منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى جمعية الطيور المهاجرة

جمعية ثقافية إجتماعية إنطلقت من جامعة دنقلا كلية الآداب كريمة لفضاءات العالم الفسيحة


    فلاسفة

    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty فلاسفة

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 6:49 pm

    / إفلاطــــون Plato (427-347 ق.م)


    -ولِدَ إفلااطون في جزيرة إيجينا. وكان إفلاطون أحد طلبة سقراط النابغين. فقد إنضمّ إلى مدرسة سقراط في سن العشرين. وهو من قام برشوة أحد حرّاس السجن في محاوله لتهريب سقراط الذي رفض هذا. بعد وفات سقراط كانت عيون الزعماء الديموقراطيين تتربص به لكونه أحد طلبة سقراط وأحد حاملي أفكاره المخالفه لما هو سائد وفوق هذا وذاك, أنه كان ممن بذلوا جهوداً في محاولة إنقاذ سقرط. دعاه هذا التربّص إلى إلى الخروج هرباً من أثينا إلى أقطار عدّه. يقول المؤرخون أن منها مصر وقورين(Cryene). وبعد تجوّله الطويل هذا عاد إلى أثينا في عام 378 ق.م تقريباً. عاد وهو في أواخر الأربعينيات من العمر تقريباً مكتسباً خبرات عديده ونضج فكري بسبب إختلاطه بالعديد من الشعوب وتشرّبه لعاداتهم.

    كان ما يؤرق إفلاطون بعد عودته هو كيفيّة تغيير النظام السياسي والأجتماعي في أثينا!؟. كان يريد أن ينير عقول سكان مدينته الذين يشكون القهر والذلّ بسبب تسلّط الكهنه ورجال الدين عليهم وعلى عقولهم. فهو يصفهم في كتابه الجمهوريه بــ (الذين يواصلون التخويف من جهنّم ويقدمون طريقة الخلاص والفداء من الخطايا والذنوب..). هذا الهدف الإصلاحي دعى إفلاطون إلى إيجاد مكان يجتمع فيه بطلابه. وكان هذا المكان هو أرض مرتفعه تحيط بها الأشجار تسمّى بـ أكاديموس (Akademos) وهو إسم لأحد الأبطال اليونانيين. وأصبح هذا الماكن يعرف بـ الأكاديميّه. ويرجع لإفلاطون الفضل في إستخدام لفظ أكاديميّه/أكاديمي…في كثير من اللغات.

    كان أول عمل فلسفي يقوم به إفلاطون هو مجموعة حوارات أسماها (دفاع سقراط), ذكر في هذه المجموعه مجملاً من آراء وأفكار سقراط التي ذكرها لهيئة المحلفين التي تولت محاكمته. ومن أعظم ما وصلنا عن إفلاطون هو مؤلفه العظيم (الجمهويه) او المدينه الفاضله لإفلاطون
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty أثينا أرض الفلسفة

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 7:04 pm

    أثينا هي الأرض التي إحتضنت أول بذره للفلسفه. وفيها كبرت شجرة الفلسفه وتفرّعت وأورقت. كانت أثينا أرضاً يزدهر فيها العلم بجميع أشكاله. كانت أرضاً للعجائب في ذالك الوقت, فقد كانت دولة حربٍ وسلم . إجتمع بها الناس على إختلاف مشاربهم. وكانت أسواقها ومسارحها منبعاً لفنونٍ عدّه مثل الخطابه والفن وجميع أنواع العلوم. وكان لانتصار أثينا على حكم الفرس دوراً هاماً في إقبال الإغريق على العلوم بنهم شديد فقد أحسّوا باهمية بناء العقل وتغذيته بالعلوم…كانت أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد مركزاً للعلوم وجميع أشكال المعرفه. واكنت مركزاً تجارياً هاماً في ذالك الوقت حتى بعد ان فقدت سيطرتها السياسيه. وهذا بالتأكيد كان له الفضل في إخراج العديد من الفلاسفه العظماء على مر القرون..

    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty بعض فلاسفة العصر الأغريقي:

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 7:09 pm

    هنا سنعرض مختصراً لآراء بعض الفلاسفه في العصر الأغريقي. وهذا العرض لا يغني عن الرجوع إلى مراجع أكثر تعمّقاً في حالة الرغبه في الإلمام بشكل تفصيلي عن آرائهم.





    1/ طاليس (Talis).



    كان الفيلسوف طاليس ممن يعتقدون بأن الماء هو المكون الرئيسي لكل ماده في هذا الكون, وأن الماء أصل كل شيء. يرى طاليس بأن الآلهه تسكن كل شيء وهو من تنسب له المقوله التاليه " إن كل الأشياء مليئه بالآلهه". كان هذا الفيلسوف رحّال كثير التنقل من بلد لآخر رغبتاً في نشر ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات, ولانه كذالك يرى في التنقل والسفر فرصه لمعرفة المزيد من خلال التعرف على الثقافات الأخرى وخالطتها ومعرفة معتقداتها ومقارنتها بما لديه. ومن المهم أن نشير إلى أن طاليس حسب رأي أرسطو في كتابه ( النفس ) هو أول الفلاسفة اليونان.





    2/ أنكسيمندريس.



    أحد الفلاسفه المعاصرين للفيلسوف طاليس. كان يختلف في أشياء كثيره عن طاليس رغم معاصرته له وتاثره بما لديه من أفكار وفلسفه. كان يرى بان هناك ماده واحده لأصل الكون ولكنّه لم يشر إليها. كان هذا الفيلسوف يرى بان هناك كثير من العوالم وأننا نعيش في أحدها. وأن هذه العوالم تولَدْ مما يسمّيه اللامحدود ومن ثم تعود هذه العوالم لتفنى في هذا اللامحدود الذي لم يبيّنه.







    3/ أنكسيمانس(570-526 ق.م).



    هذا الفيلسوف كان يرى غير ما يراه الفلاسفه السابقين. حيث أنه يرى ان الهواء فقط هو أصل الأشياء. ولكن وبالرغم من هذا إلا اننا نجد أنه قد إتفق مع طاليس و إنكسيمندريس على أن هناك ماده واحده فقط التي تعتبر أصل الأشياء. أي أنه إختار ماده واحده من المواد الأربع التي ذكرناها مسبقاً وهي الماء والنار والهواء والتراب.



    ملاحظه:هؤلاء الثلاثة (طاليس-انكسيمندريس-انكسيمانس) يسمون بفلاسفة إيونيا أو ( ملطية (







    4/ أناكساجوراس Anaxagoras (500-428 ق.م)



    -هذا الفيلسوف كان من أحد أساتذه الزعيم الأغريقي (بيريكليس). وهو الذي فطن إلى فكرة وجود العقل الأكبر الذي يسيّر ويحرك الأمور الدنيويه. وهو أول من قال بأزلية الماده وسرمديتها, وأنها لا تفنى. وقال كذالك بان الوجود يتكون من ماده تتكون من خليط من الذرات وصفها بالعقل الأكبر.

    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty آرسطو

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 7:16 pm

    آرسطو Aristoteles (384-322 ق.م)



    - ولد آرسطو طاليس في مدينة ستاجيرا (Stagira) في إقليم تراقيا. كان أبوهُ يعمل طبيباً ودارساً لعلوم الطبيعه. إهتم أبوه بتنشأته التنشأه الصحيحه, فكان مهتماً بتعليمه منذ الصغر.

    - بعد وفاة أب آرسطو الذي كان يعمل في البلاط المقدوني, خرج آرسطو إلى أثينا وإلتحق بمدرسة إفلاطون. بعد ان قضى آرسطو ما يقرب من خمس سنوات في أثينا عاد مره أخرى إلى مقدونيا بدعوه من فيليب المقدوني لكي يشرف على تعليم الإسكندر. بعد أن قام آرسطو بمهمته على الشكل المطلوب, عاد مره أخرى إلى اثينا وإفتتح مدرسته الخاصه به في منطقه مقدسه تعرف بإسم Apollo Lycaeus. ولأن من عادة آرسطو أن يكون ماشياً على قدميه أثناء حديثه وشرحه فقد سمّيت هذه المدرسه ب المشائيه او ما يعرف بـ (Peripatetic).

    - بعد أن توفي الإسكندر المقدوني, إضطر آرسطو إلى الرحيل وإستقر به الحال في جزيرة يوبويا التي ظل بها حتى توفي سنة 322 ق.م.

    - مما يميز دراسات افلاطون أنها كانت أكثر قربآ والتصاقآ بالواقع البشري إذ أنه كان باحثآ علميآ منطقيآ إلى أقصى درجة.بحث أرسطو في جميع المجالات الفكرية وتعمق بها محاولآ الوصول إالى حدودها. بحث في المنطق والجدل والميتافيزيقيا وعلم الحياة والطبيعة والسياسة والأدب بجميع مجالاته والفنون الجميلة . ومن أعظم مؤلفاته العلمية فن الريطوريقيا (البلاغة) وفن الشعر.
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty سقراط

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 7:21 pm

    سقـــــراط Socrates (468-399 ق.م)



    -أعظم معلم ظهر للبشريه, ورمز العبقريه والنبوغ, شعله متّقده من الحكمه والتنور, والاهم من هذا وذاك أنه أول فيلسوف كان ضحيّه للجهل الاغريقي القديم. ولد سقراط لأب نحّات وام قابله(مولّده للنساء الحوامل). كان دميم الخلقه وقصير القامه كما تذكره المصادر. عرف سقراط مواطناً صالحاً وشجاعاً, فقد حارب دفاعاً عن وطنه في الحروب البيلوبونيسيه. كان سقرا حانقاً وغاضباً من التفسير اللاتيني الركيك للديموقراطيه. لانه يرى أن هذه المهنه يجب ان يتولى أمورها الناس العارفين بالعلم, لا المحترفين لمهنة السياسه فقط.

    يرى سقراط أن الفضيله هي العلم والمعرفه, وأن الرذيله هي الجهل, وأن روح الإنسان لن تتمكن من رؤية الحق الكامل إلى بعد جهاد مرير وغوص في الأعماق للنفس البشريه. كان أسلوبه في التعليم وإبداء آراءه غريب جداً بالنسبه لما هو سائد في أثينا في ذالك الوقت, فقد جرت العاده على أن تكون الدروس على شكل محاضرات أوخطب أو رسائل يقوم بها الفلاسفه. ولكن سقراط أتى بشيء مختلف عن هذا ألا وهو أسلوب المحاورات (Dialogues), وإقامة المجادله بينه بين من يحاوره لإخراج ما يريده من أجوبه من الطرف الآخر. وهو هنا يشبّه ما يقوم به بعمل أمه, فهي تقوم بتوليد وإخراج الطفل من بطن امه وهو يقوم بإخراج الفكره من عقل صاحبها. كان يبداء حديثه بتوجيه اسئلته على شكل ثرثره جدليه يهدف بها الكشف عن هوية مجادليِه وإكتشاف مدى ما يعرفونه وما لا يعرفونه. ومن ثم يعلّمهم طريق الحوار البنّاء الذي يبداء من العدم الفكري وينتهي باليقين,} وهذا لانه يرفض قبول أمر دون إثبات عقلاني او دليل منطقي واضح{ ولتكن هذه قاعده لكم إحفظوها ومارِسوها. هذا الأسلوب المثير لسقراط جعل الشباب الأثيني يلتف حوله ويستمع لما يقوله من أفكار. فاخاف هذا الأمر عليّة القوم وكبارها ممن يفيدهم بقاء العقول مغلقه. فقاموا بتقديم سقراط للمحاكمه, وكانت تهمته هي تحريض الشباب الأثيني على التمرد والخروج على ما هو متعارف عليه من أفكار وتقاليد في أثينا. وفوق هذا وذاك أنهم إتهموه بالكفر والإلحاد بالآلهه, وكانت نتيجة المحاكمه أن حكموا عليه بالموت فتم سجنه. في السجن كانت الفرصه متاحه له للهرب بمساعده من طلبته ومنهم إفلاطون. ولكنّه رفض هذا وآثر الموت في سبيل ما يؤمن به ويعتقده الحق. وبينما كان طلبته يحيطون به في السجن, قدّم له الحارس كأساً من السم فشربه بشجاعه وتلهف لمصيره. ثم تمدد بين طلاّبه ومريديه. فبداء طلاّبه (ومنهم إفلاطون) بالبكاء والنحيب فقال لهم مخاطباً " ما هذا الصراخ والصخب؟ لقد أبعدت النساء من هنا كيلا أشعر بالإهانه في مثل هذه الطريقه, فقد سمعت بوجوب ترك الرجل يموت بسلام. إهدؤوا وأصبروا…".
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty الفيلسوف افلاطون

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 8:03 pm

    فيلسوف يوناني ولد حوالي 428 ق م وتوفٌي حوالي 347 ق م إلتقى في شبابه بسقراط واستمع إليه وتأثٌر بتعاليمه وكان لهذا الفيلسوف الأثر الكبير على فلسفته. كتب أفلاطون العديد من الكتب أغلبها في شكل محاورات يأخذ فيها سقراط دور الشٌخصيٌة الرٌئيسيٌة. أشهر هذه المحاورات: محاورة الفيدون وبروتاغوراس، وتعتبر من مؤلٌفاته الأولى ثمٌ كتب محاورات أخرى أهمّها محاورة الجمهوريٌة ومحاورة تياتيتوس محاورة السٌفسطائي ومحاورة بارمينيدس ومحاورة السٌياسي.

    وفلسفة أفلاطون هيٌ فلسفة مثاليٌة تقوم على التٌمييز في الوجود بين العالم المحسوس والعالم المعقول والذي سمٌاه أيضا بعالم "المثل" أي عالم الأفكار المجرٌدة الثٌابتة والأزليٌة. إذ يعتبر أفلاطون أنٌ الأفكار لا توجد في ذهن الإنسان فقط وإنٌما وجودها الحقيقي هو وجود موضوعي مفارق، في عالمها الخاصٌ بها. وقد كان بهذه النٌظريٌة يسعى إلى تأسيس العلم أو المعرفة الحقيقيٌة وتجاوز آراء السٌفسطائيٌين التي كانت تحول دون القول بإمكان التوصٌل إلى معرفة موضوعيٌة ثابتة. وبالفعل فقد كان هيرقليطس يعتبر أنه لا يمكن الوصول إلى معرفة ثابتة بالعالم المحسوس باعتبار أنٌ هذا العالم هو في تغيٌر مستمرٌ أو بعبارته هوٌ "في سيلان أبدي"، في حين كان بروتاغوراس يعتبر، بناء على مقولته "الإنسان مقياس كلٌ شيء" وبناء على القول بأنٌ كلٌ معرفة تعتمد على الحواسٌ، أنٌ كلٌ معرفة هيٌ بالضٌرورة ذاتيٌة. كان على أفلاطون إذن، تجاوز هذه الأفكار وكان ذلك بتأسيس نظريٌة في الوجود وهي القسمة التي تعتبر أنٌ الوجود الحقيقي ليس الوجود المحسوس المتغيٌر وإنٌما الوجود المعقول الثٌابت. ونظريٌة في المعرفة وتدورفي مجملها حول اعتبار أنٌ المعرفة الحقيقيٌة ليست المعرفة الحسٌيٌة الذاتيٌة والنٌسبيٌة وإنٌما المعرفة المعتمدة على العقل والقادرة على إدراك المعقولات، الأفكار المجرٌدة الثٌابتة والأزليٌة أي المثل. ففيم تكمن هذه المثل؟



    إذا نظرنا إلى الأشياء المحسوسة حولنا وجدنا أنٌها تختلف في خواصٌها وصفاتها الحسٌيٌة لكنٌها مع ذلك ليست مختلفة عن بعضها تمام الإختلاف فإذا كان زيد يختلف عن عمر فإنٌهما يشتركان في أنٌ كلاهما إنسان وبالتٌالي فإنٌ "الإنسانيٌة" أي مايكون به الإنسان إنسانا توجد في كليهما على حدٌ السٌواء وهذه الإنسانيٌة هيٌ شيء واحد وثابت وتمنح كلٌ إنسان إنسانيٌته وهي مع ذلك ليست شيئا محسوسا إنٌها ماهيٌة الإنسان أو الإنسان في ذاته الذي لايمكن إدراكه إلاٌ بالعقل وإذا كان كلٌ إنسان، من جهة وجوده المحسوس، فان ومآله الزٌوال فإنٌ الإنسان في ذاته أو "مثال الإنسان" ثابت أزليٌ لا يتغيٌر ولا يندثر. ويمكن على هذه الشٌاكلة أن نعرف أنٌ لكلٌ شيء في العالم المحسوس مثاله في العالم المعقول وبالتٌالي فإنٌ الأشياء الجميلة تشترك كلٌها في الجمال وهي تكتتسب "جماليٌتها" من الجمال في ذاته أي "مثال" الجمال، وكذا الأمر بالنٌسبة للفضيلة والخير والحقٌ...إلخ.

    وبناء على نظريٌته في المثل يبني أفلاطون نظريٌته في المعرفة إذ، وباعتبار أنٌ الوجود الحقيقي هو وجود المثل وأنٌ الوجود المحسوس هو وجود مزيٌف أو هو لا وجود مقارنة بوجود المثل، تكون المعرفة الحقيقيٌة هي المعرفة التي تدرك المعقولات وبالتٌالي فإنٌ الأداة المعرفيٌة الوحيدة التي يمكن الإعتماد عليها للوصول إلى العلم(أي المعرفة اليقينيٌة والموضوعيٌة الثٌابتة) هيٌ العقل أمٌا الحواس فلا تصل بنا إلاٌ إلى الوهم والزٌيف إذ لا تتعلٌق إلاٌ بالمحسوسات المتغيٌرة والزٌائلة والتٌجربة بدورها لا تمكٌننا إلاٌ من مجرٌد الظٌنٌ ( الدٌوكسا) أي المعرفة التي لا ترقى إلى المعرفة الحقيقيٌة. وحده إذن العقل هو الذي يرقى إلى هذه المعرفة ووحده الفيلسوف يستطيع التٌوصٌل إلى هذه المعرفة.

    إن الشّرط الذي يجب أن يتوفّر كي يكون العلم ممكنا هو حسب أفلاطون الإقرار بوجود المثل، إنّ هذه الأفكار الثّابتة الأزليّة، كما بيّن في محاورة الكراطيل، هيّ الموضوع الثّابت الذي يمكن للإنسان معرفته عوضا عن المحسوس المتغيّر وبما أنّ الأنطولوجيا عنده تفترض أنّ العالم المعقول مفارق للعالم المحسوس وبما أنّ الإنسان يعيش في العالم المحسوس فكيف السّبيل إذن إلى المعرفة والعلم الحقيقيّ؟ إذ لايمكن للإنسان بلوغهما إذا إقتصر وجوده على الوجود في هذا العالم. ولا يمكنه ذلك إلاّ إذا كان قد خالط المثل وعاشرها. لذلك يعتبر أفلاطون أنّ للإنسان حياة سابقة أو أنّ نفسه المجرّدة كانت تعيش في عالم المثل قبل أن "تنزل" إلى العالم المحسوس. في هذه الحياة السّابقة كانت النّفس قادرة على تأمّل المثل ومعرفتها. يجب إذن على الإنسان أن يسعى إلى تذكّر ما عرفه "إنّ المعرفة تذكّر والجهل نسيان".

    إنّ هذه النّظريّة في المعرفة تفترض إذن أنتروبولوجيا أي نظريّة حول الإنسان والنّفس بوجه خاصّ. فقبل أن تلتتحق بالجسد كان للنّفس وجود مستقلّ، مفارق ومجرّد ومنزّه عن المحسوس أي عن الجسم. إنّ إلتحاقها بالجسد المادّي هو إنحطاط وسبب في الشّرور (الرّذيلة : إتّباع غرائز الجسد وأهواؤه) وسبب في الأخطاء (الوهم والظّنّ : إتّباع الحواسّ). إنٌ ماهيٌة الإنسان تكمن في النٌفس المجرٌدة وهذه النٌفس كانت تعيش في عالم المثل قبل أن تنزل إلى العالم المحسوس وتلتحق بالجسد. فليس الجسد عندئذ سوى "قبر للنٌفس" وعائق يعوقها على الوصول إلى المعرفة بما يتضمٌنه من حواس مصدر الأوهام ويعوقها على تحقيق الفضيلة بما فيه من غرائز ورغبات تكبٌل النٌفس وتغريها بفعل الشٌرٌ.

    ويعتبر أفلاطون أنّ النّفس رغم بساطة جوهرها تحتوي على تراتبيّة فهي نفس غريزيّة ونفس غضبيّة ونفس عاقلة. ومن هذا المنطلق ستتحدّد الأخلاق والفضيلة. فالفاضل هو الإنسان الذي يستطيع أن ينشأ تناغما بين مختلف مستويات النّفس. بحيث يعطي لكلّ منها وظيفته : العقل للتّسيير والمعرفة العاطفة للدّفاع والغاذية للمعاش.

    أمٌا فيما يتعلٌق بالأخلاق فيعتبر أفلاطون أنٌ الفضيلة مرتبطة بالمعرفة أو هي تتمثٌل في المعرفة فليس هنالك فرق بين معرفة الخير في ذاته والعمل وفق هذا الخير إذ في الحقيقة ذاك الذي يفعل الشٌرٌ إنٌما يفعله عن جهل. وبما أنّ الإنسان لا يفعل الخير إلاّ بالإعتماد على معرفته وبما أنّ المعرفة لا يمكن أن تتمّ إلاّ بالعقل وحده فإنّ التّأمّل المجرّد الذي يهمل الجسد ويستبعده هو الكفيل ببلوغ الحقيقة وتحقيق الخير معا.

    لكنّ الخير والسّعادة ليسا شأنا شخصيّا بقدر ما هما قضيّتان تتعلّقان بالمدينة ككلّ وبالتّالي لا يمكن تحقيق الكمال إلاّ في مدينة محكمة التّنظيم. فتتمثٌل السٌعادة بالنٌسبة للأفلاطون عندئذ في سعادة المدينة ككلٌ والتي تتحقٌق بالإنسجام بين جميع أطرافها وشرائحها، فكما يجب أن يوجد انسجام في الفرد بين النٌفس العاقلة والنٌفس الغضبيٌة والنٌفس الغاذية. فإنٌ المدينة كذلك يجب أن تنقسم إلى حرٌاس يسيٌرون شؤونها العامٌة وجنود يسهرون على الأمن ورعيٌة تقوم بالأعمال الأخرى الضٌروريٌة مثل الفلاحة والصٌناعة....إلخ.

    وبناء على نظريٌته في المثل أيضا يحدٌد أفلاطون موقفه من الفنٌ ويعتبر أنٌ الفنٌ، باعتباره محاكاة لما يوجد في الطٌبيعة إبتعاد عن الحقيقة، إذ هو محاكاة للعالم المحسوس الذي هو بدوره محاكاة للعالم المعقول وبالتٌالي ف"الفنٌ محاكاة للمحاكاة".


    لقد كان لأفلاطون تأثير كبير على تاريخ الفلسفة إذ أنٌ التٌيار المثالي بقي دائما يستلهم منه أسسه. وتعني المثاليٌة ذاك التٌوجٌه في الفلسفة الذي يعتبر أنٌ الفكر أو الأفكار هيٌ الوجود الأصلي والوجود المبدئي الذي يسبق كلٌ وجود آخر بعكس المادٌيٌة التي تقول بأسبقيٌة المادٌة على الفكر وتنكر وجود الفكر وجودا قائما بذاته وإنٌما هو دائما إفراز من إفرازات المادٌة.

    من اقواله :

    المعرفة تذكٌر والجهل نسيان.
    أن نتفلسف هو أن نتدرٌب على الموت.
    الجسد قبر للنٌفس.
    لا يصلح أمر هذه الأمٌة إلاٌ إذا حكم فلاسفتها أو تفلسف حكٌامها.



    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty فلسفيات

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 8:22 pm

    عندما يُداس الإنسان بـ (جزمة) الظروف…
    تخرج منه رائحة الثوره…
    تفوح منه الرائحه لتسد أنف إنفعالاته..

    هذا هو الأنسان…
    شبيه بـ فص الثـوم..
    يفرك, لتظهر منافعه ومزاياه..
    *********************
    هل مارستم التعرّي الأخلاقي من قبل!!
    هل إنسلختم من جلودكم التي كساكم بها آباءكم ومجتمعاتكم!!!
    هل قمتم بتبديل أقنعتكم ولبستم غيرها!!!

    أنا أحتضر…
    أتعرّى وأنسلخ واقوم بالتدبل القسري الإجباري…
    أنا (المسيح)..
    أموت في حضن مبادئي وتفاهات الأوراق وما تحويه…
    (على صخرة الواقع تتكسّر المبادئ)!!
    يحيط بي الشر..
    والشر هو كل ما يأتي عن الضعف (كما قال نيتشه)
    وأنا ضعيف جداً…
    ضعيف إلى درجة التلاشي..
    معدم, وأنا أعيش العدم…
    وعاء عقلي يتهاوى, وأهتزازاته تجلب لي الصداع…
    جسمي ضعيف, ونحيل حد الأستقامه…
    أعيش بروح العجائز..
    وأسكن في جسد الشباب…
    لا صديق لي..
    لم أجدهم إلى الآن..
    كل ما حولي عاده وتقليد وعرف…
    سحقاً لك من عالم رتيب.

    تمزق…
    هو ذاك بالفعل,,,
    تمزق..
    هذا ما يحدث..
    تمزق.
    *********
    الإنسان…

    هل ما يجعله متقدماً على بقيّة المخلوقات, عقله!!!
    هل الإنسان المجنون (حيوان)…!!
    بل هو الإنسان الخام..
    الجنون هو الإنسانيه المتجرّده من تفاهات الأنسان الزائف…
    الجنون وضعيّة الإنسلاخ المفتعله..
    لأي سبب..
    الجنون صدق.


    **************
    “إن عقلي يحتج على كل ما يرى وعلى كل ما لا يرى قياساً على ما يرى, ويحتج على الذين لا يحتجون, إنه يسحقني بكثرة إحتجاجاته, إنه يرفض أن يتقبل ما تتقبل أنت
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty سيرة ابن خلدون

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 8:40 pm

    [size=16] سيرة ابن خلدون


    [size=16]هو ابو زيد عبد الرحمن بن
    محمد بن خلدون الحضرمي. ولقبه ولي الدين لقبه بذلك السلطان الظاهر برقوق من
    سلاطين المماليك في مصر عند عهده اياه بمنصب قاضي قضاة المالكية في مصر
    سنة 786هـ -1386م، علي ما يذكر المقريزي في ترجمته له.
    ولد في تونس غرة
    رمضان سنة 732 هـ مايس سنة 1332 م في دار مازالت عامرة حتي يومنا، تقع في
    شارع (تربة الباي) من تونس المدينة القديمة، وفيها شب وتعلم، حيث كان ابوه
    معلمه الاول. ثم اختلف علي العديد من العلماء والمشايخ الذين استقطبتهم
    تونس من مختلف بلاد المغرب والاندلس بعد ان ساءت احوالهم في تلك البلاد
    فحفظ عليهم القرآن وجوده بالقراءات السبع- وكذلك بقراءة يعقوب إبن اسحق
    البصري. وتقف عنهم علوم الشرع من تفسير وحديث وفقه واصول وتوحيد، ودرس علوم
    اللسان من لغة ونحو وصرف وبلاغة وادب وتاريخ ثم درس المنطق والفلسفة وعلوم
    الطبيعة والرياضة.
    ولقد اظهر في كل اولئك نبوغا اعجب شيوخه ومعلميه
    ويذكر -ابن خلدون، اسماء من درس عليهم واخذ عنهم في كتابه (التعريف بابن
    خلدون) الذي يختتم به كتاب العبر في التاريخ ويترجم بعناية وتفصيل لنفسه
    ولاثنين من شيوخه. هما محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، امام المحدثين والنحاة
    في المغرب، الذي اخذ عنه الحديث والسيرة وعلوم اللغة وابو عبد الله محمد
    بن ابراهيم الابلي الذي اخذ عـنـه الفلسفة والمنطق والطبيعة.
    ومن الكتب
    التي اثر ابن خلدون ان يقف عندها في تعريفه اللامية في القراءات والرائية
    في رسم المصحف للشاطبي وكتاب التسهيل في النحو لابن مالك والاغاني لابي
    الفرج الأصبهاني والمعلقات وكتاب الحماسة للاعلم الشنتمري وديوان ابي تمام
    وديوان المتنبي والصحاح الست خاصة صحيح مسلم وموطا مالك وكتاب التهذيب
    للبرادعي ومختصر ابن الحاجب في الفقه والاصول ومختصر سحنون فــي الفقه
    المالك لابن اسحـق.
    ولما بلغ ابن خلدون الثامنة عشرة اجتاح تونس الطاعون
    فاهلك فيمن اهلك ابويه وجميع من كان ياخذ عنهم العلم، فاستوحش لذلك ورغب
    في ان يهاجر الي المغرب الاقصي مع من هاجر من العلماء والشيوخ في صحبة
    السلطان ابي الحسن صاحب دولة بني مرين، الا ان اخاه الاكبر صرفه عن ذلك.
    فاقام
    في تونس ولكن ليعزف عن الدرس الذي لم يبق في تونس من الشيوخ والعلماء من
    يرغبه فيه بعد هجرة عامتهم مع ابي الحسن، وقرر ان يجرب حظه في الحياة
    العملية فتطلع الي اعمال الدولة ورغب في مناصبها، متابعا في ذلك سيرة
    اجداده في توليه امور الدولة والقيام علي خدمة اغراض السلطان.
    وفي اثر
    خروج السلطان ابي الحسن الي المغرب، زحف الفضل بن السلطان ابي يحيي الحفصي
    علي تونس لينتزعها من يد بني مرين بعد ان كانوا قد استولوا عليها وقتلوا
    اباه سنة 748 هـ ولكن لم يلبث الفضل طويلا حتي عزله وزيره ابو محمد بن
    تافراكـين ليولي مكانه اخاه الاصغر ابا اسحق بن ابي يحيي، وليستبد هو
    بالملك من دونه.
    وفي عهد الوزير هذا تولي ابن خلدون سنة 751 هـ كتابه العلامة للسلطان، وكانت هذه اول وظيفة يتولاها في دولة بني حفص.
    ويبدو
    انها كانت في حاجة الي نبوغ ابن خلدون في الانشاء والصياغة لتستقيم
    ديباجته مع موضوع الامر او المرسوم اللذين يصدران باسم السلطان ولكن لم يكد
    ابن خلدن ان يستقر في هذه الوظيفة حتي زحف ابو زيد حفيد السلطان ابي يحيي
    الحفصي، امير قسنطينة علي تونس لينتزعها من يد الوزير الغاصب ابن تافراكين
    ويعيدها خالصة لبني حفص، ويهرب ابن خلدون الي الجزائر ويستقر في بسكرة
    ويتزوج هناك نحو عام 754 هـ ولما ولي ابو عنان بن ابي الحسن ملك المغرب
    الاقصي بعد وفاة ابيه، عمل علي استعادة ما استولي عليه ابوه من يد بني حفص
    في المغرب الادني وتونس.. وبني عبد الواد في المغرب الاوسط ولما تم ذلك
    واستقر في تلمسان- قاعدة المغرب الاوسط، سعي له ابن خلدون وجهد في التقرب
    منه فالحقه هذا ببطانته وعينه عضوا في مجلسه العلمي بفاس وكلفه شهود
    الصلوات معه سنة 755 هـ ثم رفعه ليكون ضمن كتابه وموقعيه.
    وفي فاس عاود
    ابن خلدون الدرس والاتصال بالشيوخ والعلماء من المغرب وممن وفد عليها من
    الاندلس، وبلغ من ذلك البغية علي انه ذكر في كتاب (التعريف) وفي الوقت نفسه
    يتطلع الي المزيد من الحظوة لدي السلطان والرقي في مناصب الدولة.
    وقد
    قاده ذلك التطلع والاشرأباب المحمومين الي الاشتراك في مؤامرة ضد السلطان
    مع الامير ابي عبد الله محمد الحفصي الذي خلعه السلطان عن بجاية واحتفظ به
    اسيرا في فاس ولما بلغ ابا عنان خبرهما قبض علي ابن خلدون والامير المخلوع
    وسجنهما ولم يسمع لهما تضرعا او شفاعة فظلا في السجن ثم اطلق سراح الامير
    محمد وبقي ابن خلدون في السجن حتي سنة 759 هـ حيث كتب الي ابي عنان قصيدة
    طويلة رق لها الامير. ووعد بالافراج عنه وكان يومها في تلمسان ولكن الموت
    عاجل الاسير فتوفي قبل ان يغادر الي فاس ويفي بوعده في إطلاق سراحه ومما
    قال في هذه القصيدة:
    علي اي حال لليالي اعاتب
    واي صروف للزمان اغالب
    كفي حزنا اني علي القرب نازح
    واني علي دعوي شهودي غائب
    واني علي حكم الحوادث نازل
    تسالمني طورا وطورا تحارب
    سلوتهم الا ادكار معاهد
    لها في الليالي الغابرات غرائب
    وان نسيم الريح منهم يشوقني
    اليهم وتصيبني البروق اللواعب
    وهي
    طويلة في نحو مئتي بيت. ذكر معظمها في كتاب التعريف ثم ان الوزير الحسن بن
    عمر عزل السلطان الجديد ابا زيان بن ابي عنان واقام علي العرش طفلا هو
    اخوه سعيد بن ابي عنان ليستبد بالملك دونه، وبادر بعد ان صفي منافسيه من
    وزراء وامراء الي اطلاق سراح المعتقلين ومن جملتهم ابن خلدون. ورده الي
    سابق وظائفه واحسن اليه. ورفض طلبه باعتزال العمل والانصراف الي الدرس في
    تونس.
    ولكن ما ان وثب منصور بن سليمان من بني مرين بالمغرب الاقصي
    وانتزع الامر من الوزير، حتي انقلب ابن خلدون علي الوزير واتصل بالسطان
    الجديد فقربه هذا واعلي مكانه، ولكنه لم يلبث ان غادره الي طالب عرش جديد
    هو ابو سالم بن ابي الحسن- احد اخوة ابي عنان الذي استطاع بتدبير محكم من
    ابن خلدون ان يقصي منصور بن سليمان ليتربع هو علي عرش ابيه وليجعل ابن
    خلدون في كتاب سره والانشاء في مخاطباته والترسل عنه وقربه واحسن اليه.
    ولقد
    نهض ابن خلدون بمهمته هذه علي احس وجه. فطور اساليب الانشاء والمخاطبات
    محررا اياها من التصنع والاسجاع المتكلفة. وبالغا بما شأواً لم يدنه فيه
    احد. يذكر هو ذلك في كتاب (التعريف) فيقول (كان اكثر الرسائل يصدر عني
    بالكلام المرسل، ولم انتحل الكتابة في الاسجاع لضعف انتحالها وخفاء العالي
    منها علي اكثر الناس بخلاف المرسل فانفردت به يؤمئذ. وكان مستغربا عندهم
    بين اهل الصناعة (يقصد كتاب الرسائل)، ثم اخذت نفسي بالشعر فانثال علي منه
    بحور توسطت بين الاجادة والقصور).
    وبعد عامين من العمل في كتابة السر،
    ولاه السلطان خطة المظالم فاجادها بكفاية وعدل وخطة المظالم هذه هي وظيفة
    تجمع بين سطوة السلطان وسلطته وبين رحمة القضاء ونصفه وهي في ذلك تحتاج الي
    علو يد وعظيم رهبة تقمع الظالم وتزجر المعتدي وتطمئن المظلوم والمعتدي
    عليه ولكن عندما ثار بالسلطان وزيره وصهره عمر بن عبد الله ليطيح به ويولي
    بدله اخاه تاشفين ويستبد هو بالامر دونه، بادر ابن خلدون الي الانضواء تحت
    لوائه مبررا ذلك بان السلطان ابا سالم قد هم به نتيجة سعاية الفقيه ابن
    مرزوق ولقد اقره الوزير الغاصب في عمله وزاد في اقطاعه ورزقه بيد ان ابن
    خلدون كان يطمح من الوزير بالكثير لما كان بينهما من صداقة وود قديمين علي
    ما يلمح هو الي ذلك في تعريفه، ولما لم يحقق له وزيره ذلك غضب منه واستقال
    من وظيفته فاعرض عنه الوزير استهانة به. فتوجس ابن خلدون من ذلك خيفة ولجأ
    الي الوزير مسعود بن رحو ليشفع له لدي الامير عمر بن عبد الله، فشفع له.
    وقصده
    اي ابن خلدون يوم عيد الفطر. وأنشده قصيدة علي ان يجانب تلمسان فلا يذهب
    اليها من اي طريق لئلا يتصل بغريمه ابي حمو من بني عبد الواد الذي استعاد
    ملك آبائه في المغرب الاوسط لذلك اثر ابن خلدون الرحلة الي غرناطة في
    الاندلس وقصد اليها اوائل سنة 764 هـ.
    واتصل بامير غرناطة محمد بن يوسف
    بن الاحمر ووزيره الاديب ذائع الصيت لسان الدين بن الخطيب اللذين كانت
    تربطهما بابن خلدون صداقة قوية منذ كانا لاجئين في بلاط السلطان ابي سالم
    بفاس وكان هو كاتب السر والانشاء والمراسيم للسلطان ولما صار علي بعد اربعة
    فراسخ من غرناطة جاءه رسول صديقه وضيفه ابن الخطيب بكتاب يفتتحه بقوله:
    حللت حلول الغيث في البلد المحل
    علي الطائر الميمون والرحب والسهل
    يمينا بمن تعنو الوجوه لوجهه
    من الشيخ والطفل المدلل والكهل
    ولقد
    احتفي بمقدمه كل من السلطان والوزير فضماه الي مجالسهما واثراه بصحبتهما
    وسمرهما ثم كلفه السلطان عام 765 هـ بالسفارة بينه وبين ملك قشتالة لابرام
    صلح بين اماريتهما.
    فسافر ابن خلدون الي اشبيلية التي اتخذها ملك
    قشتالة قاعدة لملكه، وكانت هي موطن لبني خلدون في بدء عهدهم في الاندلس،
    ووفق في مهمته وطلب اليه الملك البقاء عنده واغراه علي ذلك بان يرد له
    اموال آبائه في اشبيلية التي استولت عليها دولته، الا انه -اي ابن خلدون-
    اعتذر عن ذلك وعاد بهدايا ملك قشتالة واتفاقية الصلح معه.
    فكافأة
    السلطان علي حسن سفارته فاقطعه اقطاعا كبيرا من الارض في غرناطة وكان لهذا
    النجاح وذلك الاقبال من قبل الامير والوزير علي ابن خلدون ان اثار عليه حسد
    الحاسدين فسعوا به الي السلطان. وقد
    احس ابن خلدون بذلك فقرر ان يتفادي ما قد تأتي به هذه السعايات وصادف ان
    استطاع صديقه ابو عبد الله محمد الحفصي الذي خلعه ابو عنان عن ملكه واخذه
    اسيرا معه في فاس، ان استعاد ملكه ليعود الي بجاية ويستوزر اخا ابن خلدون
    يحيي، ويكتب اليه يعده ويمنيه بما قطعه له من وعود في منصب الجباية التي
    كان ابن خلدون يتطلع اليها، لذلك قرر ان يرحل الي بجاية واطلع السلطان علي
    ما جاء من الامير محمد الحفصي فاذن له هذا بالرحيل واكرمه مظهرا هو ووزيره
    لسان الدين الاسف والحزن علي فراقه وفي منتصف عام 766 هـ ركب البحر في
    المرية الي بجاية فاستقبله الامير ابو عبد الله واعيان اهل بجاية استقبالا
    حافلا.
    يذكره ابن خلدون في كتاب (التعريف) فيقول (فاحتفل السلطان
    بقدومي واركب اهل دولته للقائي وتهافت الناس علي من كل اوب يمسحون اعطافي
    ويقبلون يدي وكان يوما مشهودا) وبالفعل تولي الحجابة للامير حال قدومه عليه
    والحجابة لا يرتفع منصب عليها غير الامارة اذ هي كما يصف ابن خلدون (تمكن
    صاحبها الاستقلال في الدولة والوساطة بين السلطان واهل دولته لا يشاركه في
    ذلك احد).
    ولم يلبث ابن خلدون في بجاية طويلا حتي شب النزاع بين الامير
    ابي عبد الله وابن عمه السلطان ابي العباس احمد، صاحب قسنطينة الذي كان
    يطمع في ضم بجاية الي ملكه وفي عام 767 هـ دارت معركة حامية بين الامير
    وابن عمه السلطان هزم فيها جيش الامير وقتل الامير فدخل السلطان بجاية
    ظافرا وكان ابن خلدون حينئذ يلزم القصر في بجاية مختبئا فلما بلغه مقتل
    اميره وهزيمة جيشه وجد ان يهتبل فرصته فيستقبل السلطان الظافر ولم ير رأي
    من اشار عليه بالدعوة لصبي من ابناء الامير ومواجهة السلطان.
    فاكرم
    السلطان ذلك منه واقره في منصب الحجابة ولكنه سرعان ما تغير عليه وارتاب
    فيه فتوجس ابن خلدون من ذلك واستاذنه في الانصراف الي احد الاحياء القريبة
    له، ثم خشي ان يفلت منه الي اعدائه من بني عبد الواد فيدلهم علي مكامن ضعف
    ملكه. فقرر ان يقبض عليه ففر ابن خلدون الي بسكرة. يرقب الاحداث وكان سلطان
    تلمسان في المغرب الاوسط يفكر في ضم بجاية الي امارته خاصة ان اميرها الذي
    قتله ابو العباس هو صهره فوجد ان يستعين بابن خلدون في دعوته واستمالة
    القبائل اليه. فكتب بذلك الي ابن خلدون فاجابه الي ذلك. ونشط في الدعوة له
    واعتذر عن قبول اي منصب او مركز في الدولة مؤثرا الدرس والعلم علي الحيــاة
    السياسيــة واضطــراب احوالهـــا.
    وفي هذه الاثناء ظهر الامير عبد
    العزيز إبن ابي العباس من بني مرين، سلطان المغرب الاقصي علي ساحة الاحداث
    وكان لتوه قد حرر نفسه من سيطرة وزيره عمر إبن عبد الله، وطفق يعد العدة
    لاسترداد تلمسان من بني عبد الواد.
    فلما بلغ ذلك ابن خلدون، قدر ان
    الامر لن يتم لصديقه ابي حمو وان عبد العزيز هو الغالب لذلك استاذن الامير
    ابا حمو بالرحيل الي الاندلس فاذن له لكن عساكر السطان عبد العزيز عاجلته
    بعد ان شتت جند ابي حمو واستولت علي تلسمان لتعتقله في مرسي (هنين ) ولما
    جيء به الي السلطان عبد العزيز عنفه علي غدره ببني مرين ولجوئه الي اعدائهم
    من بني عبد الواد فاعتذر له بان ذلك لم يكن باختياره وانما وزيره عمر بن
    عبد الله اضطره الي ذلك.
    وشفع له من كان مع السلطان من رجالات دولته
    مؤكدين عذره فشفع له وندبه الي بث دعوته في القبائل واستمالتها اليه ضد
    عدوه ابي حمو. فاجابه الي ذلك وقام بالمهمة علي احسن وجه مما جعل الامير
    يقربه ويغدق عليه عطاياه ولم يستتم به الامر طويلا، اذ توفي الامير عبد
    العزيز واستعاد الامير ابو حمو تلمسان فخرج من بسكرة يريد فاس فلما علم
    بذلك الامير ابو حمو اغري به بني يغمور فنهبوه في الطريق ووصل فاس هو واهله
    في حالة يرثي لها.[/size]
    [/size]
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    فلاسفة Empty رد: فلاسفة

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأربعاء أغسطس 25, 2010 6:14 pm

    سئل افلاطون عن مفهوم الحب فقال:
    الحب يخلق جميع الفنون , وهو واضع السلام بين البشر.يهديء عواصف البحر
    ,ويجرد الانسان من البغض, ويملاء قلوبنا بالعطف , ويمطر الخير والوداعة على
    الارض , وتفر من وجهه سائر الميول الخشنة وتهلك... لا تمس رجلاه الارض ولا
    يمشي على جماجم الرجال الجافة الغليظة, بل في قلوبهم ونفوسهم..
    ويقول الدكتور جوليان مكسلي: ان الحب
    لايستغنى عنه , انه عاطفة ايجابية , وتوسيع للحياة, ووهو يوءدي الى التسامي
    , ويلاشي الحقد البشري وسائر الانفعالات الهدامة ....
    وقبل ان اختم اود القول بان الانسان الذي
    لايملك المحبة لنفسه ولغيره انما يعتبر كالآلة التي تنتج ولكنها لاتملك
    الاحساس والمشاعر .. فنحن لانستطيع الحياة بدون المحبة فيما
    بيننا.............وقد قال الشاعر قديما :
    الحب في الارض بعضٌ من تخيلنا........لو لم نجده عليها لاخترعناه

    مع تمنياتي لكم بدوام المحبة فلاسفة Flower لؤيفلاسفة Flower

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 3:59 pm