منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

زائرنا الكريم ألف مرحب بيك حبابك
ما إنتو مننا وإنتو فينا
ومافي شيتاً تاني خافي
ومافي زولاً ينسى زولو
إلا زولاً إنصرافي ..
إنضم صديقنا الكريم لكوكبة عضوية المنتدى
إنضم ولن تندم

منتدى جمعية الطيور المهاجرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى جمعية الطيور المهاجرة

جمعية ثقافية إجتماعية إنطلقت من جامعة دنقلا كلية الآداب كريمة لفضاءات العالم الفسيحة


2 مشترك

    مشكلة الهوية في شمال السودان

    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:26 am

    خلفية تاريخية:



    السودان بحيزه الجغرافي، وحدوده السياسية القائمة اليوم، كان ـ وما يزال ـ فضاءا تقطنه مجموعات إثنية ثقافية متنوعة عرقياً وثقافيا ومتفاوتة تاريخيا ومتوزعة في أرجائه. وما زال بعضها يعيش في بيئاته الطبيعية التاريخية بنمط عيشه الخاص وتركيباته الاجتماعية وقيمه وعاداته ولغاته وعقائده. وقد تطورت بعض الكيانات النيلية وأسست لها نظما حضارية متقدمة كما في الدولة المروية في شمال السودان. وعلى هذا الأساس، كان مفهوم الدولة جزءا من ثقافة تلك الكيانات، وهو وجه من وجوه التفاوت التاريخي مع الكيانات الأخرى التي لم تصل إلى مرحلة الدولة بعد. ويمكن افتراض تخالط تلك الكيانات مع بعضها بدرجات متفاوتة، كما يمكن افتراض انشقاق وتفرع بعضها واستقلالها تاريخيا خاصة في العصور المسيحية.

    أما في العهد الإسلامي، فقد دخلت إلى السودان الكيانات والثقافة العربية الإسلامية على شاكلة الاستعمار الاستيطاني، وظلت تكتسب لها مواقع فيه ضمن كياناته وثقافاته المتعددة. وهي في ذلك مسنودة بخلفيتها الإمبراطورية من الناحية المادية، ومن الناحية المعنوية بما يعرف بـالمد الحضاري العربي الإسلامي، الذي من أهدافه بالطبع إعادة إنتاج الآخر داخل الهوية الإسلاموعربية أو على الأقل إلحاقه بسياقها الحضاري.

    لقد ظلت قضية الهوية في السودان، تطرح في الرواق المثقفاتية من أيام المجادلات حول ما إذا كان شعب السودان) "شعب عربي كريم" أم "شعب سوداني كريم). فقد كانت هنالك عدة محاولات للخروج من هذا المازق الي ان وصلت المسألة الي الستينات، إذ ظهر اتجاه أكثر حداثة، حيث ذهب هؤلاء الإنتلجنسيا إلى افتراض خيارات لهوية السودان( فمنهم من نزع إلى العروبة، ومنهم من نزع إلى الأفريقية). ومنهم من مضى في سبيل التوفيق بين الاثنين ليصل إلى ما عرف بمدرسة الغابة والصحراء أو الآفروعروبية.

    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:27 am

    تعريف الهوية :-

    هنالك بحور من التعريفات للهوية ولكننا ناخذ حسب علمنا بتعرف قاموس وبستر الجديد، للغة الإنجليزية الذي يعرف الهوية باعتبارها "تماثل الخصائص الجينية الأساسية في عدة أمثلة أو حالات أو تماثل كل ما يحدد الواقع الموضوعي للشيء المعين: تماثل الذات، الواحدية ، تماثل تلك الأشياء التي لا يمكن التمييز بين آحادها إلا بخصائص عرضية أو ثانوية.

    إذا شئنا تحديد هوية الشخص، فربما نحتاج لمعرفة اسمه أو اسمها، لونه، خلفيته الاثنية أو الثقافية، والموقع الذي يحتله وسط الجماعة. هناك، إذن ، وجهان للهوية، أحدهما أصلي، بدائي، ومعطى، والأخر مصنوع ومختار.

    ان الدلالة الذاتية للهوية هي الإحساس بالوحدانية والاستمرارية الشخصية ، الإحساس بالانتماء إلي منظومة راسخة من القيم التي تكون الاتجاه العقلي والأخلاقي للمرء، وتعطى الأفراد خصائصهم المتفردة. إنها تمكن الفرد من تحقيق حياة ممتلئة وكثيفة. في مثل هذه اللحظات يمكن أن يقال أن الشخص حقق ذاته أو ذاتها. وصار "متصالحاً مع جسده أو جسدها". وعلى وئام مع بيئته أو بيئتها ومع نظامه أو نظامها الرمزي.

    الهوية إذن إدعاء للعضوية يستند إلى كل أنواع النمطيات مثل العرق، الجنس ، النوع، الطبقة ، الطائفة، الدين، الثقافة ... الخ . إنها الطريقة التي يعرّف بها الناس أنفسهم، ويعرفهم بها الآخرون، على أساس من الأنماط السابقة.

    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:29 am

    أزمة الهوية:

    يمكن لأزمة الهوية أن تحدث علي المستويين، الشخصي والاجتماعي. على المستوي الشخصي، تنشأ الأزمة عندما تحين لحظة إحداث التوافق بين التماهيات الطفولية وبين تعريف جديد وعاجل للذات، وأدوار مختارة لا يمكن النكوص عنها . يضاف إلى ذلك أن الهوية الشخصية تقوم علي جهد يستمر كل الحياة، كما يقول اريكسون، والفشل في تحقيقها يسبب أزمة ربما تكون لها نتائج مدمرة على الأفراد . أما على المستوى الاجتماعي، فتنشأ الأزمة عندما يفشل الناس، وهم يصنعون هوياتهم ، في العثور على نموذج يناسبهم تماماً، أو عندما " لا يحبون الهوية التي اختاروها أو اجبروا على تبنيها" ولأن الهويات الاجتماعية يتم تكوينها عادة " من التشكيلة المتاحة من التصنيفات الاجتماعية، فإن ظهور الخلعاء يكون حتمياً" . كذلك يمكن أن تحدث الأزمة عندما يسود الغموض نظرة الناس إلى هويتهم، أو يفتقرون إلى هوية واضحة



    عوامل أزمة الهوية في شمال السودان:

    من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل، تنطبق على السوداني الشمالي:

    أولاً: هناك تناقض بين تصور الشماليين لذواتهم، وتصورا ت الآخرين لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجالاً للشك، أن العرب لا يعتبرونهم عرباً حقاً، بل يعتبرونهم عبيداً. وقد تعرض كل شمالي تقريباً للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد. يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي تهفو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء "العرب الأصلاء الأقحاح" يحتلون مركز هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون، من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز، كعلامة من علامات الاعتراف. وكما قال شارلس تيلور: "يمكن أن يلحق بالشخص أو المجموعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا عكس لهم المجتمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة والاحتقار ". وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم "عبيداً" .

    العامل الثاني: في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق "بالغموض" حول الهوية. وقد وقف الشماليون وجهاً لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا ، حيث يصنف الناس حسب انتماءاتهم الاثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعاً بمدينة بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة المجلس، وخاصة السؤال حول الانتماء الاثني. فقد شعروا أن أياً من التصنيفات الموجودة ومن بينها "ابيض ، أفرو- كاريبي ، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون " لا تلائمهم.الذي كان واضحاً بالنسبة لهم إنهم ينتمون إلى "آخرون" ولكن الذي لم يكن واضحاً هو هل يحددون أصلهم "كسودانيين، أو كسودانيين عرباً ، أو فقط كعرب؟ ".و عندما أثار أحدهم السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة "أفريقي-أسود" ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: "ولكننا لسنا سوداً" وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف "سوداني وكفى؟ كان الجواب هو:" "سوداني" تشمل الشماليين والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفاً دقيقاً لوصفنا" ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أنهم يعتبرون سوداً في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه المجموعات السوداء هناك. إطلاق كلمة اسود على الفرد الشمالي، المتوسط ، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يرونها مناسبة للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين : "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سوداً " أو "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا عبيداً" .لذا قال فرانسيس دينق مجوك ان الشمالي الاسود البشرة يسمي بالاخضر والجنوبي الاسود البشرة يسمي بالعبد و الشمالي الابيض البشرة يسمي بود البلد وغير شمالي ابيض اللون يسمي بالحلبي والشمالي.

    العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،" بخلعاء" الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعاً ملائماً داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إنهم يؤمنون انهم ينحدرون من " أ ب عربي" و" أم أفريقية" فإنهم يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيراً في ملامحهم، ويحتقرون الأم، الظاهرة ظهوراً واضحاً في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين " الأم والأب". فالثقافة العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأنهم لا يجدون أنفسهم، بل يجدون دلالات وقيماً تشير إلى المركز. ومن هنا جاء " الخلعاء". وجاءت معايير العمل لدي الموسسات الرسمية مثل الازاعة والتلفزيون هو انتفاء اللكنة وبياض اللون وجاء ايضا اختلال الانظمة التعليمية وبعدها من واقع السودان خاصة الهامش وجاء معيار النجاح في الشهادة السودانية هو النجاح في اللغة العربية .

    فتاهت بوصلة الهوية لديهم كما تاه الخفاش في قصص الادب الافريقي عندما دار حرب بين مملكة الحيون والطيور ففي الليل اغارت الحيوانات وقضت علي الطيور فكان الخفاش يدعي انه من الثديات محررا بذلك شهادة انتماه الي مملكة الحيوان ولكن في النهار تجمعت الطيور وقضت علي الحيونات فطار الخفاش معهم ايضا مهاجما مملكة الحيوان الا انه بعد انتها المعركة و تجمع كل طراف لم يجد الخفاش مكانه لضربه المبرح للطيور والحيوانات معا فاختار ان يكون طائر بشرط بالليل .
    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:31 am

    تغيير الهوية او التماهي:

    عندما نجد شخصا افريقي جينيا مثلا : اي انه من ام واب ذوي اصول افريقية قحة ولكنه بعوامل التكنولوجيا استطاع ان يغيير من شاكلة لونه وشعره وشكله وادعي الانتماء الي جهة ما وتكلم بلغتها وتدين بدينها وتتبع عاداتها وتقاليدها فيطلق علي هذا الشخص بالمشوه او مشروخ الهوية او بالاختل داخليا لانه دخل دائر التماهي بنوعيه التماهي الايديوباثي من خلال "اضمحلال الذات الأخرى وامتصاصها من قبل الذات المتماهية"، او التماهي الهتروباثي "تتضاءل الذات المتماهية أمام هيمنة وجيشان النموذج" . هؤلا الانوع من المتماهيين لا يدخلون في منظومة الابداع لدي تلك المجموعة المنتمون اليها لانهم يقضون جل وقتهم في التشبه والتقليد من الاصل فيعطلون بذلك ملكة الابداع التي تاتي من الانسجام والتصالح مع النفس والبيئة وينتج ابناء هؤلا هويات منحرفة , فالشخص القويم هوييا هو الذي يحكم على نفسه على ضوء الطريقة التي يعتقد أن الآخرين يحكمون عليه. لذا تتضائل عومل الانتاج الفني خصوصا لدي السودانيين المستعربين (الذين لا يتفاعلون مع بقية الثقافات السودانية) من غناء ومسرح وكوميديا وسينما ......الخ فيدخلون في محورين الاول هو التبعية والتقليد من اصل الاصل فتكثر بذلك شغق مشاهدة القنوات والبرامج ذوات الاصول العربية , اما المحور الثاني هو محاولة انتاج فني ضئييل ومنبوذ وغير منسجم فيظهر ذلك جليا في الاغاني الهابطة والبرامج المنفرة .



    دوافع انقلاب الهوية :

    اعتقد أن هناك ثلاث خواص بارزة للثقافة العربية الإسلامية جعلت من الميسور تماما، للأفراد والجماعات، إدعاء الأصول العربية دون أن تواجه بتحدٍ جدي ومعلن من قبل مركز الهوية العربية وهي :

    الخاصية الأولي هي التركيبة الأبوية للقبائل العربية. في هذا النظام ينسب الأطفال لإبائهم، ولا تلعب المرأة دورا يذكر في النسب، وذلك لأنها "حرث" الرجل و"ماعونه". ويترتب علي هذا المفهوم الذي يجعل الزوجة مزرعة لزوجها، أنها وإن حملت بذوره، إلا أن الحصاد حصاده هو، وليس حصادها. وهكذا فإن أي اختلاط للدم العربي، بخط النسب النوبي، يضع حدا لكل الأنساب النوبية قبل هذا الاختلاط، ولا فرق إذا كان هذا الاختلاط حقيقيا، أو متخيلا أو مفتعلا. وهكذا، وبناء علي الاعتقاد الشعبي الشائع في الشمال، كان الجد الذي تحدرت منه المجموعات الجعلية الكبرى في الشمال : أي الشايقية، الرباطاب والجعليين أنفسهم، هو إبراهيم جعل. عن هذا الجد المشترك، تحولت أنساب هذه المجموعات النوبية إلي الجزيرة العربية (إلي قريش) وارتبطت بالعباس عم النبي .

    الخاصية الثانية هي مفهوم النقاء، أو الطهارة في الإسلام. فالطهارة مفهوم مركزي للإيمان، ومع أنه يمكن تحقيقه من خلال عملية محددة للتطهير ، إلا أنه أيضا هبة من الله للرسول وآل بيته. يقول القرآن : "أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" . وهكذا، كلما كان المرء قريبا إلي قبيلة النبي كلما كان ذلك أفضل، والأفضل من كل ما عداه هو انحدار المرء مباشرة من فاطمة بنت النبي. ولكن مع ذلك فإن قطرة من الدم العربي تكفي لتطهيرك وذريتك. ويلاحظ المرء أن الثقافة الغربية تقوم علي مفهوم نقيض تماما في هذا الشأن، حيث تكفي قطرة دم واحدة من السود أن تلوثك وتجعلك أسودا، حتى ولو كان لونك غالب البياض.

    الخاصية الثالثة هي العلاقة بين الإسلام واللغة العربية. فحقيقة أن الإسلام نزل علي نبي عربي، وأن الذين نشروه هم العرب، وأن اللغة العربية هي لغة القرآن، كل هذه الحقائق جعلت العرب أفضل الأمم في عيون الشماليين، وجعلت اللغة العربية، ليس فقط أفضل اللغات، بل جعلتها لغة مقدسة. ومع أن غياب العربية لم يمنع غير المتحدثين بها في العالم العربي، مثل تركيا وإيران والباكستان وحتى في السودان، من ادعاء الأصول العربية، إلا أن تحدث العربية كلغة للأم قد ثبّت أسطورة الأصل العربي لدي بعض الشماليين، وأمدهم ببرهان يسمي "لسانُ عربيُ مبين."
    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:32 am

    الاصل الحقيقي للشماليين السودانيين:

    السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي عظمة الأمة النوبية. دخلت المسيحية إلي النوبة في القرن السادس، وحولتها إلى مملكة مسيحية، استمرت ألف عام. ومباشرة بعد ظهور الإسلام في القرن السابع، فتح المسلمون مصر، وطرقوا أبواب دنقلا عاصمة النوبة وقد ابرموا مع النوبة اتفاق عام 651 – 652 ميلادية الذي بموجبه دخل العرب والاسلام الي السودان بحرية من أجل التجارة، مما دشن عملية الأسلمة والتعريب، التي قادت في نهاية المطاف إلي انهيار المملكة. فالرحالة الذين جاءوا إلي مملكة الفونج في الربع الأول من القرن السادس عشر، وصفوا تكوينات أثنية شبيهة بتلك التي نجدها في سودان اليوم. فقد وصفت قبائل الشايقية والجعليين والرباطاب باعتبارهم برابرة، أي نوبيين شماليين، من قبل غيليود الذي زار مملكة الفونج عام 1523.



    بداية الاسلمة والتعريب:

    الفونج يزودوننا بمثال واضح لانقلاب الهوية، الذي ربما يلقي لنا الضوء علي عملية التماهي مع العرب. ففي بداية مملكتهم، كان الفونج وثنيين، من الناحية الدينية، وكانوا يتحدثون لغتهم الخاصة، والتي كانت هي اللغة لرسمية للمملكة حتى القرن الثامن عشر. وكانوا يسيرون العدالة في محاكمهم وفق تقاليدهم الخاصة. وقد اعتنق ملكهم الأول، عماره دنقس، الإسلام اسميا، من أجل أهداف سياسية . وبعد ثلاثة قر ون من ذلك التاريخ، أي خلال القرن الثامن عشر، أقيمت العدالة علي أساس الشرع الإسلامي، وصارت الوثائق الرسمية تحرر باللغة العربية، والتي أصبحت هي اللنغوافرانكا للدولة . ليس ذلك فحسب، بل أعلن بادي الثالث، ملك الفونج، رسميا في خطاب إلى رعيته، أنه وقومه "ينحدرون من العرب، ومن الأمويين علي وجه التحديد" وقد أ صدر ذلك المنشور ردا علي حملة من الإشاعات، صاحبت تمردا في الأقاليم الشمالية، يدمغهم بأنهم "وثنيين من النيل الأبيض". وقد أختتم المنشور، الذي أٌرسل إلي دنقلا، بالعبارة التالية :" وما دمتم قد رأيتم الحقائق فلتخرس الألسنة، وعسي أن يتوخى العبد عزيز فضيلة الحذر في أحاديثه المؤذية" . وكجزء من هذه الأحاديث المؤذية هي "اتهامه" للملك بأنه ليس من أصل عربي فمع زيادة قوة التجار العرب، وانتشار الطرق الصوفية، وتعاظم نفوذ العلماء، سعي الملوك إلي الإبقاء علي نفوذهم القضائي المتداعي بدراسة الشريعة الإسلامية، ليتحولوا إلي "علماء" لهم مكانتهم المستقلة فتبراء الفونج من العرق الزنجي كما تبرؤهم من الجذام كما يقول عبد الله بولا. وهكذا فإن انقلاب الهوية الذي حدث في القرن السادس عشر لخدمة أهداف سياسية، قد أكتمل في القرن التاسع عشر. وكما قال ديفيد ليتين : "ما يعتبره هذا الجيل مسألة عملية محضة، يعتبره الجيل الذي يليه أمرا طبيعيا." فجاء الأتراك بالإسلام التقليدي المدرسي،ودفعوا عملية التعريب إلي الأمام وسيروا، مع العرب والأوربيين والشماليين، حملات الاسترقاق، في أراضي القبائل التي لم تستعرب، وخاصة في الجنوب وجبال النوبة. وجاءت الدولة المهدية، وحلت محل الدولة التركية المنهارة، عام 1885، ودفعت بدورها عمليات التعريب والأسلمة. ولم تكن الدولة المهدية مختلفة عن الأتراك فيما يتعلق بحملات الاسترقاق. وعندما أستعمر البريطانيون السودان عام 1898، وضعوا القبائل المستعربة فوق القبائل الأفريقية السوداء. وقد وصف عالم الأجناس ك. سيلجمان، الذي دعمته حكومة الخرطوم الاستعمارية لدراسة الجماعات السكانية بالسودان، وصف القبائل الجنوبية بأنها "متوحشة" وقد تعامل البريطانيون باحترام شديد مع مجموعات الشمال المستعربة، كما عبروا عن احترام عظيم لهويتهم العربية-الإسلامية، وشجعوها. وقد ركزت السياسات التعليمية، بصورة أساسية، علي المجموعات المسلمة، التي تتحدث العربية، من الشمال الأوسط النيلي وقد كان المستفيدون من هذه السياسات التعليمية، من بين هذه الجماعات، أبناء الأسر البارزة : أسرة المهدي، والخليفة، وأسر أمراء المهدية، والأسر العربية "الراقية". الا انه من المستدرك بمكان كانت سياسات المناطق المقفولة عام 22ـ1947م ذي الاهداف الاتية:

    1ـ محاصرة تجارة الرقيق. مع العلم بأن الجلابة الذين التزموا بهذا البند سمح لهم بالعمل في المناطق المقفولة طيلة سريانها.

    2ـ الحفاظ على هويات الكيانات المقفولة باعتبار واقعها، وتوجيهها غرباً في أسوأ الأحوال.

    3ـ منع تسرب الأمراض التناسلية المتفشية في شمال السودان إلى الجنوب العذري في ذلك الوقت.

    وبالطبع ظل الخطاب الرسمي يغيّب مضمون هذه البنود ويصر على أن سياسات المناطق المقفولة هي السبب في مشاكل السودان ويعتبرها أساس أسس المنطق التبريري ولكن الواقع هو أن هذه السياسات قد عوقت مشروع الاسلاموعروبية الاستغلالي وفي لحظة حاسمة من لحظات نهوضه الاسترجاعي لبناء الدولة العبودية بآليات الحداثة.
    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:34 am

    الحلول:

    1ـ قيام الثورة: وذلك بتشكل كتلة تاريخية Historical Mass عبر تحالف الكيانات المهمشة مع قوى الوعي والتقدم في (المركز) للإطاحة بهذه الوضعية التاريخية التي باتت تضر بغالبية الناس في السودان بمن فيهم السواد الأعظم من أبناء المركز أنفسهم. وبالتالي تأسيس الأوضاع بشروط جديدة تستند على حقيقة التعددية وتلتزم بتوجهات العدالة والمساواة والتعايش السلمي، والارتفاع بقضية الهوية المشتركة ـ هوية الدولة ـ من الظرفية إلى التاريخ أي لكل هويته والدولة للجميع) حتى يحكم التاريخ في مسألة (الذاتية السودانية جيلا بعد جيل. أو؛

    2ـ التسوية التاريخية: إن لم يتيسر قيام كتلة تاريخية ناضجة وقادرة على إنجاز فعل الثورة لأي أسباب أو تداخلات أخرى، فتبقى المسألة مرهونة بمقدار التنازلات التي يمكن أن تقدمها النخبة الإسلاموعربية يمينها ويسارها واستعداد قوى الوعي والمهمشين للتضحية للاتفاق على برنامج حد أدنى مثل ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية والالتزام به مما قد يؤدي ـ على المدى الطويل ـ إلى التحولات الضرورية، وإنجاز ما كان يمكن أن ينجزه فعل الثورة. أو؛

    3ـ الانهيار: فإذا استمرت المساومات السياسية التي لا تعنى بجوهر المشكلة، واستمر العجز عن تشكيل كتلة تاريخية ناضجة وعيا وقوة وعجزت المركزية عن تقدير الواقع حق قدره وأصرت على مشروعها، فيبقى احتمال الانهيار على شاكلة الصوملة أو تفتت الدولة السودانية إلى أقاليم متحاربة. ولا تستبعد التدخلات الخارجية كنتيجة طبيعية لذلك. وقد يكون انفصال الجنوب البداية لهذا الانهيار، وربما ساعد ذلك في إعادة الإنتاج للأزمة في السودان الشمالي واستمرار الوضعية فيه إلى حين اكتمال نهوض قوميات الأخرى والدخول في مأزق جديد. مع احتمال نشوء نفس الأزمة في الجنوب إن لم يستفد الجنوبيون من الدرس التاريخي.

    أحمد ودالأحمر
    أحمد ودالأحمر
    طائر نشط
    طائر نشط


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    الموقع : كريمة

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty رد: مشكلة الهوية في شمال السودان

    مُساهمة  أحمد ودالأحمر الأحد أغسطس 15, 2010 8:36 am

    خاتمة :

    ذكرنا أن الشماليين يؤمنون بأنهم ينحدرون من أب عربي وأم أفريقية، وأنهم يتماهون مع الأب ويرفضون الأم. وبالنسبة للشمالي المتوسط، فإن الأم تمثل الجنوب داخله، وما لم يقبل الشمالي أمه، ويتماهى معها، فإنه لن يقبل الجنوبي كند له. إن الاعتراف بالمكون الأفريقي داخل النفس الشمالية، بعد النكران الطويل، وتحرير الأم الأفريقية المقموعة داخل أنفس الشماليين، هي الشروط الضرورية لقبول الجنوبيين اجتماعيا من جانب الشماليين، والاعتراف بهم كأنداد، رغم الاختلافات القليلة القائمة. يمكن لمشكلة الحرب أن تحل عن طريق انفصال الجنوب عن الشمال. ربما يكون في ذلك حل لمشكلة الجنوب مع الشمال، ولكنه لن يحل أزمة الهوية الشمالية. ومن الواضح أن أزمة الهوية في الشمال قد وصلت إلى قمتها، وبدأ التوازن يختل من جديد. وقد طرحت التساؤلات حول الهوية وعلي الشماليين أن يختاروا : أما أن يتشبثوا بالهامش، أو يخلقوا مركزا خاصا بهم، أن يستمروا كعرب من الدرجة الثانية، أو سودانيين من الدرجة الأولي.
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    لؤي شمس العلا ابراهيم
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 151
    تاريخ التسجيل : 09/08/2010
    العمر : 42
    الموقع : https://altuooralmohagra.gid3an.com/profile.forum?mode=editprofile

    مشكلة الهوية في شمال السودان Empty السودان بين سندان العربية ومطرقة الافريقية (ازمة الهوية )

    مُساهمة  لؤي شمس العلا ابراهيم الأحد أغسطس 15, 2010 5:44 pm

    مشكلة حقيقة يعيشها السودان
    وهي ازمة الهوية
    سؤال كبير وملح يلقي بظلالة علي المجتمع والسياسة السودانية
    هل السودان بلد افريقي بة اقلية من العرق العربي (حسب الدراسات الديمغرافية)
    ام بلد تغلب علية السحنة الافريقية وتحكمة الاقلية العربية
    بالعودة الي الخريطة الديمقرافية في السودان نلاحظ الاتي :
    ان كل جنوب السودان من العرق الافريقي النقي والغالبية العظمي من المسيحيين او الا دينيين وهو يمثل اقل بقليل عن ثلث مساحة السودان لكن من حيث الموارد غني جدا بالثروة الحيوانية والغابات والبترول والسياحة والا مطار طول السنة تغريبا ( استمر في التمرد للانفصال عن الشمال لمدة عشرون عاما حتي 2005 اتفاقية نيفاشا وعلي ضؤها قد ينفصل الجنوب سياسيا عن الشمال حسب الاستفتاء علية بعد ستة سنوات )


    غرب السودان
    ويضم دارفور الكبري وكردفان وجبال النوبة
    ويغلب علية العنصر الافريقي خاصة دافور وجبال النوبة اما كردفان فتسود فيها بعض الاقليات القبلية العربية المخلوطة العنصر الزنجي وتميل الوانهم الي السمرة حتي العرب منهم
    ويغلب هنا الدين الاسلامي عدا جبال النوبة حيث نجد العرق النوبي الافريقي النقي وهم مسيحيين في الغالب الاعم وفي غرب السودان الصراع القبلي بين العرب والافارقة من الفور والزغاوة وانحياز الحكومة الي العنصر العربي هو اساس المشكلة الدائرة الان في دافور
    ومن حيث الثروة في هذا الاقليم الغربي من السودن بجد جنوبة غني بالبترول والنحاس والزراعة وبه اكبر ثروة حيوانية متنوعة في افريقيا كلها

    شرق السودان وهو قليل نوعا ما من حيث السكانفي الجزء الجنوبي في ولايات كسلا والقضارف يسود خليط من الاعراق الاقريقية والعربية واكثر القبائل العربية زات العرق النقي وغير المخلوط الدم الافرقي موجودة في الشرق وهم الرشايدة وهم امتداد لقبائل الرشايدة في اليمن والسعودية وهي قبائل منغلقة في مجتمعات صغيرة ولم تاثر في السياسة السودانية ويغلب الاسلام علي هذا الاقليم

    الوسط والشمال وهنا تكمن مشكلة الهوية الحقيقية
    لان مركز الحكومات السودانية والعاصمة الخرطوم والغريب ان حتي هذا الجزء الاصغر مساحة خاصة الشمال ولكن به عدد كبير من الافارقة مما يعني ان هذا الجزء ليس حكرا للعرب فقط وبخاصة العاصمة الكبري الخرطوم وولاية الجزيرة نوعا ما يقل العنصر الافريقي في ولايات الشمال (نهر النيل والشمالية ) لكن السيطر علي الحكومة والوظائف العليا والادارية من النعصر العنصر العربي وهذا ما يخلق المشكلة اذ ان الاغلبية في السودان زنجية والتوجه السايسي عربي

    _ ولا نخلط الامر هنا بالثقافة العربية لانها تلقائيا مكتبسة من الدين الاسلامي الذي يدين به اكثر ثلثي السكان بسحناتهم واعراقهم المختلفة _

    والان بعد الاحداث الاخيرة التي بدات في دافور منذ 2003 اضافة الي الحرب في الجنوب التي استمرت لاكثر من عشرون عاما بدأت مشكله الهوية في الظهور الفعلي خاصة بعد الاتحاد الملاحظ بين حركات دارفور وحركة تحرير السودان في الجنوب
    وبدأت الجهوية والعرقية والعنصرية في الظهور فوق سطح السياسة والمجتمع السودان
    وبدا المستنيرين والمتعلمين من ابنا دارفور والجنوب بالمناداة بتغير هوية السودان االي الافريقية
    وبل ينادي البعض بالخروج عن الجامعة العربية والاتجاة الي منظمة الوحدة الافريقية
    الملاحظ انة مشكلة الدين واللغة لم تشكل هاجسا في السودان رغم الجنوب المسيحي لكن التعايش كان جيد
    هذا بسب الدين الاسلامي الذي يجمع بين غرب السودان الافريقي ووسطه العربي والشرق المخلوط بين الافارقة والعرب
    قال الزعيم الافريقي الراحل جوليوس نيريري (رشح السودان ليكون احسن الافارقة لكن اختار ان يكون اسواء العرب ) هذا بعد ان اعترضت احدي الدول العربية علي انضمام السودان الي الجامعة العربية في البداية
    ولن يكون من السهل علي النخب السودانية سوي كانت عربية ام افريقة السيطرة علي هذا المعضلة
    الا عن طريق نظام ديمقراطي حقيقي وعالي الشفافية
    لن تصلح السودان لا الحكومات العسكرية ولا الشمولية


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:38 pm