إن الأثر الفني شيء حسي موجود في المكان والزمان، أكان تمثالاً أو قطعة موسيقية أو زخرفة أو قصيدة من الشعر. إلا أن قيمته الفنية ليست في المادة الأساسية التي صنع منها بل هي أولاً فيما أنجزه الفنان بعد أن «ذابت» المادة الأساسية بين يديه وأصبحت شيئاً جديداً محسوساً يسمى الأثر الفني. إن هذا الأثر محصلة لعملية إبداع جاءت من الصانع وقد تدخلت فيها تجربته الخاصة التي امتدت عدة أعوام، ورؤيته الخاصة المشحونة بالكثير من الأحكام المنطقية والهواجس والأحلام والآمال مما يقع في القاعدة من «الحدس» المبدع الذي ينعكس في الأثر الفني الذي يبدعه الفنان. ثم إن الأصل في الأثر الفني أنه من صنع الإنسان وليس من صنع الآلة أو الحيوان: ذلك أن الإنسان هو القادر على اتخاذ موقف جمالي محدد من واقع الطبيعة والحياة والعالم والفكر. والأثر الفني الذي يُخرجه ليس نسخة عن الواقع، بل هو شيء جديد له صلة وثيقة بالواقع ولكن فيه تعبيراً عن رؤية الفنان لذلك الواقع. فإذا توافرت في أثر فني ما قيم جمالية وإبداعية وفنية خاصة تجعله متميزاً، فإنه يسمى عندئذ «رائعة»
الأثر الفني والجمال
ينطوي كل أثر فني على عنصرين متداخلين هما الشكل والمضمون، ويصدق ذلك على الآثار الفنية «التجريدية» أو «اللامعقولة». والجمال في الأثر الفني كامن فيه بعنصريه، وهو يتألف من جمال المضمون الذي يحمل طابع «التسامي» وجمال الشكل الذي يظهر بما في الأثر من تناسق وتناغم وتكامل.
إن الطبيعة هي مهد الجمال ومصدره الأول. غير أن الجمال في الأثر الفني يختلف عن الجمال في الطبيعة. إن جمال الطبيعة أزلي، وهو جمال بذاته، وهو جمال مطلق، ولكنه جمال شكلي غالباً. أما الجمال في الأثر الفني فيقوم على الصيغة الإبداعية المتغيرة باستمرار: إنه جمال نسبي لايخضع لقانون رياضي، إنه يجمع بين جمال الشكل والمضمون، وهو لذلك يختلف في ماهيته عن جمال الطبيعة، لذلك فإن قوانين الجمال الطبيعي لايمكن أن تطبق على الجمال الفني. لقد حاول بعض فلاسفة علم الجمال استخلاص قواعد من الجمال الطبيعي، وقام بعض الفنانين بتطبيق هذه القواعد في عملهم الفني إلا أن ذلك دفع بهم إلى الخروج عن معنى الفن الإبداعي إلى الفن التطبيقي.
إن ثمة عاملاً أساسياً في تحديد الجمال في الأثر الفني هو وحدة العمل الفني ضمن نطاق التنوّع، ويتم تحقيق هذه الوحدة بترابط الأجزاء وتماسكها. فإذا جرى تحليل هذا الترابط فإن في جملة ما يُرى فيه عندئذ التناسب والتوازن والتدرج والترجيح.
ومما سبق نود من كل الأعضاء إطلاق بنانهم بكل ما جادت به قريحتكم أو لغيركم
الأثر الفني والجمال
ينطوي كل أثر فني على عنصرين متداخلين هما الشكل والمضمون، ويصدق ذلك على الآثار الفنية «التجريدية» أو «اللامعقولة». والجمال في الأثر الفني كامن فيه بعنصريه، وهو يتألف من جمال المضمون الذي يحمل طابع «التسامي» وجمال الشكل الذي يظهر بما في الأثر من تناسق وتناغم وتكامل.
إن الطبيعة هي مهد الجمال ومصدره الأول. غير أن الجمال في الأثر الفني يختلف عن الجمال في الطبيعة. إن جمال الطبيعة أزلي، وهو جمال بذاته، وهو جمال مطلق، ولكنه جمال شكلي غالباً. أما الجمال في الأثر الفني فيقوم على الصيغة الإبداعية المتغيرة باستمرار: إنه جمال نسبي لايخضع لقانون رياضي، إنه يجمع بين جمال الشكل والمضمون، وهو لذلك يختلف في ماهيته عن جمال الطبيعة، لذلك فإن قوانين الجمال الطبيعي لايمكن أن تطبق على الجمال الفني. لقد حاول بعض فلاسفة علم الجمال استخلاص قواعد من الجمال الطبيعي، وقام بعض الفنانين بتطبيق هذه القواعد في عملهم الفني إلا أن ذلك دفع بهم إلى الخروج عن معنى الفن الإبداعي إلى الفن التطبيقي.
إن ثمة عاملاً أساسياً في تحديد الجمال في الأثر الفني هو وحدة العمل الفني ضمن نطاق التنوّع، ويتم تحقيق هذه الوحدة بترابط الأجزاء وتماسكها. فإذا جرى تحليل هذا الترابط فإن في جملة ما يُرى فيه عندئذ التناسب والتوازن والتدرج والترجيح.
ومما سبق نود من كل الأعضاء إطلاق بنانهم بكل ما جادت به قريحتكم أو لغيركم