتورة سعاد ابراهيم احمد؛ والتي نقلها عنها د. الجزولي؛ والتي لا تؤيد فيها ولا تنفي وجود تلك الاوراق؛ ومن الواضح ان هذه الشهادة تتناقض تناقضا واضحا؛ مع شهادتها التي وثقناها اعلاه؛ وهو امر ينبغي ان تُفسره الاستاذة سعاد؛ لانها اكدت الامر قبل 11 عاما ونصف؛ وكان تاكيدها من الوضوح الشديد ومن التطابق مع جوهر ما قاله طه الكد للخاتم عدلان؛ ومما اكده نقد للخاتم في حينها - وينكره الان -؛ بحيث لا يدع مجالا لمتشكك؛ فما الذي جد اليوم؛ عندما انفجر الامر وحاصرت الحقيقة المرة مخفى الأوراق او معدمها؛ لان تلوذ بملاذ الامان؛ في قول بعض الشي وانكار بعضه؛ او قول الشي ونقيضه؛ بعد ان اعلنت الحقيقة الواضحة لاكثر من عقد من الزمان مضى ؟

    ويكتب دكتور حسن الجزولي:
    "ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟! "
    ( حسن الجزولي ؛ مرجع سابق)

    اولا لا اعتقد ان من مهمة المؤرخ ان يطرح اسئلة تتعلق باحكام القيمة؛ من نوع ما يثير الجدل وما لا يثيره؛ وما يعقل وما لا يعقل؛ فكما يقول هيجل كل ما هو موجود ؛ هو معقول؛ وكل ما هو معقول يمكن ان يكون موجودا. وانما ينبغي ان يركز قبل كل شي علي تقصي الوثائق والشهادات وايرادها؛ وان يراعي الدقة في تقييمها والاستشهاد بها؛ مما لا نعتقد ان الدكتور حسن الجزولي قد اجاد فيه؛ وان يترك التكهنات واحكام القيمة جانب؛ لانها في غياب العمل الحرفي الجيد للمؤرخ؛ لا تفيد.
    ثانيا لا اعتقد ان الحزب الشيوعي السوداني يقوم علي المؤسسية؛ ولا اعتقد انه قد قام ليها في يوم من الايام؛ وفي الحقيقة ان التنظيم اللينييني المركزي اساسا لا يمكن ان يقوم علي المؤسسية؛ وانما علي المركوية الصارمة؛ واختصار الطبقة العاملة في الحزب؛ والحزب في مكتبه السياسي؛ والمكتب السياسي في شخص السكرتير العام؛ وفي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني عشرات الامثلة علي القيادة الفردية والقرارات الفردية وكل متابع دقيق لمسيرة الحزب الشيوعي السوداني يعرف انه يقوم في عمله علي شي اخر ليس هو المؤسسية؛ والتي تغيب ابسط قواعدها في ذلك الحزب وهي انعقاد المؤتمرات الدورية - اخر واحد كان في 1967-؛ فهل لا يعرف دكتور حسن الجزولي كل هذا؛ وهو قد اصبح من ابجديات علم التاريخ السوداني وعلم السياسة السودانية والعالمية؟.
    ثالثا ليس من المستغرب ان يشير عبد الخالق لمزايا زميل بعينه؛ ويوصي به للقيادة؛ فمن المعلوم انه حتي في المؤتمرات العامة للحزب الشيوعي السوداني؛ فان اللجنة المركزية لذلك الحزب؛ كانت تقدم قائمة ترشيحها للجنة المركزية الجديدة؛وكانت تقبل غالبا بالاجماع؛ فلماذا لا يكون للسكرتير العام حق ان يرشح زميلا معينا بنفس القدر المتورفر لتلك اللجنة؛ لمنصب قيادي بعينه ؟
    عبد الخالق في تلك الايام كان لا يزال السكرتير العام للحزب الشيوعي ؛ وحسب تقاليد ذلك الحزب فمن حقه تقديم اقتراحاته للقيادة في احتمال حالة سجنه او اعدامه؛ بل من واجبه ان يقدم اقتراحاته علي المستويات الفكرية والتنظيمية والسياسية ولو كان سجينا او منفيا؛ وقد قام بهذا الواجب علي المستوي السياسي عندما كتب في معسكر الشجرة وثيقة حول البرنامج؛ وقام عندما حاول حماية الكادر الشيوعي والديمقراطي في الجيش في محاكمته الاخيرة؛ فلماذا لا يقوم بواجبه كسكرتير عام ويقدم ترشيحاته واقتراحاته للقيادة لكيما تناقشها اثناء سجنه المحتمل او اعدامه ؟؟ الم يرسل عبد الخالق من مصر ايام كان منفيا للقيادة المركزية - او لاعضاء منها - رسائلا تتضمن توجيهات سياسية وتنظيمية معينة؛ بصدد احمد سليمان مثلا ؟
    وفي الحقيقة فانه في تقاليد الحركة الشيوعية نجد ممارسات مثل هذه؛ فلينين ايضا كان قد كتب رسائله الاخيرة - او قل وصيته السياسية - وهو علي سريرالمرض مشلولا ويسابق الموت؛ للمؤتمر العام للحزب البلشفي؛ وفيها قدم اقتراحاته حول الاشكال القيادية التي يقترحها لقيادة ذلك الحزب؛ وقدم تقييمه لمختلف اعضاء القيادة؛ وقدم فيها النقد المر لقيادة ستالين؛ فيما يعرف بوصية لينين الاخيرة؛ فما الذي يمنع عبد الخالق من فعل المثل؛ اذا كانت التوصية بقاسم امين او غيره كسكرتير عام او غيره هى مضمون تلك الاوراق؟.

    علي كل يظل هذا رجما بالغيب؛ وطالما ان تلك الاوراق لم تكشف للعلن؛ فان هذه التخمينات انما تعتبر خروجا عن الموضوع؛ ويا ليت لو ركز المؤرخون علي واقعة وجود الاوراق نفسها وضغطوا باتجاه نشرها؛ مهما كانت محتوياتها؛ وحينها وحينها فقط يمكن مهاجمة عبد الخالق او غيره؛ علي انعدام المؤسسية او غيرها.

    [ICQ] [AIM] [Yahoo] [URL] [Profile] [Edit]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty شهادة محمد ابراهيم نقد:

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:24 pm

    شهادة محمد ابراهيم نقد:

    ينقل دكتور الجزولي عن محمد ابراهيم نقد نكرانه المبين للواقعة؛ حيث يكتب:
    "لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152"
    ( حسن الجزولي؛ مرجع سابق)

    هذه الشهادة مجروحة عندنا كثيرا؛ ان لم نقل انها كاذبة تماما؛ وذلك لجملة اسباب؛ نذكر منها التالي في هذه العجالة.

    اولا هذه الشهادة تفترض في عبد الخالق محجوب عدمية مطلقة؛ وعدم امانة وعدم احساس بالمسؤولية لا تضارى؛ وهي تكاد تقارب في تخرصها ادعاءات النميري الذي زعم ان عبد الخالق قد قال : اعدموني خلوني اخلص؛ بينما تثبت الوقائع ان عبد الخالق قد تصدي للقتلة في المحكمة وقبلها؛ وانه قاتل من اجل كرامته حيث رفض الذهاب للمحكمة في حالة رثة؛ وانه قد توسع في اجابااته طويلا في المحكمة؛ مما دعا رئيسها الي مقاطعته مرارا؛ وانه حاور الصحفيين وداعبهم؛ وحاور الجلاد وداعبه؛ وليس هذا حال انسان عايز "يخلص".
    فعبد الخالق الذي قضى كل تلك الايام يبحث عن اتصال بقيادة الحزب الشيوعي؛ وكان يبحث عن طريقة للتحرك لوقف نزيف الدم؛ وكان مهموما بمسألة تامينه – حرصا علي الحزب وليس علي نفسه كما قال–؛ وكما يظهر في كامل هذا الفصل الذي كتبه الدكتور حسن الجزولي – علي علاته – يجد فرصة ثلاثة ايام في منزل تحت رعاية احد اصدقائه واقاربه الخلص؛ ثم لا يكتب شيئا مطلقا؛ ولا يطلب من هذا الصديق والقريب ايصال اى رسالة شفهية او مكتوبة للحزب؛ كما يزعم نقد ؛ وكانه لا يملك ما يريد قوله؛ او كانه انسان جبان متهرب من المسؤولية امام التاريخ؛ او كانه كسول عاطل من المواهب لا يعرف الكتابة. في الحق ان عبد الخالق المتحلل من المسؤولية والكسول والجبان هذا لا نعرفه؛ ولا يمكن ان يوجد الا في خيالات ورغبات نقد.
    ثانيا تناقض هذه الشهادة؛ شهادات اخرى كثيرة؛ تثبت ان عبد الخالق قد ارسل وصيته لاهله؛ سواء بصورة شفهية او مكتوبة؛ فكيف يوصي الرجل اهله؛ ولا يوصي الحزب الذي كان زعيما له لحوالي ربع القرن؛ وممن وهب له زهرة حياته؛ وهو الذي كان علي اتصال بقيادته في كل لحظات سجنه؛ وعندما كان بالمنفي في جنوب السودان او بالقاهرة؛ وعندما كان معتقلا بالسجن الحربي في معسكر الشجرة؛ وعندما كان مختفيا بعد هربه من ذلك المعسكر؛ الخ الخ .
    ثالثا يزعم نقد ان الامر قد يكون اختلط علي هؤلاء الاجلاء من الاساتذة والاستاذات؛ واعني هنا استاذ الخاتم ودكتورة سعاد؛ فهل يختلط الامر علي الخاتم وهو الاصغر عمرا والاقوى ذاكرة؛ وهو الذي لم يركبه الهرم ولم تخالطه المصلحة في اختلاق امر كهذا؛ وخصوصا ان شهادته في فترتان مختلفتان تتطابق تماما؛ ام اختلط علي الدكتورة الجليلة سعاد ابراهيم احمد؛ وهي التي سجلت شهادتها قبل حوالي 12 عاما؛ وهي الانسانة المعروفة بقولة الحق والتوثيق والاستقامة الفكرية والاخلاقية؛ وفي فترة كانت محتفظة بكل قواها العقلية والجسمانية قبل ان يرهقها المرض؛ والذي حتي اليوم لم يوهن ذهنها المضاء وان كان قد ارهق منها الجسد؟
    رابعا بما ان محمد ابراهيم نقد هو صاحب المصلحة الحقيقية في اخفاء تلك الاوراق – الوصية او اعدامها؛ وذلك لما يمكن ان تشكله من تهديد لموقعه او خطه السياسي؛ وانسجاما مع الممارسة المعتادة في قيادة الحزب الشيوعي السوداني بتزوير الوثائق وتحريفها؛ وحذفها من التداول واخفاؤها؛ مما كتبنا شيئا عنه واشار اليه الدكتور عبد الله علي ابراهيم في تعليقه علي تزوير كتيب "الحزب الشيوعي وقضية الجنوب" ؛ ومما اسماه ب"خفة اليد الثورية"؛ ومما كتب عنه آخرون؛ فانه من الارجح ان يكون محمد ابراهيم نقد هو من يمارس التخليط عمدا؛ وانه هو من يفترئ علي الحقيقة وعلي الناس الموتي والاحياء المرضى؛ لانه وهب نعمة الصحة؛ وظن ان الحقيقة ترقد في القبور؛ وهيهات.
    خامسا يتحدث محمد ابراهيم نقد عن كراسة لطه الكد؛ تحتوي علي افادة طه الكد نفسه عن تلك الايام؛ وهنا نتسائل لماذا يسلم طه الكد مذكراته الشخصية لزعيم حزب لا ينتمي اليه؛ بل يختلف معه سياسيا؟ ولماذا لا يسلمها لاحد افراد اسرته؛ او ينشرها بنفسه علي الملأ ؟؟ واذا صحت المعلومة مع ذلك؛ فاننا نطالب ايضا بنشر كراسة طه الكد هذه؛ لمعرفة ما بها؛ ونتسائل لماذا لم تنشر مثلا؛ ابان الاحتفالات بالعيد الاربعين لتاسيس الحزب الشيوعي السوداني في فترة الديمقراطية الثالثة؛ او قبلها او بعدها؛ ام انه منهج التكتم علي الوثائق حتى ولو كانت تتبع للغير؛ وهل من يخفي كراسة خالد الكد؛ لا يمكن ان يخفي اوراق عبد الخالق محجوب؟

    [ICQ] [AIM] [Yahoo] [URL] [Profile] [Edit]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty حسن الجزولي وشهادة الخاتم عدلان:

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:28 pm

    حسن الجزولي وشهادة الخاتم عدلان:

    اول ما يلفت نظرنا في كتابة د. حسن الجزولي؛ هو ما اتي به عن شهادة الاستاذ الراحل المقيم الخاتم عدلان؛ حول موضوع الوصية؛ وكونه أتى به مبتورا؛ علي اهمية تلك الشهادة؛ ولا اعلم الحكمة في ذلك؛ والدكتور حسن يؤلف كتابا؛ يطمح به الي التوثيق لتلك الايام؛ فاذا كان البتر مقنعا في مقال؛ فهل يكون مقنعا في كتاب؟
    وهنا؛ لمصلحة التوثيق؛ نأتى بما كتبه الراحل المقيم الخاتم عن الامر؛ حيث كتب:
    "هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية، كتبها عبد الخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بأبي روف، وسلمها لطه الكد، إبن خالته، الذي آواه عندما أغلق البعص الباب في وجهه كما قال هو لطه.
    طه لم يكن شيوعيا، كان إسلاميا في الحقيقة، ولكنه كان معاديا للإخوان المسلمين، وكان معاديا للشيوعية صديقا للشيوعيين. وكان شاعرا وكاتبا، وكان بطلا من شعر راسه إلى أخمص قدميه. قال لعبد الخالق عندما طرق الباب: هذا بيتك ياعبد الخالق: الله الله!! ولكنا يجب أن نبحث عن سلامتك، ودبر له بيتا آخر وقام على خدمته بنفسه، محترما في نفس الوقت حاجته للخلوة والتسجيل. وقد سلمه عبد الخالق الأوراق وطلب منه ألأ يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها يا طه؟ قال لي: أنا ابوك ياحسين، انا أحنث بالقسم،أنا أخون الأمانة؟
    سلم طه هذه الأوراق، والتي لا بد أنها تتعلق بحركة يوليو، إلى الاستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف إن كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا. إنني أناشد الاستاذ نقد، وقد مر كل هذا الزمان، وهو المهتم هذا الإهتمام الكبير بالتوثيق، أن يفرج عن هذه الاوراق. وللحقيقة سألت الاستاذ نقد عنهاذات مساء، فقال أنها موجودة ولم يزد."
    (الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 28 فبراير 2004)

    وكذلك اتي الخاتم عدلان بالشهادة التالية:
    "وعلى كل حال أعتقد أن عبد الخالق كتب ذلك في وصيته التي سلمها طه الكد، بعد إجراءات تأمينية مرهقة، إلى سكرتير الحزب الحالي، الاستاذ محمد إبراهيم نقد. وقد طالبت في موضع آخر من هذا البورد بكشف هذه الوصية بعد ثلاثة وثلاثين عاما من كتابتها، وهي وصية واجبة النفاذ وواجبة الكشف للحزب، أولا، ثم للشعب كله، ولكن، وحكما بما حدث حتى الآن، فإن هذا لن يحدث لأن الاستاذ نقد لا يواجه بأي ضغط من داخل حزبه، مهما كانت درجته."
    (الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 18 مايو 2004)

    هذه الشهادة مركزية؛ ولا يمكن ان يقوم عمل توثيقي ببترها واختزالها؛ وهي تتناقض تماما مع شهادة محمد ابراهيم نقد؛ وقد طرح الخاتم شهادته الاولي قبل اكثر من عام من وفاته؛ والثانية قبل حوالي العام من اليوم؛ ولم يجد الامر نفيا وقتها؛ فان يحاول البعض الان التشكيك في شهادة الرجل بعد وفاته؛ فهذا مما يدلل عليهم وعلي مصداقيتهم..
    من جانبي اقول ان الخاتم عدلان الان هو في رحم الغيب؛ ولكن لو وضعت لي شهادة محمد ابراهيم نقد في كفة؛ وشهادة الخاتم عدلان في الكفة الاخري؛ لرجحت عندي شهادة الخاتم بلا منازع؛ فالخاتم معروف عنه الصدق والمبدئية؛ وقد دافع - بعد خروجه من الحزب الشيوعي وتخليه عن الماركسية - عن تراث عبد الخالق محجوب ومنهجه دفاعا مجيدا؛ بل ودافع عدة مرات عن القيادة الحالية للحزب الشيوعي بما فيها محمد ابراهيم نقد؛ عندما تعرضت لاتهامات بتامرها علي حياة عبد الخالق محجوب وقيادات اخري؛ دفاعا لم يقدر عليه احد من منتسبي الحزب الشيوعي.

    ويكتب الدكتور حسن الجزولي ضمن اقواله عن هذه الشهادة وغيرها:
    "فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! "
    ( حسن الجزولي – مرجع سابق)

    من الواضح ان هذه الفقرة تحمل افتئاتا كبيرا علي علي الخاتم عدلان؛ ليس له من تبرير لمن اراد ان يكون مؤرخا؛ كالدكتور حسن الجزولي؛ ففي الفقرات اعلاه التي نقلناها عن الخاتم؛ والتي اعتمد دكتور حسن علي جزء منها؛ لم يستخدم الخاتم كلمة كراسة مطلقا؛ بل تحدث عن اوراق؛ فكيف تحولت الاوراق التي تحدث عنها الخاتم الي كراسة؛ يتم تكرار مفردتها ثلاثة مرات؛ مما ينفي امكانية السهو؛ وخصوصا ان الامر فيه مجادلات؛ اساسها هل الامر اوراق ام كراسة ام قصاصات.
    لم يتحدث الخاتم عدلان مطلقا عن كراسة؛ ولذلك لا حق لأحد لينسب اليه اقوالا لم يأت بها؛ فرواية الكراسة هي رواية محمد ابراهيم نقد؛ وهذه الكراسة ان صدقت فهي لا تنفي وجود واقعة الاوراق او القصاصات التي لا اعتقد ان لها علاقة ب"كراسة" الكد؛ ولا اعتقد ان نسب كلمة الكراسة للخاتم خالية من الغرض؛ أنما اظن انها اتت لتبرير رواية نقد او اكسابها مصداقية؛ لا اعتقد انها تملكها.

    [ICQ] [AIM]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty وصية عبد الخالق الاخيرة: اسطورة ام حقيقة؟

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:31 pm

    وصية عبد الخالق الاخيرة: اسطورة ام حقيقة؟

    يحكي د. حسن الجزولي كذلك؛ عن شهادات مبتسرة لبعض قادة الحزب الشيوعي؛ ينفوا فيها علمهم بتلك الوصية – الاوراق؛ وفي الحقيقة فانه اذا صفيت نيات اولئك القوم؛ وصدقوا فيما زعموا؛ فلا استغرب جهلهم ذاك البتة؛ وذلك لعلمي – وعلم الكثيرين- بكيف تسير الامور في ذلك الحزب؛ فهل يعلموا هم تفاصيل 19 يوليو؛ وهي عمل عام اثر علي حياة الالاف من البشر؛ مما قأجات بعض قادتهم؛ وذلك بشهاداتهم؟ وهل يعلموا تفاصيل تلك الايام؛ حتي يعرفوا عن اوراق سلمت في ظل ظروف قاسية لرجل شخصيته قائمة علي السرية والكتمان؟ وقد سردت الاستاذة سعاد بعضا من الاسباب التي حكمت تلك الايام - الضغط الخ - والتي جعلت من النشر امرا صعبا؛ وهو الامر الذي استغله البعض لاخفاء الوصية؛ ثم لما مات الناس انكروها وربما أعدموها؛ ولكنهم لن يعدموا الحقيقة؛ فهذا اكبر منهم
    الثابت عندي من الشهادات غير المجروحة للفقيد الخاتم عدلان وللدكتورة سعاد ابراهيم احمد وغيرهم؛ والتماسك المنطقي والتناغم ما بين افاداتهم؛ وضعف قرائن رد محمد ابراهيم نقد؛ ان وصية عبد الخالق محجوب حقيقة واقعة كوجودي الان علي ظهر هذا الكوكب؛ وانها ليست اسطورة باى حال من الاحوال؛ الا لمن يريد ان يلغي عقله ويقنع بالاساطير؛ او من يروج الاساطير عن انسان صغير.
    يبقى التساؤل هنا؛ ما هي المحتويات المحتملة لتلك الوصية التاريخية؛ وما هو مصيرها؛ وهل يمكن لنا ان نراها في يوم من الايام؛ ام هي قد اعدمت وضاعت الي الابد؛ في واحدة من اكبر جرائم الشرف والامانة وانتهاك التاريخ في حياتنا العامة السودانية ؟؟ وهل سيكون لمن اخفوها او اعدموها الشجاعة للرجوع للحق؛ فيخرجوا الشهادة ولا ياثموا قلوبهم؛ ام ستكون لهم الجرأة علي الحق؛ فيواصلوا الانكار والاستكبار والافتئات علي الموتى والاحياء؛ في جريمة جديدة تضاف الي سجلاتهم غير المشرفة؟ وماذا سيكون موقف اهل عبد الخالق وتلاميذه ورفاقه؛ هل سينتصروا لروح الرجل وتراثه؛ ام سينكسروا لبطل مزيف؛ ويخضعوا للزيف وينحنوا للكذب؛ في ماساة جديدة تقتل عبد الخالق محجوب مرة اخرى في قبره المجهول؟
    ويكون هناك سؤال ايضا عن دور ومسؤولية المؤرخ؛ هل مهمته هي الانحياز الحزبي؛ وهي التبرير لممارسات فظة فظيعة في حق الحقيقة والتاريخ وفي حق مادة دراسته؛ ام ان له مهمة احرى؛ ومسؤولية اعظم؛ في سبيلها عليه ان يسمو علي نفسه وعلي انتماءاته الضيقة؛ وينحاز للحقيقة عارية ومرة وحارقة؛ ويسعي في البحث عنها حتي يدمي قدميه؛ ولا يخشي في طريق الحق لؤمة لائم؟

    عادل عبد العاطي

    [ICQ] [AIM] [Yahoo] [URL] [Profile] [Edit]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty الشهيد عبد الخالق محجوب يحكي عن نفسه .. كيف اصبح شيوعياً

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:36 pm


    الشهيد عبد الخالق محجوب يحكي عن نفسه .. كيف اصبح شيوعياً



    تكلم المناضل والشهيد عن نفسه وهو يحكي قصة انتمائه للحزب الشيوعي حيث قال:
    إن هذه الحوادث لها خطورتها وهي في رأيي تمسني شخصياً لأنني أنتهج السبيل الماركسي في ثقافتي وتصرفاتي وأومن بالنظرية العلمية الشيوعية، وكل معارفي وأصدقائي يعرفون منذ زمن بعيد هذه الاتجاهات والثقافة التي احملها، وأنني أتحمل مسؤولية إزاء هؤلاء الأصدقاء والمعارف وبينهم من يحمل اتجاهات معادية لأفكاري وبينهم من حضي بثقافة إسلامية أو مسيحية، وبينهم الشخص العادي الذي يضطرب في الحياة دون فلسفة أو ثقافة، إن انزعاج هؤلاء الأخوان يضع على عاتقي مسؤولية أدبية في توضيح رأيي وفق الثقافة التي اعتنقها ثم أن المدرسة الثقافية الشيوعية من المدارس الفكرية التي تعيش في بلادنا منذ فترة طويلة...... إن اهتمامي الكبير بمصير هذه الثقافة التي اعتز بها وأكن لها كل احترام ..... يلقي عليّ أيضاً مسؤولية في توضيح موقفها إزاء الحوادث الأخيرة، ولكي أوضح الموقف وغوامضه استميح القارئ عذراً إذا بسطت له جزءاً من تجربتي المتواضعة.
    تجاربي
    في نهاية الحرب العالمية، عندما دبّ الوعي الوطني في أرجاء بلادنا انتظمتُ كغيري من الطلبة المتحمسين في غمار هذه الحركة يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري، تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما زال يحس بها جميع المواطنين المتطلعين إلى مستقبل مشرق مليء بالعزة والكرامة، وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي أمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس (آذار) من عام 1946
    ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة ابتدأت تتضاءل أمام ناظري في القاهرة، وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بأن " قضيتنا لا يحلها اى من الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة"..... تساءلت ضمن عدد من الشباب الحر، لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدري الشعب كنهها، وبمجهودي المتواضع وحسب حدودي الفكرية اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار وإنهم ما أن دخلوا غمار مجتمع متقدم معقد كمصر حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم، عرفتُ أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوربية خلال القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلابد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار - على هدى نظرية تسلط أضوائها على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له الفرصة لجني ثمار جهاد الشعب لنفسه - على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيادي الزعماء أينما شاءت، لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية - تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم والتي تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفتُ أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وإنما هو تطور اقتصادي للرأسمالية الأوربية وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد. وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار واكتفت بإثارة العواطف ضد "الأجانب" لم تصل إلى أهدافها ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه، أسماء كثيرة تحضرني - سعد زغلول وغاندي ومصطفى كمال أتاتورك وغيرهم. واقتنعتُ بأن زعمائنا يسيرون في نفس الطريق وإننا لن نجني من ورائهم أكثر مما جنت الشعوب الأخرى التي سارت وراء تلك الأسماء، وكشخص وضعته ظروف الحياة لا كزارع أو صاحب أملاك - بل كمتعلم نال من بعض التعليم المدرسي، كان لابد لي كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكري وتوسيعه. ولم أكن أهدف إلى أي ثقافة ولكن الثقافة التي تعطي تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية... إن النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق ولأول مرة تضع قيماً عالية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة إنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم أو تستعملها قواعد وإلا فقدت طبيعتها. إني كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة.
    إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ الثقافة الماركسية لأنني كنت باحثا في الأديان، ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي - أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي فرضت علينا منذ عام 1898، أتمنى واسعي لإسعاد مواطني حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بأن تحيا - ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية إلى الأمام في مدارج الحضارة.
    هل صحيح إن الفكرة السياسية الشيوعية في السودان تدعو لإسقاط الدين الإسلامي؟ كلا أن هذا مجرد كذب سخيف. إن فكرتي التي أؤمن بها تدعو إلى توحيد صفوف السودانيين... ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبي وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه، وان القوى التي تقف حائلا دون إسعاد وحرية السوداني المسلم أو المسيحي... لا يمكن أن تكون الإسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ في التاريخ إن الجيش الذي غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة ولم نسمع أو نقرأ في بوم من الأيام إن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التي تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الإسلامي أو المسيحي. إن الفكر الشيوعي ليس أمامه من عدو حقيقي في البلاد سوى الاستعمار الأجنبي ومن يلفون حوله، فأين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟ إن الفكرة الشيوعية تدعو في نهايتها إلى الاشتراكية حيث يمحي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟
    إن الفكرة الشيوعية تدعو إلى إخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية وطبية وأدبية وتشذيب الإنسان من الخوف والحاجة بإنهاء الظروف الاقتصادية والفكرية التي تنشر الخوف من المستقبل وتدفع الإنسان تحت ضغط الحاجة إلى درك لا يليق بالبشر من سرقة ودعارة واحتيال وكذب. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟
    بقي أن أقول للدوائر التي أصدرت هذا المنشور: إن الرجل الشريف يصارع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق. إن محاولة تزييف أفكار أعدائكم - أو من تتوهمون إنهم أعداؤكم - بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق، فوق أنها عيب فاضح. أما أساليب الدس فهي من شيم الصغار جداً حتى ولو كبرت أجسامهم وتوهموا في أنفسهم علو المقام.

    مع اكيد حبي وتقديري،،،
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:40 pm


    رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن
    أما آن لك ان تطلق سراح وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة ؟

    السيد محمد ابراهيم نقد

    تحية طيبة؛

    في البداية اسمح لي ان اهنيك علي صحتك الطيبة ونفيك ان تكون مريضا؛ وارجو ان يتسع صدرك لقراءة هذا الخطاب والرد عليه بصورة عملية!

    في 28 يوليو 1971 اعدم الشهيد عبد الحالق محجوب؛ عن عمر ناهز ال 44 ربيعا؛ هي كل ما عاش؛ وضاع قبره في الفلاة؛ وبقيت تركته الفكرية وسيرته النضالية تحرك الاعجاب والكراهية؛ حسب موقع الناظر اليها في خريطة الصراعات الفكرية والسياسية السابقة والحالية والقادمة؛ ورغم ان الخطوط العامة لاسهام عبد الخالق محجوب في التاريخ السوداني موثق ومسطر؛ الا انه تظل هناك ضرورة قصوي لتجميع اعماله المتفرقة والمتعددة؛ واعادة نشرها؛ وذلك بغرض التوثيق اولا؛ وبغرض دراستها نقديا ضمن تطور الفكر السوداني ثانيا؛ الامر الذي لم تقوموا به؛ بحسبانكم تدعوا الانتساب الي تاريخ وفكر ذلك الرجل العظيم.

    في هذا تهمنا بصورة خاصة ما اطلق عليه وصية عبد الخالق محجوب السياسية؛ وهي الاوراق الاخيرة التي كتبها بعد اندحار انقلاب 19 يوليو؛ وقبل اعتقاله؛ والتي كان يعلق عليها اهمية قصوي؛ حيث تقول عنها الاستاذة سعادة ابراهيم احمد :" استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأوصاه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق" ( سعاد ابراهيم احمد ؛ لقاءصحفي مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993؛ نقلا عن موقع omdurman.us)

    ويكتب الخاتم عدلان: "هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية، كتبها عبد الخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بأبي روف، وسلمها لطه الكد، إبن خالته، الذي آواه عندما أغلق البعص الباب في وجهه كما قال هو لطه. طه لم يكن شيوعيا، كان إسلاميا في الحقيقة، ولكنه كان معاديا للإخوان المسلمين، وكان معاديا للشيوعية صديقا للشيوعيين. وكان شاعرا وكاتبا، وكان بطلا من شعر راسه إلى أخمص قدميه. قال لعبد الخالق عندما طرق الباب: هذا بيتك ياعبد الخالق: الله الله!! ولكنا يجب أن نبحث عن سلامتك، ودبر له بيتا آخر وقام على خدمته بنفسه، محترما في نفس الوقت حاجته للخلوة والتسجيل. وقد سلمه عبد الخالق الأوراق وطلب منه ألأ يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها يا طه؟ قال لي: أنا ابوك ياحسين، انا أحنث بالقسم،أنا أخون الأمانة؟
    سلم طه هذه الأوراق، والتي لا بد أنها تتعلق بحركة يوليو، إلى الاستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف إن كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا. إنني أناشد الاستاذ نقد، وقد مر كل هذا الزمان، وهو المهتم هذا الإهتمام الكبير بالتوثيق، أن يفرج عن هذه الاوراق. وللحقيقة سألت الاستاذ نقد عنها ذات مساء، فقال أنها موجودة ولم يزد." ( الخاتم عدلان؛ مساهمة في النقاش بموقع سودانيزاونلاين. كوم)

    انه من المفجع للحقيقة ولذكرى الشهيد عبد الخالق محجوب؛ انه بعد حوالي 34 عاما من كتابة تلك الوصية؛ فان القائمين علي امر الحزب الشيوعي وحضرتك شخصيا تتستروا عليها ولا تكشفوها للملأ؛ في احتقار لا يضاهي لرغبة عبد الخالق؛ ولسيرته ولارثه؛ وفي صفعة مؤلمة للحقيقة التاريخية؛ وفي تجاهل لا يضاهي لحق الشعب السوداني في المعلومة؛ وفي ممارسة كريهة قميئة في المحصلة؛ لا يبدو فيها اي شئ من الاخلاص لسيرة ذلك الرجل العظيم؛ وانما بها الكثير من استغلال النفوذ والتامر علي الحقيقة والاستهبال علي الناس!

    انني اتسائل هنا؛ أين هو موقف الرجل العظيم الاستاذ المرحوم طه الكد؛ والذي اوصل الامانة رغم الصعوبات؛ ولم يسمح لنفسه بالاطلاع عليها؛ رغم انه لم يكن شيوعيا وانما معاد للشيوعية؛ من موقف رجل مثل حضرتك؛ بني كل مجده السياسي علي ارث عبد الشهيد الخالق؛ ولا يزال يجتر سيرته العطرة ويحاول احتكارها؛ وفي نفس الوقت يعتقل وصيته الاخيرة لعشرات السنين؛ كما اعتقل ستالين لعشرات السنين وصية لينين الاخيرة؛ ولم تنشر الا بعد وفاته في المؤتمر العشرين للحزب السوفيتي في عام ؟1956.

    ان هذه الوصية امر لا يخص الحزب الشيوعي وانما كل الشعب السوداني؛ ومن واجب كل مواطن سوداني الاطلاع عليها؛ من هنا فإننا ندعوك الي نشر وصية الشهيد عبد الخالق الاخيرة؛ اليوم وليس غدا؛ ونحذر من محاولة اعدامها او محاولة تزويرها؛ وهو امر لن نستغربه من المخفيين للحقيقة طوال عقود؛ ولكنها ستكون محاولة فاشلة؛ فالحقيقة هي كالعنقاء ؛ تنهض من الرماد لو احرقت؛ ويبقي قدر الانسان هو الاختيار: تسجيل الحقيقة وتمليكها للناس والتاريخ في احلك الظروف كما فعل الشهيد عبد الخالق محجوب في تلك الايام الماساوية؛ ام التكتم عليها واخفائها عن الناس 34 عاما والحلم بالذهاب بها الي القبر؛ كما يفعل محمد ابراهيم نقد؟

    مع الاحترام


    المقال في اللينك (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=35501)

    [Email] [Profile] [Edit]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:44 pm


    ont=Arial Black]]رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم



    أحمل جوزاً بريطانياً •• ما الذين يمنع؟؟ ••لا يوجد تناقض بين هاتين المسألتين
    حوار عادل سيد احمد
    {ويتواصل الحوار الصريح مع القيادي الشيوعي الكبير -سابقا - وزعيم حركة القوي الجديدة (حق) حالياً ••الأستاذ العائد إلي السودان ، بعد سنوان غياب طويلة الخاتم عدلان• لم نتردد في تواتر الاتهامات •• ودمغه بالتناقضات بقناعات الأمس القريب ••وبمنهج الاشتراكية الذي تطرحه ( حق••الآن ) •
    ولم يرفض الخاتم اي سؤال ••ولم يتضايق من >المحاكمة <
    { الخاتم ••تلقي سؤالا مباغتا :>انت استفدت شخصيا < من اموال طائلة •• دعمتك بها دولة خليجية كبيرة •• وان ذلك كان سبب الخلاف - والانشقاق- مع قيادة (حق) في الداخل ؟؟!
    فلم ينكر الرجل•• بل اعترف بذلك ، وذكر مرافعات حول > هذه العملية<••
    { الخاتم •• ذهب الي لندن كلاجئ سياسي •• في دولة رأسمالية كبرى •• ليتلقي المال والعلاج والسكن والتعليم له ولاسرته ، من دافع الضرائب الانجليزي <؟!!
    فكيف تصالح الخاتم عدلان مع خلفيته التاريخية •• وحتي مع قناعاته الجديدة بالنزوع وتبني شكل من اشكال الاشتراكية؟؟!
    { كل هذه المعاني مثارة ، في هذا الجزء من الحلقات الساخنة •• المتواصلة •• مع الخاتم عدلان:


    حركة القوي الجديدة (حق)•• قامت ثم اصابها ما اصاب الاحزاب الاخري ، من انقسامات •• ما أسباب الاختلاف •• وهل من عودة ؟؟


    فيما يتعلق بالتفتت في القوي السياسية كلها ، وبالتحديد في حركة القوي الجديدة >حق< •• ان قلت القاعدة العامة ، وهي ان هذه القوي التي تنسب نفسها للحداثة والجدة، في اساليبها كثير من اساليب القوي القديمة •• فليس يكفي ان تنتمي باللفظ والعنوان الي قوي لتكون منها •• انما بالعمل والمنهج المختلف •• لذلك فان كثيرا مما يُسمي بالقوي الجديدة هي في ممارساتها تماما مثل القوي القديمة •• انا لا اتعرض لهذه المسألة من زاوية الثأرات او الانتقام او تصفية الانقسام ، او هذه المقولات القدمية •• وانما اتعرض ، في الاصل ، لحقائق تاريخية ، من وجهة نظري ، بالطبع •• لكن في كل الاوقات انا انظر الي الامام ، وليس الي الوراء•• نحن تعاملنا بصدق مع قيادة الحركة بالداخل •• بصدق كبير جداً •• وتعاملنا معها بصورة متقدمة ، علي اي تعامل سياسي نعرفه في السودان •• وفوضناها •• نحن الذين كونا الحركة في الخارج •• فوضناها في التصرف الحُر، في كلّ ما يخص تطور الحركة وسياستها ومواقفها داخل السودان •• وقلنا لهم بوضوح ، اننا نحن في الخارج ، حتي ولو كُنا انبياء ، ونحن لسنا انبياء •• لايمكن ان نرصد سياسة الداخل •• انتم الذين ترسمون سياسة الداخل •• في حدود مايتفق عليه من مبادئ •• وكل الذي يجمعنا هنا هو المؤتمرات العامة المشتركة ، لتحدد وجهة عامة ، انتم الذين تطبقونها ، وتشرفون عليها •• هذه علاقة ديمقراطية، لابعد حدود ، اذا ماقيست في اية قوة اخري • ولكن ، مع ذلك ، فان قيادة الداخل لم تكن تشعر بالاطمئنان مطلقاً •• لشئ يخصها في الواقع •• هي تنكرت لاسلوب العمل الصادق والمخلص الذي اتبعناه معها•
    الشئ الثاني: انها كتمت اراءها ومواقفها الحقيقية •• فبدلاً من مواجهة الخط الذي كُنا نطرحه لتوضيح انه خاطئ ، مثلا • ومقاومته ديمقراطياً•• لجأوا الي كتمان موقفهم الحقيقي ، وتظاهروا وانهم يقبلون ذلك •• وهذا من اساليب القوي القديمة •• المداورة والمناورة والخداع •• ونحن ضده •• ونريد ان نناقشه معكم<••هذه هي الاشياء الاساسية للخلاف مع قيادة >حق< في الداخل •• ومع ذلك نحن لم نتعامل معهم باسلوب >الثأرات< •• ونعتقد ان بالساحة متسعا للعمل السياسي ، ولكل من يرغب فيه •بجانب ذلك ، فان هناك اشخاصا كثيرين ، حددوا مواقفهم لنقص المعلومات •• ولدرجة من >التعمية< لمواقفنا ومبادئنا •• واعتقد ان هؤلاء من الممكن ان يستبينوا بالنظر الاستراجعي •• ان سيتبينوا ان موقفنا كان صحيحاً• من هنا ، فانني اقول : ان ابوابنا مفتوحة لكل من غادر الحركة، باتهامات •• بعد ان ردينا الاعتبار لكل من اتهم بانهم >غواصات< - مثلاً< للنظام او للحزب الشيوعي •• ردينا لهم الاعتبار كمظلة عامة•• حتي ننظر في حالاتهم ، اذا كانوا راغبين في العمل داخل >حق< هذا حدث •• وهو >عثرة< ولكننا سنتخطاها •• والشعب السوداني واسع وولود •• والمجال السياسي متسع للجميع •• والبرهان علي صحة المقولات هو التجربة •• ونحن لا نخشي التجربة•

    ولكن •• مآخذ الداخل منطلقة من انكم في الخارج ، وانت شخصيا •• خرجت من السودان الي دولة عربية خليجية كبري •• اعطتك اموالا طائلة •• حولتها لحسابك الخاص•• وناس >حق< بالداخل لم يروا منها مليما واحدا• ما حكاية هذا الدعم الكبير ؟؟!


    نعم •• انا قضيت فترة قصيرة في السعودية •• وتجولت في الخليج •• بعد ان اثبتنا ان التجمع الوطني الديمقراطي تنظيم كان عاجزا تماما عن المواجهة •• وانه يقوم ، في الواقع ، بتفتيت القوي ، في الواقع •• بحثنا عن مصادر اخري لدعم العمل السياسي •• ووحدنا تلك المصادر •• ووحدنا كل القوي السياسية ، دونما استثناء ، قد سبقتنا الي هناك •• اذن من النفاق المحض ان يقال اننا وحدنا الذين ذهبنا وتلقينا دعومات •• واننا فعلنا ذلك من مواقع >العمالة< •• نحن عندنا اراءنا الواضحة في ذلك ، ولم تتدخل الدولة التي دعمتنا في معتقداتنا السياسية او في برامجنا او قدراتنا •• ولم نكن مخلباً لهم في شئ •• ولم يكن الحزب الشيوعي ، في بالنا •• الحزب الشيوعي مُصاب لب >البرانويا< والشخص المصاب بالبرانويا دائما ما يتوهم ان كل من يختلف معه يريد ان يقتله والحزب الشيوعي مصاب ب>البرانويا السياسية< •• وهم الذين اشاعوا >حكاية الاموال< ولكن التجربة نفسها لم تنجح ، لان مقومات النجاح لم تكن متوفرة لها •• وتركناها كما بدأت ، ولم تذهب بعيدا•

    اذن الخاتم عدلان انتقل ، بعد ذلك الي لندن كلاجئ سياسي ولكن ألم تحس بانك متناقض مع فكرك الاشتراكي وحلفيتك الشيوعية • ان كارل ماركس كان ان تنبأ بسقوط الرأسمالية في انجلترا •• وقيام الاشتراكية • فكذبت الايام نبوءته •• حيث سقطت الشيوعية وفتت الاتحاد السوفيتي < العظيم< ؟؟ كيف تصالحت مع نفسك وتاريخك ؟؟


    - دعنى اعيدك لبعض الاشياء ، التي يمكن الاستيثاق منها ،، في الورقة التي كتبتها > آن أوان التغيير< والتي كتبتها في اواخر عام 89 اوائل عام 90 •• وذهبت الي لندن عام 94 •• في تلك الورقة كنت قد قارنت نظريا بين المبدأ الاشتراكي الاساسي وهو ملكية الدولة لوسائل الانتاج ، وتوصلت الي ان هذه الصيغة هي وسيلة للطغيان المطلق •• وتوصلت الي ان علاقة السوق بين المنتجين ارقي واكثر كفاءة من اية عملية ديمقراطية شاملة تنظم لكل المجتمع احتياجاته ، من مواقع >الابوية< وضربت لذلك مثلا واحد : وهو ان الخطة الخمسية في احدي مراحلها ، نسي المخطط ان يدخل (اقراط ) النساء في الخطة •• نساها ، وهو رجل بالطبع ••فنسي ان يدخل >اقراط< النساء ، فكانت النتيجة ، لخمس سنوات لم تكن هناك >اقراط< للنساء ••تنفيذ الخطة نفسه ، يحدد -مثلاً- كمية من اطنان لصناعة المسامير •• ولذلك يلجأ المنتجون الي صناعة مسامير اكبر •• وزنها نفسه ، ولكنها اقل من المسامير التي يحتاجون لها في الاتحاد السوفيتى •• وهكذا ••لذلك توصلت الي ان هذه الصيغة والتي تعطي الدولة كل ثروات المجتمع تحت تصرفها •• وكل سلطات القرار السياسي والاجتماعي والثقافي •• هذا طغيان •• ببساطة •• هذا طغيان ،•• ومصادرة كلية لقوة الافراد•• وبالتالي تحويلهم الي >روبوتات< في خدمة الدولة •• ووقفت ضد هذا باعتبار انه نظام غير انسانى •• هذا الكلام انا قلته قبل ان اذهب الي انجلترا •• وايضاً افردت في ورقتي هذه ، فصلا كاملا عن الديمقراطية •• ذهبت الي انجلترا ، كبلد ديمقراطي ، وهو بلد ديمقراطي •• هذه هي ديمقراطية ، كما اعرفها •• وذهبت اليه ، كبلد فيه عدالة •• انا طبعاً استعضت عن الشيوعية بـ >العدالة والاجتماعية< والعدالة الاجتماعية وسعتها ، حيث قلت ان العدالة الاجتماعية لها ابعاد نوعية للرجال والنساء ، من خلال صيغة للمساواة والتمايز •• ولها ابعاد اقتصادية تتمثل في حصول المنتجين علي كل ثمرات انتاجهم ، وهذا مبدأ اساسي في مسألة العدالة الاقتصادية ، في الماركسية نفسها •• ولكنني قلت •• وهذا قول هام جدا وهو ان رأس المال يمثل عاملا انتاجيا وليس طفيليا كما زعم كارل ماركس •• رأس المال ، قوة منتجة •• وعرفت العملية الانتاجية بانها مجموع العناصر الضرورية لنشؤها •• بمعني ان اي عنصر اذا سحبته ، ولا تقوم عملية انتاجية ، فهو عنصر منتج •• وهذا تطوير ، بل اختراق للماركسية •• اقول ذلك بدون غرور •• هو اختراق للماركسية ••• لذلك ، فان للرأسمالية حقا مشروعا ، ليس كطفيلي •• وانما كمشارك برأسماله في العملية الانتاجية •• ولذلك تصالحت مع الطبقة الرأسمالية •• ولكن ، ليس مع الرأسمالية الطفيلية التي تحاول ان تستحوذ علي ثمرات المنتجين ، دون الدخول في العملية الانتاجية نفسها ، علي مستوي الاتجار •• واضرب علي ذلك مثلا بما يدور الان في السودان : فهناك من يستحوذ علي الثروة بدون ما يكون جزءاً من العملية الانتاجية •• بل يدمرون العمليات الانتاجية •• ولذلك فان موقفي من الرأسمالية الطفيلية هو موقف مبدئى•
    اذن ، انا من الاول ، قبلت العلاقة الرأسمالية ، طالما هي علاقة سليمة ، تعترف للاخرين بحقوقهم وتقتصر علي حقوقها من العملية الانتاجية مع مشروعية هذه الحقوق •• ولكن بالنسبة لماركس ، فان الرأسمالي طفيلي •• هذا خطأ بين •• خطإ فادح •• ولذلك ، فانا متصالح مع كل المنتجين في بلادي •• اذا كانوا عمالاً •• او رأسماليين •• او مصممين فنيين • اذا كانوا خلاقين مكتشفين •• كلّ القوي الخلاقة في المجتمع • انا متصالح معها • وهذا وعي جديد •• هذا وعي جديد •• وتصالح حقيقي ، مش اي كلام •• وهذه صيغة لمجتمع متعافي ومتطور•

    { الخاتم عدلان •• هل انت مواطن سودانى •• ام مواطن انجليزي••ونحن نعلم انك تحصلت علي الجنسيه والجواز الانجليزى ؟؟؟

    - لا يوجد تناقض بين هاتين المسألتين •• انا طبعا من الناحية القانونية، لدي جواز بريطانى •• انا اعمل في لندن وادفع الضرائب •• ادفع ضرائب ، كاملة •• واتمتع بكلّ الخدمات• في اي وقت يتاح المجال او تتسع الفرص لاعود الي بلادي وفق نفس الشروط : اكون منتجاً •• ادفع ضرائبي •• وادفع ضريبتى الوطنية •• اعود الى هُنا بدون اي تناقض مع اي ولاء سابق •• ولائى هناك لايتناقض مع ولائى الوطنى• انا ما شاعر باي تناقض •• وشاعر بان هذا ممكن ان يكون مجالاً للمزايده •• ولكني قادر علي التصدي لها ••

    { ولكنك ، قبل ان تكون دافعاً للضرائب •• كنت لاجئا سياسياً، تتلقي الاعانة المالية والحياتية من دافع الضرائب الانجليزية•قروش وسكن وعلاج وتعليم مجاني ، لك •• ولكل افراد اسرتك ؟؟


    نعم •• كنت لاجئا سياسياً ، وفق قوانين دولية •• وكنت مستحقاً للجوء السياسي ، لانني مطارد •• واسرتي مطاردة •• وكانت هناك جائزة وصلت الي 15 مليون جنيه ، عندما كان الدولار اقل من 200 جنيه •• لكل من يدل عليّ •• والكلام دا كان منذ عام 89، حتي خروجي •• منذ عام 89 كانت الجائزة > تزايدية< •• وكنت علي علم بذلك• لذلك ، فان القوانين الدولية وضعت لمثل هذه الحالات بالضبط •• للاسر المطاردة •• للناس المهددين في ارواحهم •• وفي معتقداتهم السياسية •• لذلك انا استفدت من ذلك بضمير مرتاح• انا اؤمن ، اساسا ، بوحدة الحضارة المعاصرة •• انا داعية لتآخي الشعوب •• داعية لسيادة الديمقراطية ، في كل مكان •• داعية لتطوير العلاقات بين المجتمعات المختلفة• من موقعي هذا اذا استطعت ان اطور العلاقات بين المجتمع السوداني والمجتمع السوداني والمجتمع البريطاني •• لن الو جهداً في تحقيق ذلك• واعتقد ان تلك الطموحات مشروعة ومفيدة للفكر الانساني• والمسألة ليست بضيق الافق ، كما يحاول ان يتهمنا البعض •• ممن كنا بالامس معهم •• المسألة مسألة تطور فكري ، واعتراف وتصالح مع الواقع الجديد •• لعل في ذلك خروج من الفشل التاريخى الذي يصر عليه البعض •• هذا كله مطلوب ويطبق علي الناس اما ان نستغل الدين كمظلة لاستغلال الناس ، ونستخدمه كمبرر لقمعهم وقتلهم والتمثيل بهم وضربهم •• فان هذا لا يكون من الدين في شئ •• هذا ماكنا نقوله
    اقصد •• انا برضو •• انه كانت هناك شبهات حول الخاتم عدلان؟؟


    - كما قلت لك : هذا رجم بالغيب •• وتفتيش للضمير•• انا لدي افكاري حول الكون •• وهي خاصة بي •• هي امر شخصي ، وصلت اليه عن طريق التأمل والاطلاع والقراءة ولكنه يخصني وحدي • ويمكن ان اقول عن نفسي •، انني انطلق من >علوية الانسان< •• واعمل علي خدمته •• ولا اعتقد ان ذلك يختلف مع اي دين •• مطلقا •• بل هو جوهر الرسالات السماوة التي نزلت اساسا لخدمة الانسانية•


    نقد محبوب •• ولكنه ( دوغمائي) •• ومتردد •• ولا مبرر لاختفائه !!
    حوار :عادل سيد أحمد
    { وتيرة النقد ارتفعت •• فالخاتم عدلان يهاجم - برؤي ومواقف - حزبه القديم •• ويتحدث في هذه الحلقة ، حول السكرتير العام للحزب الشيوعي الاستاد محمد ابراهيم نقد •• رد الله • اختفاءه • { ولم ننسَ ان نسأل زعيم ( حق ) حول علاقته بكوادر وقيادات (رفقاء الدرب ) اخوة الامس •• الزملاء في الفكر •العلاقة الشخصية والجامعة هل آلت هي الاخري الي قطيعة؟ •• واخذنا فاطمة أحمد ابراهيم والتجاني الطيب كنموذجين • { ثم كيف ينظر الخاتم لنظام الانقاذ ، الآن •• هل تبدل ، وتطور ام أنه التكتيكات • والحرب والمكيدة ؟• والحركة الشعبية لماذا باعت حلفاءها ؟• { اسئلة كثيرة وحائرة •• واجوبة قوية ومثيرة •• ما المطلوب من الحزب الشيوعي السوداني •• وانت كنت بالامس القريب منه •• واليوم اصبحت غريمه •• ان شئت صديقه •• اللدود •• وانت قد تربيت وتعلمت الفكر والسياسة علي يديه •• لا اظنك تنكر ذلك؟؟ ••


    -المطلوب من الحزب الشيوعي هو مايريده اعضاؤه •• منذ خروجي من الحزب الشيوعي ، لم يعد من حقي أن انظر له •• ولكني من الممكن ان اتحدث بشكل عام عن اهمية تجديد الحياة السياسية في السودان •• وعن اهمية تجديد البناء التنظيمي والفكري والسياسي ، للاحزاب •• هذا يشمل الحزب الشيوعي •• كما يشمل الاحزاب الاخري ولكن كيفية الاستجابة من الحزب الشيوعي ، يحددها اعضاؤه الموجودون حاليا ولكن بعضا من اناس يتحدث حول ان الحزب الشيوعي السوداني لم يسلم من امراض الأحزاب السودانية ، الزعيم الواحد والرئيس او الامين العام من المهد السياسي الي اللحد البرزخي •

    ومحمد ابراهيم نقد سكرتيرا للحزب الشيوعي منذ عام 1971•• وحتي كتابة هذه السطور ؟


    -اعتقد ان الاستاذ نقد رجل محبوب وسط فئات كثيرة من المجتمع •• لانهم رأوا فيه ملامح سودانية ، في موقع ، غالبا لا يتوقع الناس فيه مثل هذه الملامح •• فلذلك اعجبوا بها كثيرا •• ولكن الصورة تختلف عندما يتعلق الامر بالحزب نفسه ، حينما تتحول كل تلك السمات الي شيء اخر •• وهذه مفارقة جديرة بالتأمل •• لأن شخصية نقد الحزبية تختلف اختلافا واضحا جدا وفيه كثير من التناقض مع شخصيته الجماهيرية • بمعني ان نقد جماهيريا محبوب وتندهش لخصائصه • ولكنه فيما يتعلق بالحزب •• فان نقد دوغمائي •• متردد • وتعوزه الجرأة الفكرية • لا يضطلع بالدور القيادي الفكري عندما يتعلق الامر بالحسم •• اي حسم القضايا الفكرية اي بتحديد رأي قاطع حتي ولو كان مغامرا بان يكون الرأي خطأ •• وهذه ادت الي ان تستمر المناقشة العامة اكثر من احد عشر عاما •• وهذه مسألةـ( مضحكة ) مسألة مضحكة في واقع الامر ليست بيزنطة فقط •• وحتي بيزنطة لم تستغرق كل هذا الوقت في مناقشة اولوية البيضة علي الدجاجة واعتقد ان افتقار قيادة الحزب الشيوعي للجرأة الفكرية هو الذي ادي الي هذا الوضع •• واعتقد ان في اذهانهم ، بصورة ما •• ان يخرج عليهم من مكان ما ومنظر يقول ان المشروع هذا كان صحيحا كليا •• ويفسر - أو يبرر - لهم انفضاض العالم من حوله ، بان العالم هو الخطأ ، وليس المشروع وهذه لا عقلانية في حد ذاتها • اعتقد ان الاستاذ نقد لخص المسألتين في نفسه •• فاذا هو موجود • فهو السكرتير العام ، ويساعده علي ذلك غياب تقاليد المنافسة القيادية •• ودمغ كل من يعبر عن انتقادات للقيادة بانه متطلع للقيادة وكانما التطلع للقيادة خطيئة •• التطلع للقيادة هو القوة الدافعة لتطور الاحزاب •• ان يقال من جيل لاحق للجيل السابق ارتاح •• فقد اديت رسالته ولكنك تدمغ بذلك ويقال كتعويذة هذا له تطلعات • الانسان بدون تطلع لا شيء لايساوي شيئا•

    اختفاء نقد •• بعد التطورات الاخيرة في السودان •• هل هو مبرر؟؟ ••



    -ليس مبررا مطلقا لأن نقد خرج في وقت تدخل فيه المجتمع الدولي عن طريق ممثليه الدبلوماسيين ، وفرض علي النظام وجود زعامات معينة ، يتصدرها المجتمع الدولي ، ويتشاور معها في كل القضايا •
    مغامرة ولكن وكان من بين هؤلاء : الاستاذ محمد ابراهيم نقد •• وكان يمكن ان يصبح - هو المنارة الحزبية التي تخرج رأي الحزب الي الداخل •• صحيح يمكن ان تكون هناك مغامرة بذلك ولكن العمل السياسي كله مغامرة •• الاختفاء نفسه مغامرة مشكلة الاختفاء أنه يجعلك عاجزا ويقلل فعاليتك الي اقصي مدي ويزيحك من الحياة السياسية خاصة اذا كانت متحركة وانت تخرج كما يخرج اهل الكهف ولايتعرف عليك احد•

    علاقتك الاجتماعية او الخاصة باخوتك الاعداء رفقاء الامس خصوم اليوم •• كيف تسير •• ام أن هناك قطيعة
    اجتماعية رديفة للقطيعة السياسية ؟

    -علاقتي الشخصية اتصور انها ممتازة لا اخلط مطلقا بين الشيئين السياسي والاجتماعي لذلك تجدني اذهب للشيوعيين في العزاء •• كما اذهب اليهم في الافراح وابادر بالتقاط خيوط الصداقة وخيوط الود ، عندما تتراضي وهذا واضح في تصرفاتي معهم• ولكن العكس ليس صحيحا فعندما خرجت حاول كثير من الشيوعيين ، بتشجيع من القيادة •• اغتيال شخصيتي •• وهذه واحدة من الممارسات التي كان يمارسها الحزب الشيوعي للاسف واصبح عاجزا عنها يعني هو حتي لو تخلي عنها فسيكون تخلي العاجز اسلوب اصبح لايفيد كثيرا ولكنهم علي كل حال حاولوا اغتيالي معنويا • ولاكون دقيقا فان فئات منهم حاولت ذلك وهذا ايضا بدوافع البرنويا ودوافع المقولة اللينينية ان الشيوعي اذا سقط يسقط عموديا وهذا هراء محض كانما الحزب الشيوعي هو الأرضية الوحيدة الطاهرة لاداء فرائض السياسة ولكنهم لم ينتبهوا الي ان ارض السودان - ايضا - واسعة وانتماءات السودان واسعة ، ويمكن ان تكون وطنيا •• وان تكون تقدميا وان تناضل من اجل العدالة من خارج الحزب الشيوعي •

    كيف كانت علاقتك بفاطمة احمد ابراهيم في لندن؟؟•


    -ممتازة ممتازة جدا والاستاذة فاطمة انسانة ودودة•• ولم نفقد احترامنا لبعض مطلقا•

    والتجاني الطيب ؟•


    - لي قصة مع التجاني الطيب •• فحينما توفيت الاستاذة التومة أحمد ابراهيم شقيقة فاطمة احمد ابراهيم فذهبت للعزاء ، لمنزل الاستاذة فاطمة بلندن ورفعت الفاتحة مع من كانوا موجودين حوالي 15 شخصا•
    حكايتي معه : اريد ان احكي لك قصتي مع التجاني الطيب ، وقد كان شهودها 15 شخصا رفعت الفاتحة مع الجميع وصافحتهم - في ايديهم - لم يقف التجاني الطيب بابكر ، بل ظل جالسا في كرسيه وعندما وصلت اليه ، وانا احيي الناس مددت له يدي •• فاحكم قبضة يديه •• وظللت مادا يدي ، (ازيك يا استاذ ) •• وعلي مسمع من الناس جميعا •• وهو لا يصافحني •• سمعت اصواتا من خلفي •• تقول له (الراجل مادي ليك يده •• ودا ما مكان خلافات سياسية ) فرد التجاني قائلا انا ماعايز اسلم عليهو )•• قلت له سامحك الله ثم ذهبت واتممت تحيتي للآخرين • هذا مثال •• ومحضور كي لايكون احد ، او يضيف او ينقص ، شيئاً •• مع انني حريص كل الحرص علي الا اخلط بين انتمائي السياسي وقناعاتي الفكرية •• وبين العلاقات الاجتماعية والعلاقات الخاصة ولعل كافة قيادات واقطاب والعاملين بالعرف العام يحاولون ذلك • هذه السمة تميزنا نحن السودانيين فانت في البيت الواحد وحول المائدة تجد الاتحادي والانصاري والاخ المسلم والشيوعي •• وخلافه متأكد ان هناك تيارا في النظام يحاول ان يفعل ذلك هذا طريق خاطيء وخطير•• ولاشك ان النظام ، طالما توصل الي اهمية السلام فهو مطالب ايضا ان يعم السلام كل انحاء السودان وان يعود السلام كديمقراطية وحريات وحقوق علي كل السودانيين بما فيهم السودانيين الشماليين •• ولذلك انا اعتقد انه لو حدثت قراءة صحيحة سيصبح التحول الديمقراطي ممكن امكانية كبيرة خاصة واصبحت ان هناك قوي دولية مهتمة بان تصل العملية الديمقراطية ، الي اشواطها النهائية•
    ولكن الحركة الشعبية نفسها كأنما (باعت) حلفاءها فانجرفت وراء فكرة الثنائية واستمرأت الصفقات الثنائية بان تقاسمت مع الانقاذ - وحزبها السلطة والثروة (والمناطق الثلاثة) إنه اتجاه واضح نحو (الشراكة الثنائية ) الثنائية لها تاريخ وهي ان العامل الدولي والاقليمي في السلام السوداني كبير•• فقد توصلت القوي الاقيمية والعالمية ، ان من يصنع الحرية هو نفسه الذي يصنع السلام ولذلك ، من يصنع السلام هما النظام والحركة الشعبية •• ولذلك تفاوضت مع هؤلاء•
    اللبن المسكوب : بمعني آخر : فإن ادخال الاخرين يمكن ان يعقد المسألة ، ويجعل الاتفاق نفسه مستحيلا اذا كان ذلك صحيحا ، أو غير ذلك • انا لست مهتما بهذا ولكن ، هذا هو الواقع الموضوعي •• وفي هذا الواقع حقيقة لاتلوم الاحزاب الا نفسها لعدم فعاليتها فبدلا من ان تبكي هذه الاحزاب ، علي اللبن المسكوب •• يجب ان تتجه الي لعب دور قصرت فيه في الماضي في مجال استعادة العلاقات التي تربطها بجماهيرها •• في تجديد حياتها •• في تجديد قياداتها •• في جريان الدم في شرايينها في اقامة الفرصة لجيل جديد •• للظهور •• لشباب جديد للنساء •• في اشاعة العافية في الحياة السياسية ، كلها في الاتجاه لاعطاء الناس بدلا من الاخذ منهم • التفكير في الوزارة او الوزارتين •• هذا تفكير خاطيء ، خاطيء كليا يجب ان تتجه هذه الاحزاب • وتستفيد من الجو الديمقراطي العام ، لتعبئة الناس ، لتعميق الديمقراطية •• ولفتح المجال فعلا ، لديمقراطية راسخة في المستقبل تقوم علي الانتخابات العامة ، والحرة والنزيهة ••

    التجمع الوطني الديمقراطي •• اين هو •• في داخله احزاب جماهيرية •• ولكنه يبدو مثل الكم الميت كيف يمكن ان يتحول التجمع الي آلية فعالة •• تتعامل مع المرحلة بعجلتها وزمنها وسرعتها •• بديناميكية كاملة ؟


    -التجمع الوطني الديمقراطي لن يتحول الي آلية فعالة ، التجمع الوطني الديمقراطي انتهى•• سيأخذ الناس وقتا لاستبانة هذه الحقيقة •• ولكن ، اذا كنا نحن نريد ديمقراطية حقيقية ، فيجب أن تتجه الاحزاب فرادي الي اشاعة الديمقراطية في بنيتها • واعادة صياغة برامجها ، وتجديد حياتها هذه هي المهمة الاساسية • ولكن ليس مواجهة المرحلة الجديدة • بنوع من التحالفات •• والذي هو في حقيقة الامر قد انتهي زمنه واثبت عجزه تماما• عاجز وكسيح

    القوي الاساسية انسحبتت من التجمع •• الحركة الشعبية ، عمليا خرجت منه •• فماذا بقي للتجمع ؟؟••


    علي التجمع ان يواجه نفسه والا يبقي اسيرا لقديم •• التجمع مات وانتهي ، وليس امام فصائله ومكوناته غير ان تقر بالعجز وتعترف به • وتقر بان صيغة التجمع الحالية كسيحة • وغير مواكبة • والطريق الوحيد هو أن يعمل كل فصيل منفردا بكسب جديد وفق المعطيات الماثلة والمؤشرات الجديدة •!

    الحواران منشوران في عددي أخبار اليوم يومي 13 و14 يناير 2005م

    [Email] [Profile] [Edit]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty دمعة .. عبد الخالق محجوب ينعي اخاه عمر

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 6:50 pm


    دمعة .. عبد الخالق محجوب ينعي اخاه عمر



    اليك نحني الهامات .. وننكس الاعلام ..
    اسمح لي بكلمة اختزنتها في جوانحي سنوات ، طيلة غيبتك وكان بودي ان اقولها لك وقد احتوتنا داركم الودود في بري حيث تحضر ذكريات زاهية لن تقوى يد الدهر على مسها الا حياة وازدهاراً وروعة . تسألني كيف حالكم ؟ واقول مدركاً حنينك الى ارض الوطن ، وانت الذي عهدناك لا تتناول بالحديث إلا ماجد من الأمور ، منذ عشرين عاما شهدنا حيوية الشباب وتطلعه ، وتغمرنا الحياة وتبصرنا بالجديد الذي تعلمناه فعرفنا طرفا من سرها . وصرنا نتكشف دروبها وشعابها . ما افترقنا منذ سنوات الا طلباً للمزيد من معرفة كنهها . أقول :
    كل اصدقاءك ورفاقك بخير ، من عرفتهم في العاصمة وفي الجزيرة وفي عطبرة واينما وجد جمع لأهل السودان .

    ان القلة اصبحت كثرة وبين جيش الاشتراكية الآف من الوجوه المشرقة رجالاً ونساء تبهرهم الحياة وتسد اعينهم مشارق المستقبل الزاخر . اتذكر ذلك الفيض من الحياة قبل عشرين عاماًوجميعنا يضرب في شوارع القاهرة يتزود بالعلم ويسهم في صنع الحياة الجديدة . انه بيننا في الآف تلك الوجوه يرسلون اليك تحيتهم وتفيض قلوبهم امتناناً لرائد من رواد الفكر الاشتراكي ، سلام عليك في الخالدين من اصدقاءك القدامى وهم هم كما عهدتهم وداً وثباتاً كالنجمة القطبية كانوا يودون لقاءك فهل اسرعت أم ابطأوا في اللقاء ؟ . وكثير ما اسرع اصدقاؤنا وانت من اثرهم .. صلاح بشرى ، ومحمد الحسن ، وعثمان خلف الله ، واحمد القرشي .. وغيرهم كثيراً فهلا بلغتهم بالتحية .
    سلام عليك من كل القلوب المؤمنة الطاهرة .
    سلام عليك صديقاً ورفيقاً في انبل قضية عرفتها الانسانية . ان الحياة تمنح مرة واحدة فما أسعد من قال وهو يفارقها :
    لقد قضيت حياتي في خدمة انبل قضية انسانية ـ قضية الاشتراكية .
    عن اصدقائك ورفاقك
    عبد الخالق محجوب
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty الراحلين عبد الخالق ورفيقه الشيوعي الشفيع حيث كانا يتقدمان الصفوف في المسجد

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الجمعة أغسطس 13, 2010 7:04 pm


    رمضان كريم!

    بقلم: سليمان نزال*

    للهوية طقوسها، مدفع الإفطار في الغربة صرخة كبيرة. رمضان مبارك، والمسحراتي الصغير ما زال يقرع على صفيح ذاكرته كي يوقظ النيام في حارة الجامع، ويصوم درجاته في الثامنه من عمره! وذاك صوم نصف النهار، كما كانت تقول جدتي المرحومة الخضراء.

    والمشهد الآن الكئيب في حيرته يجتاح العالم العربي، فنحتفل بقدوم رمضان، نعد عدته، يستدين الكثيرون في الدول العربية والإسلامية كي يلبوا إحتياجات ومصاريف الشهر الكريم. وقد يستدين بعض الفقراء كي يتصدقوا على فقراء من أمثالهم لنيل بركة الصيام كاملة. بينما يضع أغنياء العرب وبعض المسؤولين والفنانين ألوان السخاء والأريحية والموائد العامرة بلذيذ الطعام على رفوف "الرحمة"، وما أن ينتهي السهر حتى يصوم السمان اللئام من كبار القوم! عن جليل الأعمال ويعودون إلى سيرتهم في النهب والرشوة والفساد والإستعلاء على وقع طبول العولمة التي تستعلي عليهم وتذلهم وترغمهم على البقاء في ذيل الأمم.

    فما أصعب صوم المقهور في بلاده يقاوم أبشع أحتلال عرفه التاريخ؟ وكم هي قاسية حياة الناس في الوطن المحتل، يستشهدون ويجرحون ويعتقلون، ويتعرضون لمجازر ومذابح وإغتيالات وإجتياحات مستمرة، يتراكم العذاب فوق العذاب، حصار وضائقة عيش وتدمير منازل، وفساد في طوابق "النرجس" القيادي. ومع ذلك، يصومون، يتمسكون بهوبة الأرض والإنسان والقدس الشريف. عوائل نسفت بيوتها تمضي رمضان عند قريب قد يقصف بيته قريبا! معاناة دائمة لا تحيط بها كل لغات الدنيا.. وينتحر الكلام ولا يصف الفلسطيني في رحلة آلامه ونضاله وصبره وبطولاته المجيدة، وليس آخرها عملية نتساريم البطولية.

    إقتربَ مني صديقٌ وقالَ: رمضان كريم: قلت الله أكرم..نظر إلى وجهي فألفاه شاحباً، فسألني أن كنت قد بدأت الصيام.. وقبل أن اتمكن من الإجابة، لاحظ خلو أصابعي من التبغ، فقال: أكيد صايم، غريبة! قلت: لماذا تستهجن الأمر؟ قال: ميولك يسارية في إطار قومي! وتصوم؟ قلت لماذا لا يصوم اليساريون والقوميون والوطنيون؟

    إبتسمَ ليعلق؟ لا أناقشك في الهوية والميول، لكن مرادي أن آخذك إلى ضفة أخرى في هذا الطقس، أذكرُ ما أخبرتني به عن الراحلين عبد الخالق محجوب ورفيقه الشيوعي السوداني الشفيع، حيث كانا يتقدمان الصفوف في المسجد.أجبت: هكذا سمعت، أنا قصدت التمييز بين البعد الحضاري لفهم الموضوعات في حراكها وتطورها وملموسيتها، وذاك البعد الذي لا سقف له حيث الإنغلاق والتعصب وتكفير الآخرين لمجرد اختلاف وتباين الآراء والمنطلقات و..

    قاطعني ليقول: أو لا تراها مناسبة لحمل الجسد على محفة الزهد والتأمل والقبض على فسحات في دنيا رسمها الحجاج والجنيد والنفري.. بفضاء التماهي الفريد؟

    قلت متعجباً: تغيرت اللغة فينا، وتبدلت لهجة العتاب في سؤالك روحي ومصادرها أو تترمي إلى ما لا أرغب..أنا أقوم بواجبي فقط، وأربي ما تبقى له من أيام فوق هذه البسيطة على أتمام البسيط من المسائل والمهم منها، لأن العسير والشاق، لا يتاح لأمثالي المشردين.

    -: أشفقت عليك من السياسة ولعبتها.. وحين تكتب خارج الحدود تربح خصوما بلا حدود.. فلماذا لا تجرب حظك في الكتابة عن اشياء تسلي الناس، وتخفف عنهم همومهم بمواضيع خفيفة أو تتزهد في سوريالية ما فوق حداثية؟

    -: وهل تراني أحمل اداة تحليل تحت أبطي فلا أفهم ما أره مفهوماً عند فقراء ومهمشي هذه الأحوال العربية؟

    -: نظرت إليك، رأيتك مرهقاً تطلب إجازة، فتخجل أن تذكرها.. كأن قشة تلقيها في كومة الكتابات والمقالات ستظهر زيادة في الكوم الكبير..

    فتكابر على إستحياء..كأنك تقول: لم أهرب..لن أهرب.. وهنالك مقاومة للغزاة، أضعف أشكالها الكتابة والتصريحات..

    قلت:- مقاومة المحتلين مقاومة في الشكل وفي المكان الذي يناسب ويخدم جوهر المسألة.. الصهاينة يقولون بيأس: "سنطارد أعداءنا في كل مكان" ونحن نقاتلهم عسكريا في المكان الذي اغتصبوه من شعبنا، ظلما وعدوانا.. أما الإنسحابات الذليلة "لشلة السلام" التي تروح على نفسها، في جنيف أو في أي منتجع أو فندق، فأنها لا تمثل شعبنا وصوته وإنتفاضته المباركة وفصائله المقاتلة. وكل كلمة غاضبة تعري زيف هذا التفريط وأباطيل خططه، تشكل الكتاب الكبير الذي يحمل عناوين لن نمل من أعادتها علىمسامع الدنيا، هي: حق العودة للوطن والممتلكات السليبة، أقامة الدولة المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، الحرية، الإستقلال والسيادة.. ودحر الإحتلال..

    قال: قصدت التجديد.. رمضان فرصة لكتابة شيقة، لا تزعج أحداً.. جرب أن تطرق أبوابا جديدة.. إبحث عن الصوفي في آفاق التسامي، وإبتعد عن أوجاع الواقع، الذي لن يقف على قدميه.. مهما فعلنا وفعلوا!

    قلت له: يكفي هذا، سذاجة أو تغييب، تسطيح أو ركض وراء رؤى كسيحة مثل تلك التي زعمها لنا الرئيس بوش، قبل أن يغرق في جحيم الرافدين وأهواله، فيشتكي من ضراوة المقاومة العراقية الباسلة قادته ويفر جنوده من سلاح "التحرير"..
    الراحلين عبد الخالق ورفيقه الشيوعي الشفيع حيث كانا يتقدمان الصفوف في المسجد

    دعني أكمل صيام هذا الشهر دون منغصات ومشاكل.. تأتيني من أقوال نصفها سديم والنصف الآخر لا يستقيم! تجربة الصوم تجعل الإنسان قليل الكلام.. فقد أكثرت عليّ فأكثرت.. صيام الغربة والشتات صعب أيضا.. بعيداً عن العائلة.. والجذور.. هنالك مسلسل يذاع في رمضان، أغضب الصهاينة، أسمه "الشتات"، أنصحك بمشاهدته، حتى لا تشاهدني في صورة لا احبها، فأخاصمك!

    رمضان كريم، لشعبنا الفلسطيني المعطاء الكريم، للبواسل، للصامدين. لشعوبنا العربية والإسلامية.. التي تبحث عن مخرج لأزماتها وهمومها، بصورة كريمة.

    *كاتب وشاعر فلسطيني يقيم في الدانمارك.

    http://www.amin.org/views/suliman_nazzal/2003/oct27.html
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty الشهيد عبد الخاق محجوب يكتب حول المؤسسات المؤممه والمصادرة

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم السبت أغسطس 14, 2010 7:59 pm

    حول المؤسسات المؤممة والمصادرة

    عبدالخالق محجوب

    يمكننا أن نقسم هذه المؤسسات تقسيما وظيفيا على الوجه التالى تقريبا :
    أ - المصارف ب - مؤسسات انتاجية ج - مؤسسات للتجارة والتوزيع
    بداية علينا الفصل بين المؤسسات المؤممة والمصادرة وذلك لأن أهداف التأميم والمصادرة تتباين و لايمكن اعتبارها متطابقة تطابقا تاما ، فالتأميم فى البلدان المتخلفة يستهدف أحد أمرين :
    أ - وضع يد الدولة على مراكز استراتيجية فى الاقتصاد الوطنى قصد تحريره من القبضة الأجنبية ، قصد تنفيذ الخطة الاقتصادية المركزية بحيث يمكن تخطيط تلك المراكز الاستراتيجية حتى تتيسر ظروف مواتية لتحقيق أهداف الخطة .
    ب - أو وضع يد الدولة على أنشطة اقتصادية بعينها يمكن من ورائها توفير فائض اقتصادى يسهم فى تحقيق خطة التنمية أو فى التزامات الدولة فى الانفاق غير المنتج مما هو ضرورى لرفع مستوى معيشة السكان . ولأن الثورة السودانية ثورة وطنية ديمقراطية - أى لأنها ثورة تستهدف فى المقام الأول استكمال عوامل التحرر الوطنى ثم التقدم الاجتماعى ، فاتأميم يتوجه أولا لخدمة هذا الغرض وأعنى لتحرير اقتصادات البلاد من النفوذ الأستعمارى والتبعية ، مواقع هذا النفوذ كانت وبعضها مايزال ، فى الميادين التالية :
    1 - المصارف ، وقد تحقق الآن وضعها فى يد الدولة السودانية ولكن من المهم مراجعة عدة اتفاقيات والتثبت فعلا من أنها لا تؤثر على استقلالنا (مجموعة اتفاقيات مع صندوق النقد وخاصة قانون السحب الخاص) . وأن نتأكد من مدى نفوذ سياسة هذا الصندوق على البنك المركزى وأن نراجع سياستنا فى اجتماع محافظى الصندوق الخ .
    2 - التجارة الخارجية ماهو حجم نصيب الدولة فى هذا القطاع الآن وبعد التأميم من الضرورى أن كون هناك وضوح كاف حول هذه المسألة حتى نستطيع رسم سياسة صحيحة ، لأن الدولة يجب أن تسيطر فى آخر الأمر كليا على التجارة الخارجية .
    ما هو حجم نصيب الرأسمالية السودانية فى هذا الميدان ؟ علينا أن نوجه بالالتزام (بتوظيف) جزء من أرباحها بطريقة فعالة .
    1 - لدعم الخزينة
    2 - للاسهام فى ماحددت الخطة الخمسية من التزامات القطاع (الخاص) فى حقل الصناعة كما علينا أن نعمل منذ الآن على توظيف كادر سودانى مقتدر ..الخ
    3 - شركات التأميم بصورها المختلفة وهذه المؤسسات هامة لحركة الصناعة والتجارة ..الخ
    بالاضافة الى هذا فلدى هذه الشركات أرصدة كبيرة يمكن أن تلعب دورا فى التنمية فى الميزانية العامة ..الخ
    من المهم تدريب كادر سودانى يعمل فى الدولة قصد تأميم هذه الشركات .
    ان المصادرة فى هذه الفترة الوسيطة من الثورة الوطنية الديمقراطية تعتبر عقوبة اقتصادية على أصحاب المال (الرأسماليين) الذين يخرجون على قوانين وأوامر الدولة المالية والاقتصادية وبهذا (يضعفون) التخطيط المركزى ومؤشراته المختلفة التى رسمتها الدولة . وبما أن هذا الاجراء السياسى الاقتصادى الاجتماعى أجراء خطير فى هذه المرحلة التىمازالت فيها العناصر الرأسمالية مدعوة للاسهام فى مدان اتنمية وتنفيذ الخطة الخمسية وأكثر من 42% للقطاع الرأسمالى فى الخطة الخمسية . من المهم أن لا تقتصر المصادرة فى اطار سيادة الدولة على رعاياها . يجب أن تحاط المصادرة بالتالى :
    1 - وضع تريعات دقيقة ومفصلة ومحكمة تشمل الجرائم التى تستودب توقيع عقوبة المصادرة
    2 - تعرض الأموال المختلفة على دائرة قضائية لها القدرة على الحسم السريع فى القضايا ، وذات قدرات سياسية أيضا برئاسة عضو من مجلس قيادة الثورة مثلا .
    لماذا نقترح هذا ؟
    أ - لأن فى هذا ضمان لانتفاء الفساد وتفادى القرارت الذاتية التى ربما طوحت فى كثير من الأحيان عن الموضوعية .
    ب - لادخال الطمأنينة فى قلوب أصحاب المال الين تحتاج اليهم البلاد اللى استثماراتهم فى هذه الفترة مدركين جيدا أن العلاقات الرأسمالية ، ما زالت تمتد الى أعماقمجتمعنا ، الى خلاياه الأساسية .
    فالتموين الذىيقوم به الرأسماليون فى كل بقاع البلاد هذا العمل أمر حيوى لا بالنسبة لاقتصاد البلاد وحسب بل بالنسبة لأمن السلطة ولبقائها ، وتمويل الزراعة وخاصة فى القطاع التقليدى (فول ، سمسم ، كركدى ..الخ) يقوم به رأسماليون وهكذا ..


    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty الشهيد عبد الخالق محجوب يكتب عن علاقة الادب بالسياسة وحرية الاديب

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم السبت أغسطس 14, 2010 8:09 pm

    الشهيد عبد الخالق محجوب يكتب عن علاقة الادب بالسياسة وحرية الاديب


    في غضبة صلاح وفى حلم عبد الخالق
    هذه المقالة أعاد نشرها الدكتور عبدالله على ابراهيم فى بابه المعروف "ومع ذلك" على صفحات جريدة "الفجر" اللندنية بتاريخ 10 يناير 1999 . وقد أورد الدكتور عبدالله أن محرر الصفحة الأدبية فى "الميدان" تلكأ وربما أحجم عن نشر تعليق له يطرق فيه للأديب صلاح أحمد ابراهيم . وقد توسل للأستاذ عبدالخالق محجوب لرفع الحظر عن مقاله . ووجد مسعاه أذنا صاغية واستجابة فورية ابتدرها الأستاذ عبدالخالق بكتابة التعليق المنشورة أدناه . ومن ثم وجد موضوع الدكتور عبدالله طريقا سالكا للنشر فى الصفحة الأدبية بجريدة "الميدان" . والمقالة التى كتبها الأستاذ عبدالخالق تعالج بعض المسائل المتعلقة بحرية الأديب فى الابداع الفنى وفى العلاقة المثيرة للجدل بين السياسة والأدب .
    كتب الأستاذ عبدالخالق محجوب :
    هذه الصفحة فى "الميدان" تخصصت للأدب بفروعه المختلفة . والبعض يظن بأنها مثل الصفحات الأخرى ، تعبر عن رأى الحزب الشيوعى بطريقة مباشرة . ومثل هذا الاعتقاد يجانب الحق ، اذ أن ميدان الأدب لا يسخر فى السياسة بطريقة مباشرة بل هو يؤثر عليها ويتفاعل معها بطرق غير مباشرة . والخلق الأدبى الذى يدخل ميدان السياسة المباشرة يتخلى عن طبيعته كأداة للتعبير عن الانسان ويستحيل الى طبيعة أخرى . اننا نرحب بكل خلق أدبى يمت الى الحقيقة بصلة ويغنى تجارب الانسان وهو يعانق حقائق العالم ويضىء جوانبه . نقيم الجمال الذى تدفعه أبدا الى ولوج أبواب المعرفة ويؤدى فى النهاية الى حرية الانسان الذى يعلو على الحاجة ولا تعلو عليه . ويتحرر من الخوف الناتج عن قصور ادراكه لنفسه ولما حوله من مظاهر الحياة الاجتماعية والطبيعية .
    ولما كان هذا ديننا فأننا فى هذه الصفحة نرحب بجدية الأديب فى خلقه وابداعه لأنه لا مكان للخلق والابداع دون الحرية .. تلك الحرية التى تقرب الانسان من الحقيقة وتفتح أعينه فى دهشة لقيم الجمال . ولهذا فان المقارنة بين رأى الحزب الشيوعى فى السياسة (ورأيه) فى الأدب مقارنة خاطئة لا مكان لها وضارة بنمو الأدب التقدمى فى بلادنا .
    لقد فهم المواطنون أن المقالات التى تنشر فى هذه الصفحة قدحا أو مدحا فى ديوان الأستاذ صلاح أحمد ابراهيم "غضبة الهبباى" تعبر عن رأى الحزب الشيوعى . وهذا خطأ ومجافاة للحقيقة . لقد آثرنا دائما فى حدود ملامسة الحقيقة ، أن نترك فرصة واسعة لحرية كتابنا فى ميدانى المضمون والشكل . كما فضلنا دائما أن تدور مناقشتاتنا حرة وعفيفة فى هذه الصفحة حتى تستطيع أن تبرز وسط الزحام الملىء بالأقزام الملتحفين ثوب الأدب . والشخصيات الأمينة على هذه القضية الانسانية الكبرى ، والملتزمة بأمانة الكلمة المضيئة التى تنوء تحت أعبائها الجبال . . وليس كحرية الأدب وسيلة للوصول الى هذه النتيجة العظيمة . ان الحياة الأدبية تواجه فى بلادنا تيارات عاتية من التقليد والنقل الأعمى للتعبيرات المريضة التى تصيب الانسان المريض فى عالم اليوم ، وهو جاهل بكنه القوانين الاجتماعية ، التى تثير الفزع وتسحق الفرد ، وتعمى بصيرته ، حتى يسير كالأعشى فى فى متاهات الضياع . والأديب السودانى الذى يرغب فى خدمة الحقيقة مازال يقف فى بداية الطريق ، لأنه لم يكتشف مقومات الانسان ومصادر معرفته عبر التاريخ . ولهذا فنحن نسخر هذه الصفحة فى محاولة متواضعة لتخدم الغرضين ، تصد أولا الآثار الواردة من الخارج ، والتى تعبر عن صرخات اليأس فى مجتمع أصيب بالمرض وأصبح اليوم أو الغد (يزحف) ليفسد علينا حياتنا الروحية . نصدها بالنقد والدراسة ولا نقفل الأبواب دونها (بالأمر) . ونساهم ثانيا فى فى اكتشاف الانسان السودانى حتى تتفجر منابع معرفته فتشمل الانتاج الأدبى بدفئها فيستحيل صادقا ونافعا . ولكل الغرضين فأن صفحتنا هذه تؤثر الحرية التى لا تقيدها غير الحقيقة .
    ان ديوان الأستاذ صلاح أحمد ليس عملا سياسيا فى جملته بل هو عمل فنى . وحتى لو كان عملا سياسيا فهو لم يتخذ أبغض وسيلة له . (ان) الاختلاف الذى وقع بين الحزب الشيوعى والأستاذ صلاح عام 1958 لم يكن اختلافا سياسيا بل لأسباب أخرى تتعلق بنظم وشروط عضويته . لقد فارق الأستاذ صلاح الحزب ليس بوصفه أديبا ولا بسبب انتاجه الأدبى . ولكن فارقه بصفته مواطنا أداته فى خدمة الجماعة النشاط السياسى المباشر وشتان بين هذا وذاك . فلنقصر الحديث ولاداعى لنبش الماضى .
    ولهذا فأن هذه الصفحة تقييم ديوان هذا الشاعر باعتباره عملا فنيا فى نهاية الأمر . ننظر أول الأمر فى صلاحيته كعمل فنى بجودة الأداة وفى شكله . وعندما يدخل من هذا الباب العريض الذى لا يدخله الا الخلق الأدبى الجيد . وننظر ثانيا فى مقدار اثرائه لحركة التقدم ولنمو الحياة . هذا هو طريقنا ، واذا فهم غيره فلا لوم علينا .
    تحرير "الميدان "

    نوفمبر 1965
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty عبد الخالق يعلق على خطاب الدكتور منصور خالد فى الملتقى الفكرى العربى 15- 22 مارس 1970 يشرف الملتقى الفكرى العربى عل نهايته عندما أدفع بهذا التعليق للمطبعة ، وسيكون تقييم هذا الملتقى محل جدل قد يطول أمده أو يقصر وفقا لما أصاب من نجاح أو فشل وما قدم من اسه

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم السبت أغسطس 14, 2010 8:20 pm

    عبد الخالق يعلق على خطاب الدكتور منصور خالد
    فى الملتقى الفكرى العربى 15- 22 مارس 1970

    يشرف الملتقى الفكرى العربى عل نهايته عندما أدفع بهذا التعليق للمطبعة ، وسيكون تقييم هذا الملتقى محل جدل قد يطول أمده أو يقصر وفقا لما أصاب من نجاح أو فشل وما قدم من اسهام يضاف الى الملتقى الفكرى السابق بمدينة الجزائر . لهذا السبب وغيره لا أرمى من وراء هذا التعليق الى تقييم هذا الملتقى قبل أن تكتمل الصورة وتتوفر العوامل المساعدة لانشاء مثل ذلك التقييم . .
    ولكن ما دفعنى كتابة هو الحديث الذى أرسله السيد وزير الشباب (الدكتور منصور خالد ) فى مطلع الملتقى لأنه يمثل منهجا فى التفكير أثر على الهيئة التى طلع بها الملتقى الفكرى ، ولأنه تناول قضايا فكرية خطيرة بت فيها بالرأى وقطع فيها بالحجة المنهج الذى جرى كالخيط المتصل فى حديث الدكتور منصور سمته وطابعه الغالب الفصل بين الفكر والتطبيق ، بين النظرية والعمل ، سأدخل فى باطن هذه النتيجة فيما بعد بقدر ما لاحظت من تفاصيل ، وفى رأيى أن هذا المنهج الفكرى هو الذى صاغ الملتقى الفكرى على الهيئة التى خرج بها بما طرح من قضايا وما قدم من حلول من قبل مهندسى هذا الملتقى ، فالنظرة السريعة لجدول أعمال الملتقى تدعم هذه الحجة اذ أن القضايا المطروحة قدمت بصورة مطلقة وبطريقة معزولة عن أخطر المشاكل التى تواجه الفكر العربى والعمل العربى على حد سواء .
    وفى رأيى أنه من المستحيل مناقشة القضايا النظرية للثورة العربية بعيدا عن المشكلة الجوهرية التى تواجه الجماهير العربية ، وأعنى هزيمة يونيو 1967 . وما دفعت به من قضايا على رأسها الاحتلال الأجنبى للأراضى العربية ، وما تفرع من هذا الواقع من مشاكل فكرية وعملية . ,
    لقد وقعت حرب يونيو ، لا ينفى من وقوعها حقيقة أنها حرب خاطفة حسم أمرها فى ستة أبام أو أقل من ذلك بكثير ، كما لا ينفى نتائجها الادعاء بأن الجماهير . لم تشارك فيها . وكل الحجج التى قيلت تبريرا لواقع الهزيمة لا تنفى ذلك الواقع و تقلل من ثقله والحرب هى الامتحان العسير الذى لا تخطىء مقاييسه ، لا فى تقييم الأجهزة العسكرية وحسب بل فى تقييم الأجهزة الاقتصادية والسياسية والفكرية .
    وحرب يونيو طرحت للتفكير وللتفهم النظرى كافة أوجه النشاط الثورى العربى خلافا لحرب 1948 . فالصوت العالى فى عام 1948 كان للقوى الرجعية بينما كان الصوت المدوى عام 1967 للقوى الثورية العربية .
    فكيف اذن يمكن مناقشة الأرضية التى التى تتحرك منها الثورة العربية مثلا أو المرتكزات الفكرية والروحية لها -
    الى نهاية جدول الأعمال الذى وضعه مهندسو الملتقى الفكرى بعيدا عن واقع الهزيمة ، وما أثارت من رؤى جديدة وما أجرت من تحديات للفكر الثورى العربى .
    العقبة الأساسية :
    لا يستطيع الانسان أن يفهم فكرا اشتراكيا يتناول قضايا الاشتراكية ويبحث عن التراث الروحى والفكرى للثورة العربية بعيدا عن المعاناة العملية للجماهير العربية فى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخها . كما أن هذا بعيد أيضا عن منابت الفكر الاشتراكى الجاد فى البلدان العربية وهو الذى نما عبر نضال طويل وقدم وفق قدراته الحلول للجماهير العربية وهى تخوض معاركها المختلفة بطريقة تحترمها الجماهير وترد على تساؤلاتها ان لم يغرز أرجله فى تربة الوطن وبين معاركه التاريخية الحاسمة . فقد طرح واقع الهزيمة بحدة أمام الجماهير العربية حقيقة أن الاستعمار الحديث وفى مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية هو الذى يهدد الوجود العربى وهو العقبة الأساسية أمام انطلاق حركة الثورة العربية. الجماهير العربية تنتظر من مفكريها الجادين أن يمدوها بالزاد النظرى لتجمع قواها وتستجمع أوصالها فى معركة هائلة ضد هذه العقبة الخطيرة التى تسد المنافذ أمام الثورة العربية. وقد كان ملاحظا من الكثير أن السيد وزير الشباب - هو الذى يطرح بحكم توليه أمر الندوة وجهة نظر الشعب السودانى . جاء خطابه خاليا من هذه القضية الجوهرية. وعندما يشير السيد الوزير من بعيد الى تلك القضية ، يطرحها بطريقة غامضة كحديثه عن الضغوط الأجنبية والنفوذ الأجنبى .
    استشهادا بقول الرسول (صلعم) "أعوذ بالله من علم لاينفع " . ورجوعا الى النظريات الثورية الحديثة وفى مقدمتها الماركسية اللينيينية , والنظرية مرشد للعمل ، ونجد أن الفصل بين الفكر والعمل قاد الى تقديم الندوة بهيئة لا تتمشى واحتياجات الثورة العربية فى ظروفها الملموسة الراهنة . والملتقى بهذه الهيئة لن يضيف الى محصول ندوة الجزائر عام 1967 ، كما اننى أشك كثيرا فى تأثيره على حركة النضال الشعبى العربى .
    لقد نشأ هذا الموقف فى تقديرى من المنهج الذى سلكه السيد الوزير فى معالجة قضايا العمل الثورى كما اشرت من قبل . فهو يطرح المنهج السوسيولجى على حد تعبيره بداية بالنظر فى التراث العربى ونهاية بمعالجة قضايا الماركسية اللينينية . وهذا المنهج ليس جديدا على الفكر البشرى ، بل هو يمثل مدرسة كاملة بين مفكرى أوربا الغربية فى فرنسا وبين خريجى معهد ماساسوتش للتكنلوجيا (فى الولايات المتحدة) . محتوى هذا التفكير أنه يفسر المجتمع ، تفسير التاريخ ولكنه يحرر كل نظرية اجتماعية من محتواها الثورى . فالمعرفة فى نظره ان كانت تراثا قوميا أو انسانيا لا تعالج بوصفها محصول الجهد البشرى الثورى فى اكتشاف قوانين الطبيعة وتطويعها لارادة الانسان ، وفى اكتشاف قوانين التطور الاجتماعى والقوانين الباطنية لتطور الفكر بل تجرد من الحركة وارادة الانسان فى التغيير وسعيه الدائب للاستحالة والتغ ي ير من حالة الى أخرى . وقد ورط هذا المنهج السيد الوزير فى أخطاء منهجية كبيرة . فالملتقى حسب ماأعلن عنه ، ملتقى للمفكرين الثوريين العرب ، والثورة هى التى تغير المجتمع . ان السوسيولوج يا تبحث عن تفسير المجتمع أصابت النجاح أم لقيت الفشل . ولكن الفكر الثورى لا يضع تفسير المجتمع وحسب بل يستهدف من التفسير وبارادة كاملة اكتشاف القوانين التى تغير المجتمع والعمل لا حداث ذلك التغيير أو الثورة . وفى هذا تكمن منعة النظريات الثورية التى تثير ضجة كبرى فى عالم اليوم ، وتترك أثار أقدامها واضحة على الأرض التى تعبر من فوقها البشرية فى موجات متتابعة للوصول للمجتمع الفاضل .
    تصور خاطىء
    بهذا التصور الخاطىء اقترب السيد الوزير من قضايا عصرية مقدمة فكان أمرا طبيعيا أن يصل الى نتائج ممعنة فى الخطأ . لقد صور الوزير الفكر الماركسى فى هيئة التحليل النقدى الأكثر تطورا للمجتمع الأوربى المسيحى ، وهاجم المثقفين اليبراليين من العرب الذين يرفضونه بغباء وان كانت الماركسية كما صورها الدكتور منصور تحليلا ناقدا للمجتمع الأوربى المسيحى ، فما غناها لمفكر عربى يريد تغيير مجتمع ليس أوربيا وليس مسيحيا ؟
    وفى اعتقادى أن المنهج السوسيلوجى الذى يتبعه الدكتور الدكتور منصور هو الذى أوقعه فى هذا التناقض البادى للعين . وباعد بينه وبين الحقيقة . صحيح أن الماركسية نشأت فى أوربا فى القرن التاسع عشر ولكنها كانت فى شقها الاجتماعى الاقتصادى تحليلا ناقدا للمجتمع الرأسمالى . والرأسمالية كما يدرك كل متعلم ليست جنسيتها قاصرة على أوربا ، كما أن دينها - ان كان لها دين - ليس قاصرا على المسيحية . لا أريد أن أرجع الى الشواهد التاريخية فى تطور العلاقات الرأسمالية عبر تاريخ الانسانية حجة على ما أقول ، اذ أن مثل هذه الشواهد أصبحت من بين المعلومات العامة التى ي د ركها كل متنور .
    ولأن الدكتور منصور يحلل تطور المجتمع الانسانى ونضال الجماهير من أجل التقدم على أسس حضارية متعارضة فهو يقدم صيغة غريبة للمفكرين العرب فيما يخص النظرية الماركسية .انه يدعو لقبول علاقات الانتاج فى المجتمع الاشتراكى مع رفض الجوانب الفلسفية الماركسية والتى حددها فى "نظرية الحركة عن طريق النقائض ، والنظرية الجبرية التاريخية ، وفكرة نهائية العلم والرؤيا المستقبلية للمجتمع المذهبى" . وقد استشهد فى دعوته بالتجربتين المصرية والجزائرية . وكان الدكتور الداعية للتفسير الحضارى يصور الفلسفة الماركسية جزءا من الحضارة الأوربية المسيحية التى لا يقبل ها التكوين العربى ، فى حين أن القسم العملى منها الذى لا يؤثر على حضارتنا (الاقتصاد) يمكن قبوله . هذا فى تقديرى تصور متعسف للنظري ة الماركسية ، وهى كل لا يتجزأ . فالتنظيم الاقتصادى على الخط الماركسى نتيجة منطقية للمنهج الماركسى فى المعرفة ومحصول طبيعى لكل من المادية التاريخية والفكر الجدلى وهما لب الم ا ركسية . اذا رجعنا الى كتاب رأس المال - ومكانته معروفة فى الفكر الماركسى - نجد أنه تحليل نقدى للانتاج الرأسمالى ولكنه فى نفس الوقت تجسيد للتفسير المادى للتاريخ ، والمنهج الجدلى الماركسى . وما كان لمؤلفه أن يصل الى نتائجه التى يقبلها الدكتور منصور منظمة للاقتصاد العربى الحديث ، من غير أن يتوسل اليها بأدواته الفلسفية . ان النظرية الاقتصادية لفائض القيمة التى يقوم عليها تنظيم المجتمع الرأسمالى هى السند لفكرة الصراع الطبقى وهى التى تؤدى فى نهاية الأمر الى الى تصور الماركسية لحرية الانسان وزوال غربته فى المجتمع اللا طبقى . فكيف يمكننا أن نخرج الاقتصاد الماركسى من هذا النسيج الدقيق كما نخرج الشعرة من العجين ؟
    نظرية علمية شاملة :
    أن الفكر العربى مدعو اليوم لمواجهة مشاكل جماهيرية ملموسة . مدعو لطرح نظرية علمية شاملة تواجه الاستعمار الأمريكى والصهيونى فى الأرض العربية ، تعيد استكمال الحرية الوطنية ، ومواجهة فى الشق الاجتماعى لطرح نظرية تخرج الجماهير العربية من الفقر والشقاء والتخلف الى رحاب المجتمع الاشتراكى ، والنظرية الماركسية منهجا وحصيلة عمل يقدم تحليلا ناقدا للاستعمار الأمريكى والصهيونية . ويقدم دعوة واضحة لاتحاد الجماهير الكادحة فى النضال ضد تحكم الطبقات الرجعية العربية ومن أجل الاشتراكية . وأزمة مجتمعنا ليست أزمة حضارية كما يحتج الدكتور منصور بل هى أزمة المنظمات الثورية والفئات الاجتماعية النشطة فى حقل الثورة السياسية والاجتماعية ، تلك الأزمة التى تحول بينها وبين قيادة الجماهير لحل مشاكل الثورة الوطنية الديمقراطية العربية ثم الانتقال لبناء الاشتراكية . وفى هذا التضال لا مفر من طرح الماركسية اللينينية . وحركة الجماهير هى الحكم . وهى التى تقرر الطريق الذى تسلكه دون وصاية ولا احتكار لمفكر او غير مفكر .
    وفى هذا الفرز المبتسر للجانب الاقتصادى للماركسية والجانب الفلسفى منها تورط أيضا السيد الوزيرحينما صور الجانب الفلسفى فى الماركسية على الهيئة التى أورتها من حديثه . لقد هوجمت الماركسية تقليديا بأنها تدعو لجبرية التاريخية وتحجب ارادة الانسان فى تغيير مجرى التاريخ . وهذه حجة قديمة مردودة اذ أن ماركس قدم القاعدة المادية بوصفها الحاسمة فى تطور التاريخ بين عدة عوامل أخرى فى التركيب الفوقى للمجتمع . وهذه ميزة كار ماركس الكبرى كعالم اجتماعى دفع بالتاريخ الى مجال الوضوح النسبى وأخرجه من متاهات الاستنتاجات الذاتية التى تفقد المقياس والمؤشر فى نهاية الأمر . وعندما يقول ماركس بأن نظريته لا تدعو الى تفسير المجتمع بل الى تغي ي ره . وعندما يطرح للقوى الاجتماعية المكلفة تاريخيا بتغيير المجتمع شعاره المعروف : يا عمال العالم اتحدوا ، فانه يفتح الباب على مصراعيه للارادة الانسانية المدركة لذاتها أن تتدخل وتصوغ تاريخ البشرية وفقا لمتطلبات التقدم لا أظن بأننى سآتى بحجة جديدة فى دحض ما أقول . فكلانا يغترف من ماعون اغترف منه الكثير خلال أكثر من قرن من الزمان . أما فى نظرية الحركة فان اسهام ماركس الفلسفى لم يرد فى حيز نظرية المتناقضات التى سبقه اليها أستاذه هيغل بل ترد على وجه التحديد فى أنه قلب جدلية هيغل رأسا على عقب وأخرجها من حيز التفكير الميتافيزيقى الى حيز التفكير المادى والفلسفى المادية . والخطأ الذى وقع فيه دكتور منصور خطأ شائع وذائع أمره بين الكثير من المثقين الذين قرأو ا عن الماركسية ولا يقرأونها .
    ويكفينا هذا وسأعود فى مناسبة أخرى لمناقشة قضية "نهائية العلم" كما فهمتها من حديث الدكتور منصور .
    المنهج السوسيولوجى :
    ولقد أورد المنهج السوسيلوجى الدكتور منصور موارد الخطأ أيضا فى تفسيره لا تجاهات فكرية عربية قديمة وحديثة على السواء . أن ملتقى المفكرين من الثوريين العرب تطرح أمامه بالحاح قضية النظرية الثورية التى يمكن أن تقود الجماهير العربية الكادحة فى النضال ضد الاستعمار الحديث والصهيونية ، وفى سبيل استكمال الثورة الديمقراطية والتوجه نحو الاشتراكية . وعندما يعرض هذا الملتقى لتراث العربى فانما يعرض له ليفرزه وليبنى من فوقه الأفكار الثورية الاجتماعية والسياسية . بين تراثنا نظريته الثورية لتغيير المجتمع العربى فى الثلث الأخير من القرن العشرين ومن فوق واقع الاحتلال الجاسم على صدر الأمة العربية . لا ينكر أحد أن الفكر العربى فى سالف أيامه أسهم اسهاما كبيرا فى ميادين الرشد والعلم . فابن خلدون توصل الى نتائج جزئية فى علم الاجتماع , بل يمكن القول بأنه تصدى للتفسير المادى للتاريخ بقدر محصول عصره من المعرفة . وكل من أورد الوزير ذكره من العلماء الأجلاء أسهم بقسطه فى تنمية المعرفة وفى اثراء منهج العلم القائم على التجربة . لا جدال فى هذا . ولكن العلم يولد تقليديا نظرية ثورية تكون الجماهير العربية زادها وعدتها فى المعركة المصيرية الراهنة . ان العلم ، وقد استقر بين الفكر الأوربى خلال فترة النهضة ثم فترة التنوير والثورة الصناعية لم تتولد منه بصورة عفوية النظرية الثورية التى نقدت المجتمع الرأسمالى ، بل أن ارادة الانسان وفعالية الفكر وتعمده هى التى ولدت النظرية الاشتراكية بعد أن تهيأت لولادتها الشروط الموضوعية اللازمة . ان استكشاف الجوانب المضيئة فى حضارتنا العربية ووضعها فى مجرى الحضارة الانسانية أمر لايختلف حوله اثنان . ولكن المشاكل التى تواجهنا عموما تقع فى ميادين أخرى غير هذا الميدان . فالصدام بين الشعوب العربية والاستعمار الأمريكى لا يرجع لصراع بين الحضارة العربية والأمريكية . بل يرجع للطبيعة التوسعية للنظام الرأسمالى الأمريكى . وتخلف مجتمعاتنا فى القرن العشرين وقصورها عن تحقيق مجتمعات اشتراكية متقدمة لا يرجع لتنكبنا طريق السلف الصالح أو لننا أولينا ظهورنا لمجتمع فاضل كنا نعيشه فى الماضى ولكن لأننا لم نستطع أن ندخل الوعى الاشتراكى بين جماهيرنا الكادحة المجاهدة، وأن نفجر طاقاتها لتهدم العلاقات الاجتماعية القديمة وتبنى فوقها علاقات متقدمة تستشرف الاشتراكية . ومايفيد من تراثنا فى هذا الميدان هو ما بذل الثوار العرب عبر تاريخنا الطويل فى سبيل نصرة الحق ، والتصدى لمشاكل الجماهير العربية المغلوبة على أمرها . وما قدم أولئك الثوار من نظريات تدعو لتقدم المجتمع وتطوره والتفكير العلمى الذى وطد أركانه المفكرون والعلماء العرب الذين ذكر السيد الوزير طرفا من أخبارهم يمكن فى حركة البعث العربى المعاصرة أن يسهم بدوره فى اقرار العلم منهجا للفكر الثورى الداعى لتغير المجتمع والعامل فعلا لذلك التغيير . كل ذلك يتم على أساس منهج نقدى يربط حاضر حركتنا الشعبية بماضيها .
    حاضر الفكر العربى :
    وهذا الخلط فى فهم مايدخل من تراثنا فى بنية النظرية الثورية التى تقود حركة الجماهير العربية - وهو خلط ناتج عن المنهج الخاطىء الذ سلكه الدكتور منصور خالد - قاد صاحبه أيضا الى أخطاء فى تق ي يم حاضر الفكر العربى . فهو على سبيل المثال يورد سلامة موسى رائدا من رواد "الاسلوب الاشتراكى طريقا للحياة" ، وهذا خطأ تردى فيه المتحدث . ان اسهام سلامة موسى الحقيقى فى الفكر العربى هو طرحه للمنهج العلمى وتقديمه لنظرية النشوء والارتقاء الداروينية . ونستطيع أن نقول أنه والدكتور مندور كانا من رواد الفكر الليبرالى فى المنطقة العربية . صحيح أن الأستاذ سلامة موسى فى بعض ما أنشأ الى الاشتراكية ولكنه كان متأثرا بالاشتراكية الفابية التى سقطت فى معارك التحرر الوطني لأنها اشتراكية الأقسام العليا من الطبقة العاملة الأوربية المتشابكة المصالح مع الاحتكارات الاستعمارية . كذلك يظل تحليل الدكتور منصور قاصرا حينما يعرض للتجربة الثورية فى كل من مصر والجزائر ، وال م ؤثرات الفكرية التى أحاطت بهما ، ليقفز من فوق مقدمات تاريخية طويلة ليصل الى ما قبلت الثورتان من النظرية الماركسية وما رفضتا . ان هذه المقدمات هامة وخاصة فى تفهم الثورة المصرية . يمكننا أن نلخص هذه المقدمات فى قولنا بأن الثورة المصرية طرحت أفكار التقدم الاجتماعى بعد أن خاضت تجارب طويلة كثورة وطنية ضد الاستعمار البريطانى ومن بعده الاستعمار الأمريكى . خلال هذه التجارب حققت مصر استقلالها الاقتصادى وبدأت تواجه مشاكل التنمية الداخلية . ولكن الضغوط الاقتصادية ذات الطابع الاستعمارى جعلت من المستحيل تحقيق الأمن الوطنى والتقدم الاقتصادى من غير اللجوء الى قطاع الدولة فى الانتاج . وقد كان دخول هذا القطاع فى قيادة الاقتصاد المصرى وخاصة بعد اجراءات يوليو هو الأساس المادى للأفكار التقدمية والاجتماعية الجديدة . أعتقد أن هذا الطابع الوطنى ال ج اد للثورة المصرية هو الذى جعلها تميل فى الميثاق الى أفكار اجتماعية فيها كثير من الصلابة . وبها رفض قاطع للاشتراكية اليمينية الوافدة من غرب أوربا . والميثاق خلافا لتقييم الدكتور منصور يأخذ بعض الجوانب الفلسفية الماركسية كما صورها . فهو يقر المنهج الطبقى فى تحليل الحياة السياسية المصرية ! ويؤكد حتمية الحل الاشتراكى تاريخيا . كذلك نلحظ فى التجربة المصرية غياب نظرية شاملة ومنهج شامل قاد خطواتها للوصول الى أفكار التقدم الاجتماعى التى طرحت بوضوح فى الميثاق . أكد الميثاق هذه الحقيقة عندما أكد أن "هذا الشعب البطل بدأ زحفه الثورى من غير تنظيم سياسى يواجه مشاكل المعركة . كذلك فأن هذا الزحف الثورى بدأ من غير نظرة كاملة للتغيير الثورى ."
    * ميثاق العمل الوطنى :
    ان تقييم هذا العامل أمر هام بالنسبة لتقدم العمل الثورى العربى ، فبعض المفكريين اليمينيين يصنعون نظرية كاملة لتبرير غياب النظرية الشاملة فى العمل الثورى العربى استنادا الى التجربة المصرية . محتجين بأن الفكر العلمى يقوم على "التجربة والخطأ" وفى اعتقادى أن غياب النظرية الشاملة أضر بمسيرة الثورة فى مصر وأخر من خطواتها كما أنه حرمها فترة من اتخاذ مكانتها التاريخية بين النسيج الثورى فى المجتمع المصرى قبل ثورة يوليو . وقد كان وضع الميثاق ثم ما أعقبه من نشاط سياسى فى مصر تصحيحا لتلك الثغرات ، فعندما يطلع بعض المثقفين مبشرين الآن لغياب نظرية شاملة للتطور فانما ينسخون تجارب طويلة وحقبة غنية من تاريخ الثورة المصرية . والخطير على الفكر العربى هو احتجاج هؤلاء المثقفين بالتجربة والخطأ فى كل ميادين المعرفة الاجتماعية . ان مقياس التجربة والخطأ هو المقياس العلمى مافى ذلك شك . والمثقفون الداعون لذلك لا يضيفون جديدا الى ماهو معروف لدى كل من له قسطا قليلا من التعليم . ولكن التجربة والخطأ شىء والدعوة الى فقدان المنهج ، الى فقدان النظرية شىء آخر . الأول صحيح لأنه المقباس الوحيد لمعرفة صحة العموميات النظرية والثانى خطأ لأنه دعوة للتجريبية وهى فلسفة متكاملة تلغى وجود الحقيقة . والأخطر فى هذه الفلسفة أنها عندما تطبق فى العمل السياسى تفقده كل محتوى ثورى وتشكل عقبة خطيرة فى نضال نضال الشعوب وقضاياها . اذا طبقت هذه النظرية فى ميدان النضال الوطنى أنزلت عليه الخراب لأنها تحرم الشعوب من يقينها الواقعى فلا صديق للشعوب ولا عدو لها الا بعد التجربة . وان طبقت أيضا فى ميدان التغيير الاجتماعى نسفت كل جهد شعبى فيه ، فلا منهج يتبع ، كما أنه ليست هناك صيغة للمجتمع التقدمى أو الاشتراكى يناضل الشعب من أجلها .
    فى رأيى أن تبرير الفترة التى غاب فيها منهج العمل الثورى فى مصر ، وتقديم نظرية لهذا الموضوع كما فعل الدكتور منصور فى وقت تجاوزت فيه التجربة المصرية هذه الفترة ، دعوة واضحة للتجريبية. وهذا خطر على نضالنا الوطنى ضد الاستعمار ، وعلى نضالنا الديمقراطى من أجل التقدم الاجتماعى والاشتراكية . وهو خطر أيما خطر فى فترة نحن أحوج مانكون فيها لنقد أنفسنا وللبحث العميق فى ذواتنا لكى نخرج بالنتائج السليمة من واقع هزيمة 1967 . وهو أيضا منهج خطير بالنسبة للثورة السودانية التى تأتى فوق مطامح عالية للجماهير الشعبية فى بلادنا وقد حرمت لأكثر من ثلاثة عشر عاما من جنى ثمار الاستقلال فى كل ميادين العمل السياسى والاجتماعى على حد سواء . ان نجاح التجربة الشعبية التى يخوضها شعبنا منذ الخامس والعشرين من مايو يشمل كل الجماهير الكادحة ويشركها فعلا فى النشاط الخلاق لتغيير الواقع الاقتصادى الى ثورة اقتصادية تصلح جذور التخلف . والتفكير البراغماتى الداعى لغياب نظرية شاملة للعمل الثورى يخلق هوة بين مطامح الجماهير وحركة الثورة السودانية لتلبية هذه المطامح . هناك رغبة مشروعة فى فى التغيير الاجتماعى الحاسم والسريع ، وهناك توقف انتظارا لاكتشاف الحقائق المتغيرة على الدوام وفقا للنظرات الذاتية العملية لدعاة الفلسفة البرغماتية .
    لقد أطلت وشفيعى فى هذه الاطالة المملة أن حديث الدكتور منصور مس قضايا فكرية خطيرة ذات أثر على الثورة العربية والثورة السودانية رأيت من المهم التصدى لها ومانلتها جميعا . ولكل مقام مقال ولكل شيخ طريقته .
    [justify]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty خطاب السيد عبدالخالق محجوب للسيد وزير الداخلية :

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم السبت أغسطس 14, 2010 8:28 pm

    خطاب السيد عبدالخالق محجوب للسيد وزير الداخلية :

    السيد المحترم وزير الداخلية

    بعد التحية ،

    استمعنا اليوم الى بيان سيادتكم حول مادار فى الندوة التى أقيمت بالمعهد العالى للمعلمين ، مساء الثامن من هذا الشهر ونرجو أن نبدى الآتى :

    أولا : أن الطالب الذى تحدى مشاعر المواطنين فى تلك الندوة ليس عضوا فى الحزب الشيوعى السودانى .

    ثانيا : ان ما جاء على لسان الطالب يقابل من جانبنا بالاستنكار التام والاشمئزاز .

    ثالثا : ان الحزب الشيوعى السودانى يحترم عقائد السودانيين ويحترم الاسلام بصفة خاصة . ولا يمكن للحزب الشيوعى أن يسمح بالاساءة اليه فهو الدين الحنيف الذى تؤمن به أغلبية شعبنا وهذه الحقيقة ثابته فى دستور الحزب الشيوعى الذى صدر قبل ستة أشهر من هذا التاريخ . ويود الحزب الشيوعى أن يؤكد أن صفوفه تمتلىء بالمسلمين وبأصحاب الديانات الأخرى .

    سيادة الوزير :

    دفعنا لارسال هذا الخطاب اليك حرصنا على سيادة النظام والقانون ومصالح بلادنا العليا التى يجب أن توضع فوق كل اعتبارات حزبية أوسياسية وننتهز هذه الفرصة لنتوجه الى كل القوى الشعبية الملتفة حول الحزب الشيوعى بأن تحافظ على الهدوء وتتحللى بضبط النفس .

    حفظ الله السودان المستقل الديمقراطى .

    عبدالخالق محجوب عثمان
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty معلومات عن سجن كوبر الذى اعدم فيه عبد الخالق محجوب

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم السبت أغسطس 14, 2010 9:01 pm

    معلومات عن سجن كوبر الذى اعدم فيه عبد الخالق محجوب

    «كوبر» .. معبر لكراسي السلطة شيد السجن المركزي في السودان عام 1903 على ارض مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، صمم مبنى السجن هندسيا بشكل مماثل للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنجهام (الخريطة والمباني والاقسام).
    واطلق عليه سجن «كوبر»، اشارة الى مسؤول بريطاني تولى ادارة مدينة الخرطوم بحري وثابر على زيارة السجن وتفقد نزلائه وعرف بمعاملاته الانسانية.
    ويضم سجن «كوبر» 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالاعدام، وقسم لمعتادي الاجرام، ولذوي الاحكام الطويلة والقصيرة، واقسام اخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم الغاء هذا القسم في العهد الوطني.

    اما القسم السياسي فقد ظل هو الاشهر على الاطلاق لارتباط السجناء او المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان. وقد استقبل هذا القسم قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الادارة البريطانية، وعلى رأسهم الزعيم اسماعيل الازهري، الذي اصبح مطلع عام 1954 اول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.
    واشهر اعدامات شهدها سجن «كوبر» لضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في اعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق ابراهيم عبود، ثم اعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في اعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث اعدم امين عام الحزب عبد الخالق محجوب وامين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع احمد الشيخ.

    ثم شهد «كوبر» في مارس (آذار) عام 1985 اعتقال اكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين للحكم المايوي برئاسة جعفر النميري.
    وعندما اعلن الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في 5 ابريل (نيسان) عام 1985 انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب في استرداد الديمقراطية، اتجهت المسيرات الشعبية الى سجن «كوبر» لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الابواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين.
    وبخروج رموز الانتفاضة من سجن «كوبر»، دخل رموز الحكم المايوي الى عنبر القسم السياسي وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب.
    وفي 30 يونيو عام 1989 وقع انقلاب الانقاذ الوطني بقيادة العميد عمر البشير، فتم اعتقال القيادات السياسية، محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الديمقراطي والصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الامة والدكتور حسن الترابي امين عام الجبهة الاسلامية التي ظهر في ما بعد انها كانت وراء تدبير الانقلاب
    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب Empty رد: مكتبة الشهيد عبد الخالق محجوب

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 3:49 am



    إسمو عبد الخالق

    ختاي المزالق

    أب قلبا حجر

    إلا ما عليك يا أرض الوطن

    يا أمه العزيزة

    ختالك ركيزة

    ديمة باقية ليك

    في الحزب الشيوعي

    طيري يا يمامة

    وغني يا حمامة

    بلغي اليتامى

    الخائفين ظلاما

    قولي عبد الخالق حي

    بالسلامة

    في الحزب الشيوعي



    الفارس معلق



    ولا الموت معلق

    حيرنا البطل

    طار بحبلو حلق

    فج الموت وفات

    خلا الموت معلق

    في عيننا بات

    وسط الناس نزل

    بالحزب الشيوعي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 5:10 am